قرار جديد من الأولمبية المصرية بشأن أزمة عمر عصر

BySayed

أكتوبر 22, 2025


أصدرت اللجنة الأولمبية المصرية مساء الأربعاء بيانًا رسميًا كشفت فيه عن قرارات وإجراءات جديدة تتعلق بالأزمة التي نشبت بين نجمي منتخب مصر لتنس الطاولة، عمر عصر ومحمود أشرف حلمي، خلال بطولة أفريقيا الأخيرة التي أُقيمت في تونس، والتي توّج خلالها المنتخب المصري بلقب البطولة بعد أداء تاريخي.

تعود تفاصيل الأزمة إلى الموقف الذي أثار جدلاً واسعًا أثناء البطولة، حين رفض محمود أشرف مصافحة زميله عمر عصر قبل انطلاق مواجهته أمام بطل نيجيريا في نصف نهائي منافسات الفرق. هذا التصرف أشعل أزمة كبيرة داخل بعثة المنتخب، بعدما هدد عمر عصر بعدم استكمال المباراة إلا إذا تم استبعاد زميله محمود من مقاعد البدلاء، وهو ما وضع الجهاز الفني والإداري في موقف بالغ الحساسية.

وتطور الموقف لاحقًا بعد أن قرر الاتحاد المصري لتنس الطاولة، برئاسة أشرف حلمي – والد اللاعب محمود أشرف – منع نجله من الصعود إلى منصة التتويج أثناء تسلم ميداليات المركز الأول، تجنبًا لحدوث أي احتكاك جديد مع زميله عمر عصر، وحفاظًا على الصورة العامة للبعثة المصرية التي حققت إنجازًا قاريًا كبيرًا.

على إثر تلك الأحداث، أوصت وزارة الشباب والرياضة بفتح تحقيق شامل من جانب اللجنة الأولمبية المصرية، مع إلزام الاتحاد المعني بتقديم تقرير تفصيلي حول الواقعة. كما وجه الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بسرعة إعداد تقرير رسمي عن المشاجرة التي وقعت بين اللاعبين، لاتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية المناسبة بحق المتسببين.

بيان رسمي من اللجنة الأولمبية

وفي بيانها الذي صدر مساء الأربعاء، أكدت اللجنة الأولمبية المصرية برئاسة المهندس ياسر إدريس، حرصها الكامل على الشفافية والحياد في التعامل مع الأزمة، مشيرة إلى أنها شكّلت لجنة موسعة لمتابعة التحقيقات.

وضمت اللجنة كلاً من أحمد أسامة الجندي، رئيس لجنة شؤون اللاعبين باللجنة الأولمبية، ومحمد علاء لوكا، عضو لجنة اللاعبين، لمتابعة جلسات التحقيق التي تُجرى مع اللاعبين عمر عصر ومحمود أشرف، إلى جانب مدربهما، حول ما جرى من تجاوزات خلال البطولة الأفريقية في تونس.

وأوضح البيان أن التحقيقات يقودها اللواء شريف القماطي، رئيس لجنة القيم باللجنة الأولمبية، الذي أُوكلت إليه مهمة تحديد المسؤوليات واقتراح العقوبات المناسبة وفقًا لنتائج جلسات الاستماع.

وشدد المهندس ياسر إدريس على ضرورة توقيع عقوبة عادلة بحق من تثبت إدانته، قائلًا: “ليس من المقبول أن تؤدي التصرفات الفردية إلى تشويه صورة الإنجاز الكبير الذي لم يتحقق في تنس الطاولة منذ نحو ربع قرن على الصعيد الأفريقي. يجب أن يكون التحقيق عبرة لكل من تسوّل له نفسه الخروج عن حدود الأخلاق والقيم الرياضية”.

ورغم الأزمة، لم يغب بريق الإنجاز عن المشهد، إذ حقق لاعبو ولاعبات منتخب مصر لتنس الطاولة نتائج استثنائية، توّجوا خلالها بجميع الميداليات الذهبية في منافسات الرجال والسيدات، في سابقة لم تحدث منذ قرابة عشرين عامًا.

هذا الإنجاز، الذي وصفته اللجنة الأولمبية بأنه “صفحة مضيئة في تاريخ الرياضة المصرية”، جاء ليعكس التطور الكبير الذي تشهده اللعبة في مصر مؤخرًا، بفضل جهود الاتحاد واللاعبين والأجهزة الفنية.

