يستعد البرتغالي جوزيه جوميز المدير الفني للفتح، لقيادة فريقه في مواجهة صعبة للغاية ضد الهلال مساء السبت، ضمن منافسات الجولة التاسعة من دوري روشن السعودي للمحترفين.
ويدرك جوميز صعوبة وقوة المواجهة التي تنتظره رغم عدم تصدر الهلال لجدول المسابقة، لكن فريق المدرب سيموني إنزاجي لم يتعرض لأي خسارة منذ بداية الموسم، ويستمر في التطور على مستوى الأداء من مباراة لأخرى.
ولا تحمل مباريات الهلال ذكريات سعيدة بالنسبة لجوميز، إذ أن المدرب البرتغالي تلقى أكبر هزيمة في دوري روشن الموسم الماضي أمام نفس الفريق، بنتيجة 9-0، حيث شاهد فريقه “الفتح” يتلقى درسا قاسيا أمام الزعيم.
في تلك المباراة حاول البرتغالي مجاراة مواطنه جورجي جيسوس هجوميا بلعب مباراة مفتوحة أو شبه مفتوحة، لكنه اصطدم بتفوق كاسح لعناصر الأزرق في التحولات الهجومية، مع قدر من سوء الحظ لمدرب الفتح بأن أكثر من 90% من المحاولات باتجاه مرمى فريقه دخلت الشباك.
الهلال كان في يومه بتلك المباراة حيث سجل ماركوس ليوناردو “هاتريك” بينما يستعد المهاجم البرازيلي لاستعادة ذكريات التألق أمام الفتح، علما بأنه يمر ببداية موسم رائعة حاليا أيضا.
صحيح أن الفتح في مباراة الدور الثاني، وقف ندا للهلال وخسر بنتيجة 4-3 بصعوبة، لكن ذكريات السقوط بـ9 أهداف لن تُمحى بسهولة.

أرقام سلبية
ويستعد جوميز لأن يجعل الهلال أكثر فريق واجهه في مسيرته بشكل عام، مساويا بذلك النصر، بواقع 13 مواجهة سابقة أمام عملاقي الرياض.
وخاض جوميز 12 مواجهة من قبل ضد الزعيم فاز مرتين فقط، الأولى كانت أثناء قيادته للتعاون حيث فاز سكري القصيم 1-0، أما الثانية فكانت بطعم الألقاب، عندما قاد الأهلي للفوز بالسوبر السعودي بنتيجة 5-4 بركلات الترجيح على حساب الهلال.
لكن إذا كان الهلال بوابة جوميز لواحد من 3 ألقاب في مسيرته، والوحيد له في الكرة السعودية، فإن سجله الشخصي ضد الهلال يحمل الكثير من الملامح السلبية.
فقد كبد الزعيم المدرب البرتغالي صاحب الـ 55 عاما أكبر عدد هزائم في مسيرته أمام فريق واحد، بواقع 10 هزائم، مساويا بذلك ما تعرض له ضد النصر، أيضا.
معنى ذلك أن جوميز لو تلقى خسارة أخرى في مباراة السبت، فسيكون بذلك السجل الأسوأ له منفردا، بـ11 هزيمة.
كذلك فإن الهلال حال فوزه سيكبد جوميز رقما سلبيا آخرا وهو عدد الهزائم المتتالية قد الفريق الأزرق بـ 7 مباريات.
أما ثالث الأرقام السلبية فيتمثل في عدد الأهداف التي استقبلتها فرق جوميز ضد الهلال والتي بلغت 38 هدفا، كأسوأ سجل دفاعي له كمدرب أمام فريق، بفارق كبير عن أقرب المنافسين.
جوميز أمام الهلال نجح في قيادة فرقه لتسجيل 20 هدفا في شباك الهلال، لكنه استقبل ما يقرب من الضعف (38)، في حين أنه ضد النصر وفي 13 مباراة سجل 16 هدفا فقط واستقبلت شباكه 29، من بينها خماسية مباراة الجولة الخامسة في الموسم الحالي.

معاناة مستمرة
وإذا كان جوميز قد نجح في تحقيق “معجزة” البقاء للفتح الذي كان مرشحا فوق العادة لمغادرة دوري روشن للمحترفين بتذيله الترتيب، قبل تولي البرتغالي المهمة، فإن الفريق يدخل نفس الدوامة الموسم الحالي، وإن اختلفت المؤشرات والنتائج.
وبعد 8 جولات يقف الفتح على حافة مراكز الهبوط، إذ يمتلك 5 نقاط فقط تجعله في المركز الخامس عشر بفارق نقطة عن كل من الأخدود وضمك اللذان يحاولان الخروج من منطقة الخطر، بينما يبدو المتذيل النجمة “بلا نقاط” الأقرب للمغادرة لو لم يتدارك موقفه سريعا.
وتتعلق آمال الفتح دائما مع جوميز بتألق ماتياس فارجاس المهاجم الأجنتيني الذي يراهن عليه، بالإضافة إلى المغربي المميز مراد باتنا، وكذلك الجزائري سفيان بن دبكة، وما يمكن أن يقدمه كل منهم، بخلاف ذلك تصبح الأمور معقدة بالنسبة لـ “النموذجي” لاسيما أمام الكبار.
واصطدم “فتح جوميز” بأكثر من نتيجة صادمة هذا الموسم فإلى جانب رباعية الاتحاد – الذي لا يعد في أفضل حالاته رغم كونه حامل اللقب – وخماسية النصر المتوهج، فقد مُني الفريق بخسارة قاسية أيضا ضد التعاون صاحب المركز الثاني حاليا بنتيجة 5-2 قبل التوقف الدولي مباشرة.
ومع الاعتراف بأفضلية التعاون الذي لم يلق سوى هزيمة واحدة من النصر في الجولة الأولى وفاز بعد ذلك في كل مبارياته، إلا أن المنظومة الدفاعية للمدرب البرتغالي تستمر في نفس معاناة الموسم الماضي وربما أكثر.
أسلوب لا يتغير
وسواء كان الفتح يواجه منافسا كبيرا أو صغيرا فإن جوميز يميل دائما لأن يكون المبادر، ولا يكون فريقه ردة فعل، صحيح أن ذلك الأمر لا يفلح في الكثير من الأحيان لكنه يركز على أن يجعل لفريقه شخصية فنية واضحة يستطيع من خلالها أن يكسب لاعبيه ثقة مواجهة الكبار بلا خوف.
فإذا كانت مباراة الهلال تبدو صعبة غدا، فإن الفتح تنتظره مواجهة مكررة أمام نفس الفريق مفتوحة على كل الاحتمالات بربع نهائي كأس الملك، يأمل من خلالها جوميز في تحقيق المفاجأة.