انهال الدولي الإنجليزي فيل فودين، جناح مانشستر سيتي، بالمديح على زميله النرويجي إيرلينج هالاند، بعد أن قاد الفريق مؤخرًا للفوز 2-0 على إيفرتون في الدوري الإنجليزي.
وسجل المهاجم النرويجي، هدفين رائعين في الشوط الثاني خلال 5 دقائق فقط، ليمنح السيتي انتصارًا مثيرًا.
وقال فودين في تصريحات لموقع ناديه “نحن نعلم أن هالاند يمتلك القدرة على ظبط انطلاقاته بشكل مثالي، وأنه دائمًا يكون في المكان الصحيح”.
وأضاف “حتى لو حاولوا إخراجه من المباراة بالرقابة، يبقى قادرًا على التسجيل، لا يفقد تركيزه أبدًا، ونعلم أنه يحتاج فقط إلى فرصة واحدة ليحرز هدفا”.
وتابع “كان صبورًا للغاية، دائمًا ما يظهر في اللحظة المناسبة من أجلنا، وهذه سمة من سمات المهاجمين العالميين”.
ورفع هالاند، رصيده إلى 11 هدفًا في 8 مباريات فقط هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وأكمل فودين “كانت المباراة صعبة، في الشوط الأول لم نظهر بمستوانا المعتاد، ولم نتحرك بالكرة للأمام بالسرعة المطلوبة، واحتفظنا بها أكثر من اللازم ولم نجد المساحات بين الخطوط”.
وأوضح “بيب جوارديولا تحدث معنا بين الشوطين، وفي الشوط الثاني كنا أكثر فاعلية في الهجوم، وصنعنا العديد من الفرص، ويمكننا أن نكون سعداء بالأداء العام”.
ورفع السيتي، رصيده إلى 16 نقطة في المركز الثاني خلف آرسنال المتصدر، كما رفع هالاند رصيده إلى 11 هدفا في صدارة الهدافين للدوري الإنجليزي.
وأصبح هالاند، أول لاعب يسجل 10 أهداف أو أكثر في أول 8 جولات في الدوري الإنجليزي الممتاز، لمدة 3 مواسم متتالية.
كما سجل هالاند للمباراة السادسة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ووصل هالاند للهدف رقم 23 له في الموسم الحالي مع فريقه مانشستر سيتي ومع منتخب بلاده النرويج.
 Getty Images
Getty Images
ماكينة الفرص قبل الأهداف
على الرغم من أن الإصابات المفاجئة قد تغير وجه المنافسة على لقب الحذاء الذهبي، فإن المؤشرات الحالية ترجح كفة هالاند لعدة أسباب واضحة، أولها العدد الكبير من الأهداف التي سجلها بالفعل، وثانيها جودة الفرص التي يحصل عليها مقارنة بمنافسيه الآخرين.
ويعتمد المحللون على مقياس يُعرف بـ “الأهداف المتوقعة” (XG)، الذي يُقدّر عدد الأهداف المتوقع تسجيلها استنادًا إلى نوعية الفرص المتاحة للاعب.
وتشير الأرقام الحالية إلى تفوق هالاند بشكل كبير على بقية المهاجمين في الدوري الإنجليزي، سواء من حيث عدد الفرص أو جودتها، مما يعني أن مستواه هذا الموسم، مبني على أسس قوية وليس على الصدفة.
وبعبارة أخرى، حتى لو كان هالاند، مجرد مهاجم “عادي” في اللمسة الأخيرة، فإن كمية الفرص التي يحصل عليها، تكفي لوضعه في صدارة قائمة الهدافين بسهولة، حيث أن أسلوب لعب مانشستر سيتي، بقيادة بيب جوارديولا، يمنح المهاجم النرويجي، مساحات كبيرة داخل منطقة الجزاء، ويدعمه بتمريرات متقنة من لاعبين مثل فودين ودوكو، مما يزيد فرصه في تسجيل الأهداف.
منافسو هالاند في الدوري
المثير أن منافسي هالاند التقليديين على لقب هداف الدوري الإنجليزي، لم يبدأوا الموسم بنفس القوة.
وعلى سبيل المثال، محمد صلاح، هداف الموسم الماضي برصيد 29 هدفًا، سجل هدفًا واحدًا فقط خلال نفس الفترة، مع نصف عدد الفرص التي أتيحت له مقارنة بنفس المرحلة من الموسم السابق، ويمكن القول إن هذه أبطأ بداية لصلاح منذ انضمامه إلى البريميرليج، مما يمنح هالاند الأفضلية بشكل كبير.
ولا يقتصر الأمر على صلاح، بل يمكن ملاحظة أن معظم اللاعبين الآخرين من قائمة أفضل 11 هدافًا في الموسم الماضي، لم يسجلوا سوى أهداف قليلة مقارنة بهالاند.
وبعض هؤلاء تأثر بالإصابات، مثل يوان ويسا وكول بالمر ويورجن ستراند لارسن، فيما أثر طول فترة الانتقالات على لاعبين آخرين مثل ألكسندر إيزاك. وهناك أيضًا تراجع أداء بعض الفرق مثل برينتفورد وأستون فيلا وولفرهامبتون، مما انعكس بدوره على معدلات تهديف لاعبيها.
الحذاء الذهبي الأوروبي
على الصعيد الأوروبي، المنافسة على الحذاء الذهبي تبدو أكثر حدة، حيث أن هالاند يحتل المركز الثاني برصيد 11 هدفًا، خلف المتصدر هاري كين، الذي أحرز 12 هدفًا مع بايرن ميونخ.
ومع ذلك، يتمتع هالاند بميزة نسبية، إذ أن جميع أهدافه جاءت من اللعب المفتوح، بينما سجل كل من مبابي وكين بعض أهدافهما من ركلات جزاء.
ورغم ذلك، يُعرف عن مبابي وكين، أنهما يسجلان أهدافًا أكثر مما توحي به فرصهما الفعلية، مما يجعل السباق الأوروبي مفتوحًا ومثيرًا حتى آخر جولات الموسم.
وقد تحمل الأشهر القادمة، مفاجآت غير متوقعة نتيجة الإصابات أو التذبذب في أداء اللاعبين، لكن المؤشرات الحالية تشير بقوة إلى أن هالاند هو المرشح الأقوى لاحتكار لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز.
وإضافة إلى ذلك، فإن مستواه المذهل يمنحه أيضًا فرصة لتأكيد هيمنته على الكرة الأوروبية، ويعزز مكانته كأخطر مهاجم في العالم، القادر على فرض أسلوبه وفرض نتائج المباريات على الخصوم بمفرده.
وباختصار، هالاند لا يقدم مجرد أهداف، بل يقدم عرضًا متكاملًا للتمركز الذكي، القدرة على التحرك داخل الملعب، والتفوق في الاستفادة من كل فرصة تُتاح له، وهو ما يجعل منافسيه في سباق الحذاء الذهبي، على الأقل في الدوري الإنجليزي، أمام تحد صعب للغاية.