جلسة استماع حاسمة

وأعلنت اللجنة الأولمبية أن لجنة القيم، برئاسة اللواء شريف القماطي، ستعقد جلسة تحقيق رسمية يوم الخميس مع اللاعبين ومدربهما، بحضور ممثلين عن لجنة شؤون اللاعبين، أحمد الجندي ومحمد سيد لوكا، على أن تُعقد الجلسات وفق ما ورد في “مدونة السلوك الأخلاقي” التي أقرها مجلس إدارة اللجنة الأولمبية رسميًا فور انتخابه، التزامًا بمبادئ الشفافية والانضباط داخل المنظومة الرياضية.

وأكدت اللجنة في بيانها أنها تتعامل مع الواقعة بأقصى درجات الجدية، وأن العقوبات المحتملة ستصدر بما يتوافق مع اللوائح المعمول بها في اللجنة الأولمبية المصرية ومدونة القيم الأخلاقية المعتمدة.

وشدد البيان على أن اللجنة الأولمبية المصرية تهيب بجميع الرياضيين والمسؤولين داخل الاتحادات والأندية بضرورة الالتزام الأخلاقي وإعلاء القيم الرياضية في التعاملات كافة، مؤكدة رفضها التام لأي شكل من أشكال التجاوز أو الإخلال بمدونة السلوك الأخلاقي، سواء في المظهر أو الجوهر، وأنها ستتصدى بكل حزم لأي خروج عن الانضباط أو تشويه لصورة الرياضة المصرية.

خلفيات قانونية وتوضيحات رسمية

وفي سياق متصل، تلقت لجنة القيم برئاسة اللواء شريف القماطي مذكرة رسمية من اتحاد تنس الطاولة، أوضحت ملابسات مشاركة محمود أشرف حلمي في بطولة أفريقيا، بعد أن أثارت الأزمة الأخيرة تساؤلات حول مدى قانونية مشاركته.

وجاء في المذكرة أن مشاركة اللاعب تمت وفق اللوائح والمعايير المحددة مسبقًا من قِبل مجلس إدارة الاتحاد المصري لتنس الطاولة، والتي نصّت على أن التأهل إلى البطولة الأفريقية يتم على أساس واضح يشمل: “لاعبان يتأهلان عبر التصنيف الدولي، لاعبان عبر بطولة شمال أفريقيا، إضافة إلى المصنف الأول محليًا”.

وبناءً على هذه المعايير، تأهل عن فئة الرجال كل من عمر عصر ومحمد البيلي (عن طريق التصنيف الدولي)، ويوسف عبد العزيز ومحمود أشرف حلمي (عن طريق بطولة شمال أفريقيا)، بينما تأهل بدر مصطفى بصفته الأعلى تصنيفًا محليًا. ولم يتأهل كل من علي غلاب وخالد عصر.

أما في فئة السيدات، فقد تأهلت هنا جودة ودينا مشرف (تصنيف دولي)، ومريم ومروة الهضيبي (بطولة شمال أفريقيا)، إلى جانب فريدة بدوي (الأعلى محليًا). ولم تشمل القائمة كلًّا من هند فتحي ويسرا أشرف حلمي.

وأوضحت المذكرة أن القرار الصادر عن مجلس إدارة الاتحاد بتاريخ 27 مارس 2025 هو المرجع الأساسي الذي اعتمدت عليه لجنة الاختيار، وأن مشاركة جميع اللاعبين جاءت وفقًا للمعايير المعلنة مسبقًا، بما يضمن العدالة والشفافية في تمثيل المنتخب الوطني.

نحو حسم نهائي للأزمة

وأكدت اللجنة الأولمبية أن نتائج التحقيقات ستُعرض فور الانتهاء منها على مجلس إدارة اللجنة، تمهيدًا لإصدار القرارات النهائية بحق الأطراف المعنية، مؤكدة أن العقوبات – إن وُجدت – ستكون رادعة بما يكفي للحفاظ على هيبة الرياضة المصرية وقيمها الراسخة.

وختم البيان بالتأكيد على أن اللجنة الأولمبية المصرية لن تسمح بأن تُلطّخ الخلافات الفردية صورة الرياضة المصرية التي تشهد حاليًا نهضة واسعة، مشيرة إلى أن “الروح الرياضية فوق الجميع، والالتزام الأخلاقي هو حجر الأساس في أي إنجاز يُحقّق باسم الوطن”.



المصدر – كوورة

By Sayed