أسفرت قرعة مرحلة المجموعات لبطولة دوري أبطال أفريقيا عن مواجهات مثيرة ومرتقبة لتحديد الفرق المشاركات الصاعدة إلى دور الثمانية.
وأجريت القرعة اليوم الاثنين في مدينة جوهانسبرج الجنوب أفريقية وأسفرت عن مواجهات مثيرة ومجموعات قوية.
نتائج القرعة
المجموعة الأولى: نهضة بركان المغربي- بيراميدز المصري- ريفرز يونايتد النيجيري – باور ديناموز الزامبي.
المجموعة الثانية: الأهلي المصري- يانج أفريكانز التنزاني- الجيش الملكي المغربي – شبيبة القبائل الجزائري.
المجموعة الثالثة: ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي- الهلال السوداني – مولودية الجزائر -سان ليبوبو الكونغولي.
المجموعة الرابعة: الترجي التونسي-سيمبا التنزاني – بيترو أتلتيكو الأنجولي – الملعب المالي.
تاريخ البطولة
وتعد بطولة دوري أبطال أفريقيا واحدة من أعرق وأقوى المسابقات الكروية على مستوى القارة السمراء، إذ تمثل قمة المنافسة بين أندية القارة الأفريقية التي تسعى كل عام لاعتلاء منصة التتويج القاري والتأهل إلى بطولة كأس العالم للأندية. وتحظى البطولة بمكانة كبيرة لدى الجماهير الأفريقية والعربية على حد سواء، نظرًا لما تحمله من مواجهات نارية تجمع بين كبار القارة وأبطالها التاريخيين.
النشأة والتطور
انطلقت البطولة لأول مرة عام 1964 تحت مسمى بطولة الأندية الأفريقية الأبطال، وكان هدف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) من تنظيمها هو إيجاد بطولة قارية على غرار كأس أوروبا للأندية الأبطال، تتيح للأندية الأفريقية التنافس فيما بينها على لقب القارة. وشارك في النسخة الأولى ستة أندية فقط، وتوج بها فريق أو. آر. تي. بي. من الكاميرون، قبل أن تتطور البطولة تدريجيًا لتصبح أكثر تنظيمًا واتساعًا في المشاركة.
في عام 1997، تم تغيير اسم البطولة إلى دوري أبطال أفريقيا، بعد أن قرر “الكاف” تطوير نظام المسابقة ليشبه الشكل الأوروبي، بإقامة دور مجموعات ونهائي من مباراتي ذهاب وإياب. كما تم إدخال جوائز مالية ضخمة.
نظام البطولة الحالي
يشارك في البطولة حاليًا أبطال الدوري في مختلف الاتحادات المحلية الأفريقية، إضافة إلى وصيف الدوري في عدد من الدول ذات التصنيف الأعلى في القارة. وتبدأ المسابقة عادة بالأدوار التمهيدية التي تشهد مشاركة الأندية من الدول الأقل تصنيفًا، قبل الوصول إلى دور المجموعات الذي يضم 16 فريقًا يتم تقسيمهم إلى أربع مجموعات.
يتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى دور ربع النهائي الذي يُلعب بنظام الذهاب والإياب، ثم نصف النهائي، وصولًا إلى المباراة النهائية التي كانت تُقام بنظام الذهاب والإياب حتى عام 2019، قبل أن يقرر الاتحاد الأفريقي اعتماد مباراة واحدة نهائية تُقام على ملعب محايد يحدده الكاف كل موسم.
هيمنة شمال أفريقيا
شهدت البطولة على مر تاريخها هيمنة واضحة من أندية شمال أفريقيا، وخاصة من مصر وتونس والمغرب والجزائر، بفضل البنية التحتية المتطورة لتلك الأندية والدعم الجماهيري الكبير. ويُعد النادي الأهلي المصري هو الأكثر تتويجًا باللقب في تاريخ البطولة برصيد 12 لقبًا، وهو ما جعله يُلقب بـ”نادي القرن الأفريقي”، يليه الزمالك المصري والترجي التونسي وتي بي مازيمبي الكونغولي في قائمة الأكثر فوزًا.
كما سجلت أندية المغرب حضورًا قويًا في السنوات الأخيرة من خلال الوداد الرياضي والرجاء البيضاوي، اللذين ساهما في إعادة المنافسة إلى أجواء الإثارة بين أندية شمال وغرب القارة. أما من الجنوب، فيُعد صن داونز الجنوب أفريقي أبرز ممثل لتلك المنطقة، بعدما فاز باللقب عام 2016، وواصل تقديم مستويات مميزة في المواسم التالية.
المنافسة والإثارة في النسخ الأخيرة
شهدت النسخ الأخيرة من دوري الأبطال منافسة شرسة بين الأهلي المصري والوداد المغربي والترجي التونسي وصن داونز الجنوب أفريقي، وهي الأندية التي باتت تسيطر على المراحل المتقدمة من البطولة في السنوات الماضية.
ففي موسم 2020-2021، توج الأهلي باللقب بعد فوزه في النهائي على كايزر تشيفز الجنوب أفريقي بثلاثية نظيفة، بينما شهدت نسخة 2022 تتويج الوداد المغربي بعد فوزه على الأهلي في الرباط.
وفي نسخة 2023، استعاد الأهلي اللقب بعد تغلبه على الوداد ذهابًا وإيابًا، ليعزز رقمه القياسي في عدد مرات التتويج.
كما برزت أندية أخرى في السنوات الأخيرة مثل بيراميدز المصري وشباب بلوزداد الجزائري والهلال السوداني، التي بدأت تنافس بقوة على مقاعد الأدوار النهائية، في إشارة إلى تطور مستوى المنافسة داخل القارة.
الجوائز والعوائد المالية
منذ إعادة هيكلة البطولة في أواخر التسعينيات، شهدت الجوائز المالية ارتفاعًا كبيرًا. ويحصل بطل دوري أبطال أفريقيا حاليًا على أربعة ملايين دولار تقريبًا، بينما يحصل الوصيف على مليوني دولار، وهو ما يمثل دعمًا ماليًا ضخمًا للأندية المشاركة.
كما يضمن البطل المشاركة في كأس العالم للأندية، والتي تمنحه فرصة لمواجهة أبطال القارات الأخرى على المستوى العالمي، مما يرفع من قيمة النادي التسويقية والرياضية.
مستقبل البطولة
يعمل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم حاليًا على تطوير البطولة أكثر من خلال إدخال تقنيات التحكيم بالفيديو (VAR) في جميع المراحل، وتحسين جودة البث التلفزيوني، وتوسيع قاعدة الجماهير عبر الشراكات الإعلامية.
كما يسعى الكاف لتقليص الفوارق بين أندية الشمال والجنوب من خلال دعم الأندية الصاعدة والبنية التحتية في الدول التي لا تمتلك دوريات قوية، لتصبح البطولة أكثر توازنًا وتنافسية في المستقبل.
وتبقى بطولة دوري أبطال أفريقيا حلمًا لكل نادٍ أفريقي يسعى لكتابة اسمه في سجل الشرف القاري. فهي ليست مجرد منافسة على الكأس، بل صراع شرف وتاريخ وهوية بين أندية تمثل شعوبًا تعشق كرة القدم. ومع التطور الكبير الذي تشهده القارة على المستويين الفني والإداري، فإن المستقبل يبشر بمزيد من الإثارة في البطولة التي تواصل كتابة فصول المجد الكروي في أفريقيا عامًا بعد عام