يبدو أن البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب النصر السعودي، قد أعاد بيديه إحياء عداوة قديمة مع مواطنه سيرجيو كونسيساو، الذي بات قريبًا من تدريب اتحاد جدة خلال الفترة المقبلة.
وأكدت عدة تقارير صحفية سعودية أن سيرجيو كونسيساو، المدير الفني السابق لميلان، وافق بالفعل على تدريب اتحاد جدة خلال الفترة المقبلة، خلفًا للمدرب الفرنسي لوران بلان، الذي أقيل من منصبه الأحد الماضي.
وأوضحت التقارير أن المدرب البرتغالي سيتولى قيادة “العميد” لمدة موسمين، بحيث ينتهي في 2027، مع إمكانية التمديد لموسم ثالث، لينتهي في 2028.
تغيير بدأه جيسوس
في الواقع، فإن تعيين كونسيساو مديرًا فنيًا لاتحاد جدة، بدأ من عند جورجي جيسوس نفسه، حيث كان سببًا رئيسيًا في إقالة لوران بلان من منصبه.
وأعلن الاتحاد إقالة بلان من منصبه كمدير فني للفريق، فجر الأحد الماضي، بعد نحو 24 ساعة من الهزيمة التي تعرض لها الفريق أمام “نصر جيسوس”، الجمعة الماضي بنتيجة 0-2، على ملعب الإنماء، في الجولة الرابعة من الدوري السعودي للمحترفين.
ورغم أن الهزيمة كانت الأولى التي يتعرض لها الاتحاد في الدوري السعودي هذا الموسم، والأولى على ملعبه منذ قيادة بلان تدريب الفريق، إلا أنها كانت كافية لإقالته، بسبب النتائج السابقة، ومنها الخسارة من النصر أيضًا في كأس السوبر السعودي.
وفشل بلان في الجمع بين الثلاثية المحلية بسبب جيسوس، حين فاز النصر على الاتحاد بنتيجة 2-1، يوم 19 أغسطس/آب الماضي، في الدور نصف النهائي من كأس السوبر السعودي.
ومنذ ذلك الحين تعالت صيحات الهجوم على لوران بلان، حتى جاءت قشة جيسوس التي قصمت ظهره وتسببت في إقالته عقب الهزيمة أمامه في الدوري السعودي.
وبعد أيام قليلة، توصل الاتحاد لاتفاق مع سيرجيو كونسيساو، ليعود لمواجهة جورجي جيسوس من جديد، ولكن هذه المرة في كلاسيكو السعودية.
Getty Images
جيسوس ولاعبه كونسيساو
علاقة جيسوس وكونسيساو بدأت منذ زمن بعيد، قبل 30 عامًا تقريبا، وتحديدًا في 1995، عندما كان جيسوس في بدايات مسيرته التدريبية، وكونسيساو كان لاعبا.
في بداية موسم 1994-1995، خرج سيرجيو كونسيساو صاحب الـ20 عامًا مُعارًا من بورتو إلى فريق ليسا، من أجل الحصول على وقت أكبر للمشاركة.
في ذلك الحين، كان جيسوس يخوض تجربته التدريبية الثانية مع نادي فيلجويراس، وظهر إعجابه بقدرات كونسيساو، ليطلب التعاقد معه.
وبالفعل انتقل كونسيساو إلى فيلجويراس مُعارًا من بورتو مطلع موسم 1995-1996، قبل أن يعود لناديه الأصلي، ويرحل جيسوس عن الفريق بعد نهاية هذا الموسم.
وخلال هذا الموسم، شارك سيرجيو كونسيساو في 11 مباراة مع نادي فيلجويراس تحت قيادة جورجي جيسوس، سجل خلالها هدفًا وحيدًا وصنع آخر.
وعن هذا الأمر، قال جيسوس في تصريحات صحفية سابقة: “كان سيرجيو (كونسيساو) لاعبًا صغيرًا في ذلك التوقيت، وكنت أنا مدربًا لفريق فيلجويراس”.
وأضاف جيسوس: “كان سيرجيو يلعب مع ليسا، وكنت ذاهبًا لمشاهدة ريسينيو الذي كان يلعب مع ليسا آنذاك”.
وأتم: “عندما شاهدت تلك المباراة، قررنا اصطحابهما (كونسيساو وريسينيو) إلى فيلجويراس، كان عمره آنذاك 19 أو 20 عامًا، الآن لديه نظرة مختلفة لكرة القدم”.
