وجّه ألفارو بينيتو، لاعب ريال مدريد السابق، رسالة إلى النجم الفريق فينيسيوس جونيور بعد تصرفاته المثيرة للجدل في مباراة الكلاسيكو الأخيرة أمام برشلونة، والتي انتهت بفوز الملكي 2-1، مشددا على اللاعب الشاب ضرورة تعلم الانضباط والتحكم في عواطفه لأنه يمثل ريال مدريد قبل أي شيء.
ووفقا لصحيفة “ماركا” الإسبانية، فقد تحدث بينيتو، الذي ارتدى قميص ريال مدريد بين عامي 1995 و2002 قبل أن يضطر للاعتزال في 2003 بسبب الإصابة، عن سلوك فينيسيوس خلال ظهوره في برنامج “إل لارجيرو” عبر إذاعة “كادينا سير”، قائلاً: “قضية فينيسيوس صعبة الحل، لأنه يحمل بداخله مشكلة عدم السيطرة على العواطف”.
وأضاف المحلل الرياضي: “ما حدث في الكلاسيكو هو مثال واضح على عدم ضبط المشاعر. لقد شعر بالإحباط بسبب التغييرات رغم أنه كان يقدم مباراة جيدة. كلنا نشعر بالإحباط بدرجات مختلفة، لكن المهم هو كيفية التعامل مع تلك اللحظات”.
وتابع بينيتو موضحا: “أعتقد أن الإحباط سيطر عليه.. أنا متأكد أن فينيسيوس تلقى نصائح جيدة، فالجميع من حوله يريد مساعدته. تماماً كما سيحدث مع لامين يامال بعد خطئه الأخير، حيث سيتعلم أن الأفضل أحياناً هو الصمت والتحلي بالحذر. في النهاية، كلنا نربح ونخسر، والحياة تعلّمك أن الثمن دائما يُدفع إذا تجاوزت الحدود. إنها ببساطة قاعدة الحياة”.
ثم استعاد بينيتو ذكريات طفولته في أكاديمية ريال مدريد ليمنح فينيسيوس درسا في الانضباط والمسؤولية، قائلاً: “ما يجب فعله هو السيطرة على العواطف، هذا ما تعلمته منذ الصغر. عندما التحقت بريال مدريد وأنا في الثانية عشرة من عمري، قال لي مدربي الأول أنطونيو كويروجا: أنت لا تمثل نفسك فقط، بل تمثل ريال مدريد. وهكذا فهمت أن اللاعبين لا يمثلون ذواتهم، بل يمثلون شيئا أكبر منهم جميعا”.
وفي تعليقه على العلاقة بين فينيسيوس ومدربه تشابي ألونسو، أوضح بينيتو: “لا أعتقد أن اللاعب البرازيلي يتحدى مدربه. أراه شخصاً ذكياً، مثقفاً، أنيقاً، ويمتلك خبرة كافية للتعامل مع الموقف”.
واختتم بينيتو حديثه قائلاً: “إذا تكرر الأمر لاحقا، فلن يكون القرار بيد ألونسو وحده، بل يجب على النادي التدخل. إنها مسألة احترام للمؤسسة، وللزملاء، وللجهاز الفني. لا أرى أن الحادثة كانت كارثية، لكنها شيء لا يجب أن يتكرر، رغم صعوبة السيطرة عليه أحيانا”.
انفجار مكرر
كان النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور أبدى غضبه العلني من مدربه تشابي ألونسو، عقب استبداله في الدقيقة 70 من الكلاسيكو إذ لم يُخفِ جناح الفريق استياءه واحتج على القرار بالإيماءات والكلمات، قبل أن يغادر أرض الملعب متجهاً مباشرة إلى غرف الملابس دون الجلوس على مقاعد البدلاء التي عاد لها بعد دقائق.
وجاءت لحظات التوتر في الدقائق الأخيرة من الكلاسيكو عندما قرر ألونسو سحب فينيسيوس وإقحام رودريجو بدلاً منه، وهي الخطوة التي فاجأت اللاعب وأثارت غضبه الشديد، في مشهد من المتوقع أن يثير الكثير من الجدل في الأسابيع المقبلة.
وأشارت التقارير إلى أنه ما إن رأى فينيسيوس رقمه على لوحة الحكم الرابع حتى بدت عليه علامات الصدمة وعدم التصديق، وأطلق عبارات احتجاج واضحة وهو يغادر الملعب غاضباً، دون أن يتبادل التحية مع مدربه.
واختار ألونسو تجاهل الموقف تماماً، مركزاً نظره على الملعب، بينما تدخل عدد من زملاء فينيسيوس لتهدئته. اللاعب البرازيلي لم يجلس على الدكة في البداية، وغادر مباشرة إلى غرف الملابس، قبل أن يعود لاحقاً بعد دقائق قليلة بوجه متجهم وملامح غاضبة.
وأثناء خروجه، لم يتمالك فينيسيوس أعصابه وصرخ غاضبا مرددا عبارة نابية بها إهانة مباشرة لألونسو وتحمل دلالات قوية على الغضب والإحباط.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُظهر فيها فينيسيوس استياءه من قرارات مدربه بشأن التبديلات، إذ اعتاد ألونسو استبداله في توقيتات مبكرة أكثر من مرة، وهو ما جعله يشعر بالاستهداف.
وأوضحت “سبورت” أن فينيسيوس ظهر يكرر باستغراب: «أنا؟ أنا؟» وكأنه لا يصدق أنه من سيغادر مجدداً، في وقت بدأت فيه علامات التوتر تظهر داخل غرفة الملابس بسبب الفارق في معاملة ألونسو له مقارنة بزميله كيليان مبابي، الذي نادراً ما يُستبدل.
وفي لقطات إضافية بثّتها قناة “DAZN”، ظهر فينيسيوس وهو يصرخ قائلاً: “دائماً أنا! سأرحل عن الفريق، من الأفضل أن أرحل”، بينما التُقطت مشاهد لألونسو يرد عليه بوجه جاد قائلاً: “هيا يا فيني، اللعنة!” في إشارة واضحة لغضبه من تصرف اللاعب.
توتر طبيعي
لم يخل المؤتمر من الأسئلة المثارة حول غضب فينيسيوس جونيور بعد استبداله، إلا أن ألونسو تعامل مع الأمر بهدوء: “خرجت من المباراة بالكثير من الإيجابيات، ومن بينها أداء فيني، سنتحدث عن الأمر بالتأكيد، لكن لا أريد فقدان التركيز عن النقاط المهمة، هناك لاعبين يملكون شخصيات مختلفة، وسنوضح الأمور داخل المجموعة”.
ورغم تكرار الأسئلة حول النجم البرازيلي، فضل ألونسو عدم التوسع في الجدل، مؤكدًا أن التوتر جزء طبيعي من مباريات الكلاسيكو: “هذا طبيعي، في كل كلاسيكو يحدث الكثير وسيستمر ذلك، فالتوتر دائمًا موجود، طالما أن الأمور تبقى في إطار المنافسة الصحية فلا يوجد ما يدعو للقلق”.