غادر راؤول أسينسيو، مدافع ريال مدريد، بطولة كأس العالم للأندية بخيبة أمل كبيرة، بعدما جاء أداؤه في البطولة بمثابة صدمة له ولمدربه تشابي ألونسو ولإدارة الملكي، إذ خسر الكثير من الثقة التي اكتسبها منذ تصعيده إلى الفريق الأول مطلع العام، حين لمع نجمه بشكل لافت.
ووفقا لصحيفة “ماركا” الإسبانية، أصبح أسينسيو مطالبًا بإعادة ترتيب أوراقه بعد أن أخفق في اختبار مونديال الولايات المتحدة، حتى يتمكن من استعادة مكانته في التشكيلة الأساسية، وسط منافسة شرسة مع إيدير ميليتاو، أنطونيو روديجر، ديفيد ألابا، دين هويسين، فضلًا عن خيارات داني كارفاخال وأوريلين تشواميني وفيرلاند ميندي في مركز قلب الدفاع.
بدأت المشكلات الدفاعية تتراكم على أسينسيو منذ أول خطأ مؤثر ارتكبه أمام سيلتا فيجو في ربع نهائي كأس الملك، قبل أن تتوالى سلسلة من الأخطاء التي بلغت 6 في الأشهر الماضية، لتتركه في موقف صعب ومعرضًا لفقدان ثقة الجهاز الفني والجماهير.
16 يناير/كانون الثاني: مفاجأة الرمق الأخير
في الدقيقة 91 في مباراة سيلتا فيجو المشار إليها وحين كان ريال مدريد متقدما 2-1، ارتكب أسينسيو خطأ غير مبرر، ومنح المنافس ركلة جزاء بعد عرقلة بامبا، أدت للتعادل والذهاب إلى الوقت الإضافي.
اكتفى المدرب السابق كارلو أنشيلوتي بتفسير موجز عن ذلك، قائلًا: “قدمنا (للمنافس) هدفين في الدقائق الأخيرة، من الواضح أن هذه الأمور لا ينبغي أن تتكرر، نعمل على تفاديها”.
16 أبريل/نيسان: موقعة آرسنال – إياب ربع نهائي دوري الأبطال
بعد دقائق من بداية اللقاء، ورط أسينسيو الريال في ركلة جزاء حين جذب قميص ميكيل ميرينو خلال ركلة ركنية، والتقطته تقنية الفيديو، ونال بطاقة صفراء. ولاحقا تصدى كورتوا لتسديدة ساكا.
26 أبريل/نيسان: الكلاسيكو – نهائي كأس الملك
في الدقيقة 99 والنتيجة تشير إلى التعادل 2-2، كرر أسينسيو المخاطرة ضد رافينيا واحتسب الحكم دي بورجوس بنجوتشيا ركلة جزاء ضده قبل نهاية الوقت الأصلي، ثم تدخل الڤار لينقذه، بعدما بالغ نجم برشلونة بادعاء السقوط.
Getty Images
18 يونيو/حزيران: صدمة الهلال – مجموعات كأس العالم للأندية
في مستهل مشوار الميرنجي في المونديال، لم يخرج أسينسيو عن المألوف وأمسك بماركوس ليوناردو مهاجم الهلال السعودي داخل المنطقة رغم أن المهاجم كان محاصرًا ولا يشكل خطورة.
كلف الخطأ ريال مدريد هدف التعادل 2-2 الذي انتهت به المباراة.
المدرب ألونسو حاول الدفاع عن لاعبه، مشيرًا إلى أن تغييره بين الشوطين جاء بسبب معاناة أسينسيو من وعكة صحية استدعت العلاج بالمضادات الحيوية.
22 يونيو/حزيران: باتشوكا – مجموعات كأس العالم للأندية
بعد 4 أيام فقط، وقع أسينسيو في خطأ أكبر كاد يقضي على آمال الفريق في التأهل للدور التالي وما يحمله ذلك من عوائد رياضية واقتصادية.
في الدقيقة 7 فقد أسينسيو السيطرة خلال محاولته لرقابة روندون الذي انفرد بكورتوا، واضطر مدافع الريال لعرقلة منافسه، فلم يتردد الحكم في إشهار البطاقة الحمراء له مباشرة.
ونجح كورتوا وزملاؤه في الفوز رغم الصعوبات. وقال الحارس البلجيكي عن ذلك: “هو يعلم أنه الخطأ نفسه مرتين ولا مشكلة في التعلم”.
أما المدرب تشابي ألونسو، فعلق قائلًا: “هذا النوع من الأخطاء يغير كل خطط المباراة، من الأفضل استقبال هدف مبكر بدلًا من الطرد، سنتحدث مع راؤول لتفادي تكرار هذه المواقف”.
9 يوليو/تموز: كارثة باريس سان جيرمان – نصف نهائي كأس العالم للأندية
بعد إيقافه خلال مباراة سالزبورج وجلوسه احتياطيًا أمام يوفنتوس وبوروسيا دورتموند، سنحت فرصة العودة أساسياً لأسينسيو في مواجهة باريس بعد إيقاف زميله الجديد دين هويسين.
لكن المباراة تحولت إلى كابوس مبكر، لأن أسينسيو فشل في الدقيقة 6 في السيطرة على كرة سهلة داخل المنطقة ليستغل عثمان ديمبلي الموقف ويقطع الكرة ثم يمررها إلى فابيان رويز الذي سجل الهدف الأول.
وبعد دقيقة فقط، ارتكب أنطونيو روديجر خطأ دفاعيًا جديدًا أدى إلى هدف ثانٍ، ليصعب مهمة الفريق ويضاعف الانتقادات على خط الدفاع.
تراكم هذه الأخطاء في أشهر قليلة جعل مهمة أسينسيو في كسب ثقة ألونسو واستعادة مكانه في مشروعه المستقبلي أكثر تعقيدًا، ما يفرض على اللاعب تجاوز تلك العثرات سريعًا إذا أراد الحفاظ على قيمته في الفريق الملكي.