جيسوس ضد كونسيساو
بعد 16 عامًا من عملهما معًا في فريق فيلجويراس، بدأ شكل جديد من أشكال العلاقة بين جيسوس وكونسيساو، وهي علاقة التنافس.
في موسم 2011-2012، كان كونسيساو يخوض رحلته التدريبية الأولى كمدير فني مع فريق أولهانينسي البرتغالي، بينما كان جيسوس يخوض موسمه الثالث مع فريق بنفيكا الذي كتب معه التاريخ.
والتقى المدربان لأول مرة وجهًا لوجه يوم 23 مارس/آذار 2012، في الجولة الـ24 من الدوري البرتغالي، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي.
ومنذ ذلك الحين أصبحت مواجهات المدربين ذات طابع خاص، فرغم أن جيسوس فاز بالمباريات الـ4 التالية ضد كونسيساو مع أولهانينسي وكويمبرا، لكنه الأخير حقق فوزه الأول في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2014، عندما انتقل لتدريب براجا، وأتبعه بفوز آخر بعد شهرين، لتصبح مبارياتهما أكثر سخونة.
وزادت تلك السخونة بشكل أكبر في موسم 2017-2018، عندما انتقل كونسيساو لتدريب بورتو، بينما كان جيسوس يخوض موسمه الثالث والأخير مع سبورتنج لشبونة.
في هذا الموسم وحده، التقى المدربان 5 مرات، حقق كونيسيساو النصر فيهما مرتين، مقابل مرة لجيسوس، فيما انتهت مباراتان بالتعادل.
لكن جيسوس انتصر على كونسيساو في بطولتي كأس البرتغال وكأس الرابطة، وتأهل إلى النهائي على حسابه بعدما هزمه مرتين في نصف النهائي بركلات الترجيح.
Getty Images
موسم العداوة
يبقى الموسم الأصعب الذي حول علاقة التنافس الساخنة إلى عداوة، هو موسم 2020-2021، عندما عاد جيسوس لقيادة بنفيكا في ولاية ثانية، بينما كان كونسيساو يخوض موسمه الرابع مع بورتو.
وكانت المباراة التي شهدت الحدث الأصعب، يوم 15 يناير/كانون الثاني 2021، في الجولة الـ14 من الدوري البرتغالي، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بنتيجة 1-1.
بعد المباراة، شوهد المدربان وهما يتحدثان بلهجة حادة خارج أرضية الملعب، وتطور النقاش بينهما إلى الدرجة التي دفعت بعض المسؤولين لإبعادهما عن بعضهما البعض.
وعلق جيسوس على الواقعة في تصريحات لاحقة، حيث اعتبر أنها كانت نقطة النهاية في علاقته مع كونسيساو، وأنه لم يعد يتحدث معه منذ ذلك الحين، بعد أن كان بينهما علاقة صداقة.
وقال جيسوس في هذا الصدد: “لقد كانت علاقتي به جيدة دائمًا، لكنني لم أعد أتحدث إليه مرة أخرى (منذ تلك الواقعة)”.
وأوضح: “كان الأمر صعبًا عليّ، كانت بيننا علاقة قوية، تتجاوز حدود كرة القدم، بين صديقين مقربين، وكان الأمر صعبًا عليّ في ذلك اليوم، وحتى اليوم، لم أتحدث إليه مرة أخرى”.
ويبدو أن كونسيساو حسم الأمور لصالحه مع مطلع الموسم التالي 2021-2022، حيث تسبب في إقالة جيسوس بشكل مباشر، عندما فاز بورتو على بنفيكا 3-0، في الدور ثمن النهائي من كأس البرتغال.
وفي آخر 4 مباريات بينهما، بعد عودة جيسوس لقيادة بنفيكا، لم ينجح في الفوز على كونسيساو مُطلقًا، حيث فاز بورتو بمباراتين، فيما انتهت مباراتان بالتعادل.
نحو المباراة رقم 20
من المتوقع أن تكون المباراة رقم 20 بين المدربين بعد أقل من شهر، وتحديدًا يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عندما يلتقي النصر مع الاتحاد، على ملعب الأول بارك، في الدور ربع النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.
قبل تلك المباراة، التقى المدربان 19 مرة، كانت الغلبة فيها لجورجي جيسوس، حيث فاز في 7 مباريات، مقابل 6 انتصارات لكونسيساو، فيما انتهت 6 مباريات بالتعادل.
على مستوى الكؤوس، يتفوق كونسيساو على جيسوس، حيث حسم التأهل على حسابه في 3 مناسبات، من بينها نهائي كأس السوبر البرتغالي 2020، بينما كان التفوق من نصيب جيسوس في مناسبتين.