قهر صلاح ويامال وقاد باريس للمجد.. هل يستحق نجم البرتغال الكرة الذهبية؟

BySayed

يونيو 9, 2025


في عالم كرة القدم، تكثر القصص عن نجوم ولدوا تحت الأضواء، ومنذ الصغر كانت أحلامهم تتلألأ كنجوم السماء، لكن القليل فقط من يجد طريقه من الظل إلى القمة، نونو مينديز كان أحد أطراف المعسكر الثاني.

في بداية الموسم، لم يكن أكثر من ظهير أيسر عادي، يشارك في تدريبات باريس سان جيرمان بين كوكبة من النجوم اللامعة، ولم يكن يتوقع أحد أن هذا الشاب القادم من البرتغال سيصبح مركز اهتمام العالم بأسره.

بدأ الموسم بصمت، لكنه لم يبقَ طويلاً كذلك، كانت لديه نيران كامنة في داخله، طموح لا يهدأ، ورغبة ملتهبة لتحدي الكبار.

عبر كل مباراة، وضع بصمته، تغطية دفاعية متينة، هجمات خاطفة، وتمريرات مميزة، يحول كل تحدٍ إلى نصر، وكل لحظة ضغط إلى فرصة.

حصار صلاح.. كيف أوقف ملك ليفربول؟

حينما تواجه باريس سان جيرمان مع ليفربول في دوري الأبطال، كان نونو على موعد مع نجم عالمي، محمد صلاح، الهداف الذي يلهب المدرجات. لكن مينديز لم يكن خصمًا عاديًا، بل كان السد المنيع.

ففي 120 دقيقة داخل آنفيلد، نفذ 4 تدخلات دفاعية ناجحة، شتت الكرة 7 مرات، وقطع التمريرات في 8 مناسبات.

صلاح، الذي اعتاد على اختراق الخطوط والدخول إلى مناطق الخطورة، وجد نفسه محاصرًا بلا حل، عاجزًا عن صنع فرصة حقيقية أو تهديد مرمى باريس.

Nuno Mendes Paris Saint-Germain 2025Getty

تألق هجومي.. وسيطرة على الطفل المعجزة

لكن نونو لم يكن فقط مدافعًا صلبا، ففي نهائي دوري الأمم الأوروبية ضد إسبانيا، أطلق قذيفة مدوية لتعديل النتيجة 1-1، ولم يكتفِ بذلك، بل صنع هدف كريستيانو رونالدو بمهارة، وأظهر شجاعته في تسجيل ركلة ترجيحية، ما عزز مكانته كصانع للفارق في اللحظات الكبرى.

واجه مينديز في هذه الليلة، لامين يامال، الموهبة الشابة التي وصفها الجميع بأنها خليفة ميسي.

لكن نونو أظهر قوة خارقة في الإغلاق على الجناح الإسباني، منع كل محاولاته، وأجبره على التراجع، حتى اختير رجلا للمباراة وحصل على إشادات لا تنتهي في تقارير وسائل الإعلام، التي وصفته بأنه “القائد الحقيقي” للخط الخلفي.

عنصر مؤثر

مع باريس سان جيرمان، لم يكن مينديز مجرد لاعب دفاعي، بل كان أحد رئات منظومة لويس إنريكي التي اجتاحت أوروبا.

ثلاثية استثنائية “الدوري، والكأس، ودوري الأبطال”، كانت تتويجًا لموسم طويل من الجهد والتألق.

في النهائي، لم يكن بعيدًا عن المشهد، بل قدم أداء مميزا أسهم في فوز ساحق بخماسية على إنتر.

Nuno Mendes PSGGetty Images

الكرة الذهبية.. هل حان وقت المدافعين؟

منذ أن رفع فابيو كانافارو الكرة الذهبية في عام 2006، لم ينجح أي مدافع في كسر هيمنة المهاجمين وصنّاع الألعاب على عرش الجوائز الفردية. 18 عامًا مرّت والجائزة تتنقّل بين أقدام النجوم الذين يسجلون الأهداف ويصنعون العناوين، بينما يُدفع المدافعون إلى الظلال، رغم ما يبذلونه من عرق ودماء فوق العشب الأخضر.

لكن في موسم 2024-2025، ظهر نونو مينديز كاستثناء عن كل قاعدة.

لم يكن مجرّد ظهير أيسر يركض على الخط، بل كان محور توازن بين الدفاع والهجوم، رجلًا يفرض إيقاعه على المباراة من الخلف، ويُشعل الشرارة في الأمام.

في كل موقعة خاضها، ترك بصمة لا تُمحى، سواء حين أطفأ خطورة محمد صلاح على مدى 120 دقيقة من الضغط، أو حين هيمن على الجبهة الإسبانية وأجبر لامين يامال على التلاشي من الصورة.

مينديز لم يكتف بالثبات الدفاعي، بل شارك في بناء الأهداف، صنع الفارق في المباريات الكبرى، وحين جاءت لحظة الحسم في نهائي دوري الأمم الأوروبية، ظهر اسمه من جديد في صدارة المشهد بهدف، وصناعة، وركلة ترجيحية ناجحة.. أداء متكامل يُقدّمه لاعب واحد فقط.

هو موسم استثنائي بكل المقاييس، نال فيه البرتغالي كل الألقاب المتاحة، موسم يفرض سؤالًا لا يمكن تجاهله: هل آن الأوان أن تُكافئ الكرة الذهبية من يمنع الهدف في الخلف، لا من يسجله في الأمام؟

نونو مينديز يطرق الباب.. والتاريخ يقف على الجانب الآخر في انتظار الإجابة.



المصدر – كوورة

By Sayed