تعرض ليفربول لهزيمة مفاجئة بنتيجة 1-0 أمام جالطة سراي في اسطنبول، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا، حيث جاء الهدف الوحيد من ركلة جزاء نفذها فيكتور أوسيمين في الشوط الأول.
هذه الخسارة أثارت موجة من الانتقادات، حيث وصف بيتر كراوتش، نجم ليفربول السابق، قرارات المدرب آرني سلوت التكتيكية بأنها “غريبة”، مشيرًا إلى أنها ساهمت في الهزيمة أمام بطل الدوري التركي.
على الرغم من سيطرة ليفربول على المباراة بإحصائيات قوية، حيث سجل الفريق 16 تسديدة واستحوذ على الكرة بنسبة 66%، إلا أن الفريق فشل في اختراق دفاعات جالطة سراي، ما أثار تساؤلات حول اختيارات سلوت التكتيكية.
وكان من أبرز القرارات إراحة النجم محمد صلاح، حيث بدأ جيريمي فريمبونج، الذي يلعب عادةً كظهير أيمن، في مركز الجناح، فيما لعب سوبوسلاي كظهير أيمن.
وفي الشوط الثاني، دفع سلوت بصلاح إلى جانب ألكسندر إيزاك، وأليكسيس ماك أليستر، وكونور برادلي، لكن هذه التغييرات لم تُغير مجرى المباراة.
تكتيكات “غريبة” من سلوت
في تصريحات حصرية لـ”بادي باور”، عبر بيتر كراوتش عن استيائه من اختيارات سلوت، قائلاً: “ارتكب آرني سلوت بعض الأخطاء في مباراة جالطة سراي. نادرًا ما يجلس صلاح على مقاعد البدلاء، حيث لعب فريمبونج في مركز أعلى، وسوبوسلاي في مركز الظهير الأيمن. شعرت أن التكتيكات كانت غريبة بعض الشيء. هذه هي المرة الأولى التي أعتقد فيها أن المدرب أخطأ في هذا الأمر”.
وأضاف كراوتش أن الفرق الكبرى مثل أرسنال، ومانشستر سيتي، وتشيلسي، وليفربول لم تصل بعد إلى مستوى التألق المتوقع هذا الموسم، ما يجعل هذه الهفوة التكتيكية أكثر وضوحًا.
التغييرات التي أجراها سلوت لم تؤت ثمارها، حيث فشل الفريق في تحويل السيطرة إلى أهداف. ويمكن القول إن ليفربول ربما استخف بخصمه، خاصة بعد مسيرته القوية في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. لكن الأجواء الصاخبة في اسطنبول، بدعم جماهير غلطة سراي المتحمسة، منحت الفريق التركي دفعة معنوية كبيرة. وكان فيكتور أوسيمين، الذي ارتبط اسمه مرارًا بالانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، هو نجم المباراة بتسجيله ركلة الجزاء الحاسمة.
إخفاقات فيرتز
وتستمر معاناة فلوريان قيرتز، الذي انضم إلى ليفربول مقابل 116 مليون جنيه إسترليني (156 مليون دولار)، حيث فشل في تقديم الأداء المتوقع منه.
اللاعب الألماني الشاب، البالغ من العمر 22 عامًا، لم يتمكن من إثبات جدارته بعد، مما زاد من الضغوط عليه.
ومع ذلك، دافع كراوتش عن فيرتز، مؤكدًا أنه “لاعب من الطراز الرفيع”، وقال: “ننظر إليه من خلال نظارات بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني. لو كان قد صعد من فريق الشباب، لكنا نقول (يا له من لاعب رائع وموهوب). لكن إذا كنت تكلف هذا المبلغ، فعليك أن تبدأ بقوة، وهذا لم يحدث”.
وأضاف كراوتش: “مررت بوقت عصيب عندما لم أسجل أهدافًا لفترة طويلة، وأعلم أن المشجعين سيقفون إلى جانبه. لا أعتقد أن أي لاعب قد صنع فرصًا أكثر من فيرتز هذا الموسم. الإحصائيات موجودة، وبمجرد أن يبدأ اللاعبون في تسجيل الأهداف، أو يبدأ هو في تسجيلها، ستزداد الثقة وستسير الأمور على ما يرام. إنه يذكرني، في بعض النواحي، بكوتينيو كلاعب يسجل الأهداف ويحتاج فقط للمزيد من الحظ”.
من جهة أخرى، أشار جيمي كاراجر، نجم ليفربول السابق، إلى أن الفريق يفتقد تأثير ترينت ألكسندر أرنولد، الذي غادر النادي.
هذا الغياب، إلى جانب الإنفاق الصيفي الكبير الذي بلغ حوالي 250 مليون جنيه إسترليني (336 مليون دولار) على لاعبين بقوا على مقاعد البدلاء في هذه المباراة، يعكس التحديات التي يواجهها سلوت في إدارة فريق مليء بالنجوم.
قرارات تحت المجهر
تعكس تعليقات كراوتش وجهة نظر قد يوافق عليها سلوت نفسه، وهي أن اختياراته التكتيكية في مباراة جالطة سراي لم تكن مثالية. إجراؤه تغييرات مبكرة في الشوط الثاني يشير إلى إدراكه أن التشكيلة الأساسية لم تكن الأنسب لتحقيق الفوز. هذا المأزق قد يصبح أكثر شيوعًا مع الإنفاق الكبير في فترة الانتقالات الصيفية، حيث يواجه سلوت تحدي إشراك لاعبين بقيمة مالية ضخمة بينما يحافظ على توازن الفريق.
على الرغم من هذه الهزيمة، يحتفظ ليفربول بصدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه يستعد الآن لمواجهات حاسمة.
غدًا السبت، يسافر الفريق إلى ستامفورد بريدج لمواجهة تشيلسي في مباراة مهمة لتهدئة الانتقادات حول تراجع أداء الفريق تحت ضغط الانتقالات الصيفية القياسية.
وينتظر ليفربول تحديات كبرى، بما في ذلك ديربي الشمال الغربي ضد مانشستر يونايتد، ثم رحلة إلى آينتراخت فرانكفورت في دوري أبطال أوروبا، حيث يلعب المهاجم هوجو إيكيتيكي ضد فريقه السابق، وأخيرًا مواجهة كريستال بالاس في دور الـ16 من كأس كاراباو.