تترقّب جماهير كرة القدم حول العالم، قمة أوروبية من العيار الثقيل تجمع بين باريس سان جيرمان الفرنسي وبايرن ميونخ الألماني، مساء اليوم السبت، ضمن ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025، المقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
يدخل باريس سان جيرمان اللقاء بعد تأهله من دور الـ16، إثر فوز كاسح على إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي برباعية نظيفة، وذلك بعد تصدره المجموعة الثانية بانتصارين على أتلتيكو مدريد وسياتل ساوندرز، وخسارة وحيدة أمام بوتافوجو البرازيلي.
أما بايرن ميونخ، فقد شق طريقه بثبات، بعدما سحق أوكلاند سيتي بنتيجة 10-0، ثم تغلب على بوكا جونيورز (2-1)، قبل أن يتعثر أمام بنفيكا بالخسارة بهدف دون رد. لكنه عاد بقوة ليتفوق على فلامنجو (4-2) ويضمن بطاقة العبور إلى مواجهة باريس في ملعب مرسيدس بنز في أتلانتا، جورجيا.
تاريخٌ من الندية.. لا تعادل في 30 عامًا
المواجهة المنتظرة ستكون الملعب الخامس الذي يحتضن صدامات العملاقين على مدار ثلاثة عقود، إذ بدأت مواجهاتهما في موسم 1994-1995، وتوزعت لاحقًا على ملاعب: الأولمبي في برلين، وحديقة الأمراء، وأليانز أرينا، ودا لوز في لشبونة.
ما يُميز هذه المواجهات أنها لا تعرف الحلول الوسط، فلم يُسجَّل أي تعادل في 14 لقاء سابق، حيث تميل الكفة لصالح بايرن ميونخ الذي فاز في 8 مباريات، مقابل 6 انتصارات لباريس.
في النسخة الأولى من صراعهما موسم 1994-1995، تفوق باريس ذهابًا وإيابًا، لكنه تعرض لهزيمة قاسية بنتيجة 5-1 بعد 3 أعوام، في موسم 1997-1998، قبل أن يرد بفوز 3-1 في فرنسا.
تكرر السيناريو في موسم 2000-2001، حين فاز باريس ذهابًا، ورد بايرن إيابًا، ثم غابت المواجهات بينهما حتى موسم 2017-2018، حين تبادل الفريقان الانتصارات مجددًا في دور المجموعات.
لكن المحطة الأبرز جاءت في نهائي دوري أبطال أوروبا 2020، حين خطف كينجسلي كومان الفوز لبايرن بهدف دون رد، في ملعب “دا لوز” بلشبونة، ليتوّج البافاري باللقب ويحرم باريس من أول ألقابه الأوروبية.
في الموسم التالي، ثأر باريس جزئيًا بفوز ثمين (3-2) في ميونخ، قبل الخسارة بهدف نظيف إيابًا، ليتأهل بفضل قاعدة الأهداف خارج الأرض.
بايرن عاد بقوة في موسم 2022-2023، وأقصى باريس من دور الـ16، بفوزين 1-0 في باريس و2-0 في ميونخ.
أما اللقاء الأخير بينهما، فكان في نوفمبر الماضي ضمن النظام الجديد لدوري الأبطال، وانتهى بفوز بايرن مجددًا، لكن باريس واصل طريقه حتى تُوّج باللقب الأوروبي الأول في تاريخه.
الليلة، يقف الفريقان على مسرح جديد، وبطولة بنظام مختلف، لكن المشاعر، الذكريات، والثأر الكروي لا تزال حاضرة. فهل يعيد باريس كتابة التاريخ، أم يواصل بايرن تفوقه؟