في خطوة فاجأت الكثيرين، ودّع ليروي ساني، نجم بايرن ميونيخ السابق، الدوريات الأوروبية الكبرى لينضم إلى جالطة سراي، بطل الدوري التركي، في صيف 2025.
هذا الانتقال أثار تساؤلات حول قدرة اللاعب البالغ من العمر 29 عامًا على استعادة بريقه، خاصة بعد أن بدا أداؤه دون المستوى المطلوب في الفترة الأخيرة مع النادي البافاري.
لكن الأنظار تتجه الآن إلى أوليفر كان، الرئيس التنفيذي السابق لبايرن ميونيخ، الذي وجه انتقادات لاذعة لساني، مشيرًا إلى أنه لم يستغل إمكاناته الهائلة بالشكل الأمثل.
وتحدث كان عبر قناة “سكاي ألمانيا” بصراحة عن إمكانات ساني الاستثنائية، مؤكدًا أن اللاعب يمتلك كل ما يلزم ليكون نجمًا من الطراز العالمي.
وقال كان: “عندما ترى صفاته، سرعته، أسلوبه في اللعب، مراوغاته، وحتى تسديداته عندما يكون مركزًا – هذا الفتى لديه كل شيء، حقًا كل شيء، ليصبح لاعبًا من النخبة”.
ومع ذلك، أشار كان إلى أن قرار ساني بعدم الالتزام بتحقيق هذا المستوى قد أثر على مسيرته، مضيفًا: “إذا لم يرغب في الانضمام إلى هذه الفئة العليا، فهذا قراره، وستتخذ مسيرته مسارًا مختلفًا”.
أداء مخيب في جالطة سراي
منذ انضمامه إلى جالطة سراي، لم يقدم ساني الأداء المتوقع منه.
وفي 8 مباريات رسمية، سجل هدفًا واحدًا وصنع 3 تمريرات حاسمة، وهي أرقام لا تعكس الإمكانات التي تحدث عنها كان.
بل إن أداءه كان متواضعًا في معظم المباريات، ما جعله خارج حسابات مدرب المنتخب الألماني جوليان ناجلسمان للمرة الثانية على التوالي في قائمة المنتخب الألماني.
وفي واحدة من أبرز مباريات الموسم، فوز جالطة سراي المثير 1-0 على ليفربول في دوري أبطال أوروبا، بقي ساني على مقاعد البدلاء طوال الـ90 دقيقة، وهو ما أثار استياء الجماهير والمحللين على حد سواء.
انتقادات كان لم تقتصر على الأداء الفني فحسب، بل امتدت إلى موقف ساني وسلوكه.
وأشار الحارس الأسطوري إلى أن لغة جسد ساني تعكس أحيانًا افتقارًا للجدية، قائلًا: “إذا لم آتِ اليوم، سآتي غدًا – هذه هي طبيعته”.
هذا الموقف، حسب كان، قد يكون أحد الأسباب التي تحول دون تحقيق ساني لإمكاناته الكاملة.
تحديات جديدة في اسطنبول
ووقّع ساني عقدًا مع جالطة سراي يمتد حتى عام 2028، ما يمنحه فرصة طويلة الأمد لإثبات نفسه في بيئة جديدة.
لكن التحديات التي يواجهها في أسطنبول ليست سهلة. الدوري التركي، رغم قوته وتنافسيته، لا يحظى بنفس الإشعاع الإعلامي، أو التنافسي للدوريات الكبرى مثل الدوري الألماني أو الإنجليزي.
هذا الانتقال قد يُنظر إليه على أنه تراجع في مسيرة لاعب كان يُتوقع له أن يصبح من نجوم كرة القدم العالمية.
فرصة ساني القادمة لإثبات نفسه ستكون في ديربي اسطنبول المرتقب ضد بشكتاش يوم السبت.
هذه المباراة ليست مجرد مواجهة محلية، بل فرصة لساني لإظهار قدراته في واحدة من أكثر المباريات سخونة في تركيا.
الجماهير تنتظر منه أن يقدم أداءً يعكس إمكاناته التي أشاد بها كان، وأن يثبت أن انتقاله إلى جالطة سراي لم يكن خطوة إلى الخلف.
من التألق إلى التحديات
ليروي ساني، الذي خاض 70 مباراة دولية مع المنتخب الألماني، كان يُعتبر في وقت من الأوقات أحد أبرز المواهب في كرة القدم الأوروبية.
بدايته مع شالكه، ثم تألقه مع مانشستر سيتي تحت قيادة بيب جوارديولا، جعلته محط أنظار الأندية الكبرى.
انتقاله إلى بايرن ميونيخ في 2020 كان يُفترض أن يكون تتويجًا لمسيرته، لكنه واجه صعوبات في الحفاظ على الاستمرارية بسبب الإصابات والتقلبات في الأداء.
في بايرن، أظهر ساني لحظات من التألق، لكنه لم يصل إلى الثبات الذي كان متوقعًا منه.
سرعته الفائقة، مهاراته في المراوغة، وقدرته على التسديد جعلته لاعبًا مخيفًا في أفضل حالاته، لكن عدم التركيز وتقلب الأداء كانا عائقين أمام تحقيقه للنجومية الكاملة.
وهذا ما أشار إليه كان، الذي يرى أن المشكلة ليست في القدرات الفنية، بل في الرغبة والالتزام.
فرصة أم نهاية الطموح؟
الانتقال إلى جالطة سراي يمثل تحديًا وفرصة في آن واحد. الدوري التركي يشتهر بأجوائه الحماسية وجماهيره المتعصبة، لكنه يفتقر للعمق الفني والتكتيكي للدوريات الأوروبية الكبرى.
بالنسبة لساني، هذا الانتقال قد يكون فرصة لاستعادة الثقة والتألق في بيئة أقل ضغطًا، لكنه أيضًا قد يُنظر إليه كمؤشر على تراجع طموحاته.
جالطة سراي، بتاريخه العريق وجماهيره الضخمة، يوفر منصة جيدة لساني لإثبات نفسه. الفريق ينافس على الألقاب المحلية ويشارك في دوري أبطال أوروبا، مما يمنح اللاعب فرصة للظهور على المستوى القاري.
ومع ذلك، فإن جلوسه على مقاعد البدلاء في مباراة ليفربول يثير تساؤلات حول دوره في الفريق وثقة المدرب به.
هل يستطيع العودة إلى القمة؟
انتقادات كان تعكس رؤية مشتركة بين المحللين: ليروي ساني لاعب موهوب بشكل استثنائي، لكنه بحاجة إلى تغيير في عقليته وسلوكه ليصل إلى القمة.
في جالطة سراي، لديه فرصة لإعادة بناء مسيرته، لكن ذلك يتطلب التزامًا أكبر وتركيزًا أعلى. مباراة ديربي اسطنبول قد تكون نقطة تحول، حيث سيكون تحت أنظار الجماهير والنقاد.
مسيرة ساني في تركيا ستعتمد على قدرته على استغلال إمكاناته التي أشاد بها كان.
إذا نجح في ذلك، فقد يعيد كتابة فصول جديدة في مسيرته، وربما يستعيد مكانته في المنتخب الألماني.
أما إذا استمر في الأداء المتقلب، فقد يصبح انتقاله إلى جالطة سراي علامة على نهاية طموحاته في الدوريات الكبرى. الوقت وحده سيحدد إلى أين ستمضي مسيرة هذا النجم الموهوب.