أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم، اليوم الإثنين، استبعاد فيران توريس مهاجم برشلونة، من قائمة الماتادور قبل مواجهة بلغاريا، المقررة غدًا الثلاثاء في مدينة بلد الوليد، ضمن الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، بسبب آلام عضلية، وبالتحديد نتيجة إجهاد عضلي.
ووفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو“، سيعود فيران توريس هذا المساء إلى برشلونة، حيث سيخضع لفحوصات تحت إشراف الطاقم الطبي للنادي، الذي تم إبلاغه بجميع تفاصيل حالته من قبل أطباء الاتحاد الإسباني لكرة القدم.
وكان توريس قد شارك السبت الماضي، في مباراة منتخب بلاده أمام جورجيا بمدينة إلتشي، وشعر عقب اللقاء بآلام عضلية دفعت الجهاز الطبي للاتحاد الإسباني، إلى إجراء فحوصات إضافية أكدت إصابته بإجهاد عضلي دون وجود تمزق.
وأوضح بيان الاتحاد الإسباني، أن اللاعب “اشتكى من آلام عضلية تم تقييمها من قبل الأطباء، وأُجريت له فحوصات تكميلية كشفت عن إجهاد عضلي دون وجود إصابة جسدية”.
وأضاف “نظرًا لقرب موعد مواجهة بلغاريا، واستمرار سياسة عدم المجازفة والحفاظ على صحة اللاعب، تقرر استبعاده من القائمة”.
ويأتي هذا القرار، بعد فترة من التوتر بين برشلونة والاتحاد الإسباني لكرة القدم، على خلفية إصابة لامين يامال خلال مشاركته الدولية الأخيرة، والتي أثارت استياء مدرب الفريق الكتالوني هانز فليك، الذي اضطر للاستغناء عن جناحه في بعض المباريات عقب عودته من المنتخب.
ولهذا شدد بيان الاتحاد، على أن “الطاقم الطبي لبرشلونة أُبلغ بجميع تفاصيل حالة توريس”.
وأشار التقرير إلى أن فيران توريس نفسه، هو من بادر بإبلاغ الجهاز الفني عن شعوره بالإجهاد عقب مباراة جورجيا، ليتم الاتفاق بين الاتحاد الإسباني وبرشلونة على عودته إلى النادي دون المجازفة بمشاركته.
وفي المقابل، لا يعتزم المدرب لويس دي لا فوينتي، استدعاء أي لاعب بديل لتعويض غياب توريس، خصوصًا بعد مغادرة لاعب برشلونة الآخر داني أولمو لمعسكر المنتخب في الأيام الأولى، بسبب إصابة في عضلة الساق اليسرى ستبعده عن الملاعب لعدة أسابيع.
خليفة ليفاندوفسكي
مع مرور الوقت، أثبت فيران توريس، أنه أحد أبرز الرابحين في عهد هانز فليك داخل برشلونة، بعدما تحوّل من جناح محدود المشاركة، إلى رأس حربة يقاتل على مركزه بثقة عالية.
وبينما ترددت الشكوك حول قدرته، على شغل دور المهاجم الصريح في عهد تشافي هيرنانديز، جاء المدرب الألماني ليعيد اكتشافه ويمنحه المكان الذي بحث عنه طويلاً في خط المقدمة.
ووجد فليك في توريس، خياراً مثالياً ليقود هجوم الفريق الكتالوني بجانب المخضرم روبرت ليفاندوفسكي، قائلاً بعد الفوز الكبير على فالنسيا في سبتمبر/أيلول الماضي “من الرائع أن أمتلك خياراً بين فيران وليفاندوفسكي. أنا سعيد بوجود لاعبين بهذه الجودة في هذا المركز”.
وحتى فترة التوقف الدولي في أكتوبر/تشرين أول، شارك توريس أساسياً في 8 مباريات وكان بديلاً في مباراتين فقط، ليؤكد أنه أصبح سلاحاً هجومياً حقيقياً في منظومة المدرب الجديد.
رحلة توريس مع مركز المهاجم لم تبدأ في برشلونة، بل تعود جذورها إلى أيامه في فالنسيا، حيث منحه المدرب مارسيلينو، فرصة الظهور الأول قبل أن يجربه ألبيرت سيلاديس كمهاجم صريح.
وقال سيلاديس “وضعناه هناك عدة مرات رغم أنه لم يسبق له اللعب في هذا المركز، كنا نعاني من غيابات، وتوقعنا أنه قادر على التأقلم بفضل مهارته الفنية وتحركاته في العمق”.
وأضاف “كان جيداً في الكرات الهوائية، يتمتع بحدس تهديفي مميز ويسجل بسهولة”.
وجاءت الخطوة التالية في مشوار نضوج توريس في مانشستر سيتي، حيث وجد فيران نفسه أمام اختبار جديد مع بيب جوارديولا، بعد إصابة المخضرم سيرجيو أجويرو الطويلة.
وصرح أحد أعضاء الجهاز الفني للسيتي في ذلك الوقت، قائلا “فيران جاء لأن أجويرو كان مصابا معظم الموسم، وكنا بحاجة إلى مهاجم. لديه حس تهديفي قوي، يجيد التحرك في الثلث الأخير والخروج من منطقة الجزاء ليكون مرجعاً للهجوم”.
وأضاف “عملنا معه على تدريبات مكثفة، ليُتقن التحركات المطلوبة كمهاجم، النزول لاستلام الكرة، والانطلاق خلف الدفاع، وإنهاء الهجمات. لم تكن تلك مركزه الطبيعي، لكننا رأينا فيه القدرة على التكيف”.
وعندما وصل توريس إلى برشلونة، كان أول رهان في مشروع تشافي هيرنانديز، الذي وصفه عند التوقيع معه بأنه “لاعب من مستوى عالمي يفهم المساحات جيداً ولا يفقد الكرة”.
ورغم ذلك، لم يحظ بالاستمرارية في مركز المهاجم بسبب وجود أوباميانج، ولوك دي يونج، وممفيس ديباي، ثم ليفاندوفسكي.
وأوضح أحد أفراد الجهاز الفني حينها “لم نمنحه الاستمرارية التي احتاجها، لكنه كان يمنحنا الكثير في الضغط العالي بفضل قدرته على تكرار الجهد لاستعادة الكرة”.
وأضاف المصدر ذاته “في الهجوم، كان يتحرك بذكاء في المساحات، لكننا كنا نفتقد اللاعب القادر على منحه التمريرة الأخيرة التي تترجم تحركاته، وهذا كان يسبب له بعض الإحباط، لذلك فضل تشافي استخدامه على الأطراف حيث يمتلك آلية تسديد مميزة”.
أما هذا الموسم، فقد تغيّر المشهد تماماً، ومع تراجع لياقة ليفاندوفسكي وتقدمه في السن، برز توريس كمهاجم الحاضر والمستقبل لبرشلونة، حيث أن اللاعب الذي شكّله جوارديولا وآمن به تشافي، وجد تحت قيادة فليك، البيئة المناسبة، ليُثبت أنه أكثر من جناح، بل رأس حربة قادر على قيادة الخط الأمامي بثبات وثقة.