أحرز سائق ريد بول، الهولندي ماكس فيرستابن، المركز الأول في سباق جائزة لاس فيجاس الكبرى، اليوم الأحد في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما اقترب البريطاني لاندو نوريس (ماكلارين) من التتويج بباكورة ألقابه، بحلوله ثانيا في الجولة الثانية والعشرين من بطولة العالم للفورمولا 1.
وقدّم فيرستابن، بطل العالم في الأعوام الأربعة الماضية، أداء خالياً من أي أخطاء لينتزع المركز الأول فور الانطلاق من نوريس، في شوارع مدينة لاس فيجاس – بعدما خرج الأخير عن المسار – محكماً قبضته على الصدارة حتى النهاية.
وحاول نوريس، الذي وصل إلى لاس فيجاس منتشياً من فوزه في جولتي المكسيك وساو باولو، الضغط من أجل إقفال الباب أمام محاولة فيرستابن، المنطلق من المركز الثاني، تجاوزه بعد لحظات من الانطلاق، إلّا أنه تأخر في الضغط على المكابح ليخرج عن حدود الحلبة، ما سمح للهولندي بانتزاع المركز الأول.
كما تراجع نوريس، الساعي إلى باكورة ألقابه في الفئة الأولى، إلى المركز الثالث بعدما تجاوزه مواطنه جورج راسل (مرسيدس)، ليعود سائق ماكلارين ويسترجعه خلال مجريات السباق.
وأنهى فيرستابن مسافة السباق التي بلغت 309.958 كلم (50 لفة) بوقت قدره 1:21:08.429 ساعة متقدماً بفارق 20.741 ثانية عن نوريس، و23.546 ثانية عن راسل حامل اللقب العام الماضي.
وهو الفوز الثاني لفيرستابن في لاس فيجاس بعد عام 2023، والسادس له هذا الموسم والـ 69 في مسيرته، كما صعد إلى منصات التتويج للجولة الثامنة توالياً.
“كلّفني الكثير”
وعلّق نوريس البالغ 26 عاماً على ما حصل، قائلاً “ارتكبت خطأ عند المنعطف الأول”.
وأضاف “كما تعلمون، يجب أن تكون الانطلاقة قوية عند المنعطف الأول، لكنني بالغت في ذلك قليلاً، وهذا كلّفني الكثير”.
وتابع “لكن المركز الثاني لا يزال نتيجة جيدة، وحصدت العديد من النقاط، ليس الأمر وكأنني أشعر بخيبة أمل كبيرة. لقد غامرت وتركت ماكس يفوز”.
وأردف نوريس “أردت أن أقدّم عرضاً رائعاً، ولهذا السبب نحن هنا في لاس فيجاس. لم يكن أفضل أداء لي. لكن عندما يفوز سائق بفارق 20 ثانية، فهذا يعني أنه قدم أداء لا غبار عليه في السباق”.
وقبل جولتين من النهاية، عزز نوريس رصيده في صدارة ترتيب السائقين إلى 408 نقاط متقدماً، بفارق 30 نقطة عن زميله الأسترالي أوسكار بياستري الذي حلّ رابعاً (378)، فيما يحتل فيرستابن المركز الثالث، علماً أنه ما زال يملك حسابياً فرصة الاحتفاظ بلقبه للعام الخامس توالياً، رغم تأخره بفارق 42 نقطة عن نوريس.
وعلى مستوى الصانعين، يحتدم الصراع على المركز الثاني بين مرسيدس الثاني برصيد 423 نقطة وريد بول الثالث (391) وفيراري (371)، بعدما حسم ماكلارين المتصدر اللقب للعام الثاني توالياً (786).
- “استراتيجية ناجحة” لريد بول
من ناحيته، أكد فيرستابن أناستراتيجية ريد بول في اختيار الإطارات هي أساس الفوز، موضحا: “نحن لسنا بارعين في استخدام الإطارات، لكن اليوم بدا وكأننا كنا أكثر سيطرة، وتمكنت من الضغط أكثر”.
وأضاف ابن الـ 28 عاماً: “كانت سرعتنا أعلى بكثير، وتمكنت من البقاء داخل الحلبة لفترة أطول، وتقسيم السباق إلى نصفين، وهذا بالتأكيد ساعدني كثيراً”.
وتابع “ماد ماكس”: “كانت السيارة تعمل بشكل جيد، وتأقلمت عليها بشكل أفضل… في كل لفة، كنت أشعر بالراحة ولم أستهلك الإطارات كثيراً”.
في المقابل، لم يكن حال بياستري الذي انطلق من المركز الخامس أفضل من زميله، حيث اصطدم بسيارة النيوزيلندي ليام لاوسون (آر بي)، ولكن من دون أن تتضرر سيارته.
وقال بياستري الذي تراجع أمام زميله للجولة السابعة توالياً: “كنت من القلائل الذين ضغطوا على المكابح لتجاوز المنعطف، واندفعت بعيداً عن المسار”.
وأضاف متصدر الترتيب السابق: “هذا ما حدث. كانت اللفات التالية حافلة بالأحداث… مع بعض الأخطاء”.
وسعى بياستري لتعويض تأخره في لاس فيجاس، بعدما أهدر فارق 34 نقطة في صدارة الترتيب، منذ فوزه في سباق جائزة هولندا الكبرى خلال آب/أغسطس الماضي، ليتراجع للمركز الثاني.
وأقرّ السائق البالغ 24 عاماً، والمنحدر من ملبورن، بأن آماله في اللحاق بنوريس قد منيت بنكسة.
وعندما سُئل بياستري عن قدرته على تقليص الفارق مع نوريس في قطر، أجاب: “آمل في ذلك. لكنني أحتاج إلى أكثر من ذلك الآن. سيكون من الرائع تحقيق نتائج جيدة لإنهاء العام، لكن وضع البطولة يبقى كما هو”.