لغز محير.. سر تحول “صاروخ اتحاد جدة” في موسم الصدمة

BySayed

أكتوبر 3, 2025


تبدل حال اتحاد جدة بشكل لا يصدق، بعد أن كان بطلاً للدوري السعودي للمحترفين خلال الموسم الماضي، حيث تحول إلى فريق عادي بالنسخة الحالية.

بعيدًا عن المستوى العام، فقد ظهر العديد من النجوم بصورة سلبية، وعلى رأسهم الفرنسي موسى ديابي والذي كان بمثابة “صاروخ العميد” خلال الموسم الماضي.

صاروخ اتحادي

في النسخة الماضية، كان موسى ديابي أحد أبرز مفاتيح نجاح الاتحاد، بعدما بصم على موسم استثنائي ساهم خلاله بشكل مباشر في تتويج الفريق بثنائية الدوري السعودي وكأس الملك.

وشكل الجناح الفرنسي مع الهولندي ستيفن بيرجوين ومواطنه كريم بنزيما ثلاثيًا هجوميًا مرعبًا، يعتمد على سرعته الخارقة وقدرته على خلق الفارق في المساحات الضيقة.

ولم يكتف ديابي بصناعة الأهداف، بل سجّل بنفسه في مباريات حاسمة، وكان حاضرًا في اللحظات التي احتاج فيها الفريق لنجم يُحدث الفارق.

Al Ittihad v Al-Fateh - Saudi Pro LeagueGetty Images

وشارك ديابي خلال الموسم الماضي في 28 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 5 أهداف وصنع 16 أخرى، وكان أكثر لاعبي دوري روشن تقديمًا للتمريرات الحاسمة (15) بالتساوي مع سالم الدوسري، قائد الهلال.

تلك المساهمات جعلت جماهير الاتحاد تنظر إليه كصاروخ هجومي حقيقي، قادر على حمل العميد نحو منصات التتويج، قبل أن ينقلب المشهد تمامًا في الموسم الحالي.

هبوط حاد

صحيح أن الموسم ما يزال في بدايته، ولكن هناك بعض الملامح والمؤشرات التي ترسم الملامح، خاصة وإن كانت مغايرة تمامًا عن المستوى المعروف، وهو ما ظهر على ديابي بشكل ملحوظ.

فبعد أن كان ديابي ورقة هجومية رابحة بفضل سرعته الكبيرة وانطلاقاته الحادة من الجناح، ظهر في الموسم الحالي بفاعلية أقل، سواء على مستوى المراوغات أو اللمسة الأخيرة.

وبات ديابي يفتقد للتركيز أمام المرمى، كما أن معدله التهديفي والصناعة تراجع بشكل واضح، وهو ما فتح باب التساؤلات حول جاهزيته البدنية والفنية.

رعونة كبيرة

إضافة إلى ذلك، ظهر ديابي برعونة كبيرة فيما يتعلق بتقديم الأدوار الدفاعية، وهو ما جعل المهمة أكثر صعوبة على الظهير الأيمن للاتحاد في مجاراة الرتم السريع في مباريات آسيا والدوري.

وعانى “العميد” بشكل لا يصدق خلال مواجهة النصر على وجه التحديد في الجولة الرابعة التي انتهت بالخسارة (0-2)، بسبب رعونة جميع اللاعبين، وخاصة ديابي الذي لم يظهر هجوميًا أو دفاعيًا.

حتى في مسألة الضغط على دفاعات الخصم، لم يعد ديابي كما كان في السابق، ما تسبب في ضغط جماهيري وانتقادات إعلامية لا تتوقف.

هجوم مستمر

مع تراجع مستوى ديابي، لم يسلم النجم الفرنسي من موجة انتقادات واسعة طالت أداءه داخل المستطيل الأخضر.

وركّز الإعلام الرياضي على غيابه الواضح في المباريات الكبيرة، وعدم قدرته على صناعة الفارق كما كان يفعل في الموسم الماضي.

Al-Ittihad v Fenerbahce - Pre-Season FriendlyGetty Images

في المقابل، عبّرت جماهير الاتحاد عبر منصات التواصل عن خيبة أملها من تراجع “صاروخ الفريق”، حيث اعتبر كثيرون أن اللاعب لم يعد يقدم الإضافة المنتظرة، خاصة في ظل المقابل المادي الكبير الذي يتقاضاه.

بعض الأصوات ذهبت أبعد من ذلك، وطالبت الإدارة بالبحث عن بدائل أكثر فاعلية، معتبرة أن استمرار ديابي بهذا الأداء قد يتحول إلى عبء على الفريق، بدلًا من كونه عنصرًا حاسمًا كما كان في الموسم السابق.

سر التحول

في حقيقة الأمر، يعود سر تراجع مستوى موسى ديابي لعدة أسباب متشابكة، لعل أبرزها ضعف السيطرة على غرفة خلع الملابس، وتحديدًا مع المدرب الفرنسي السابق لوران بلان.

غياب الحزم الفني انعكس على شخصية اللاعب داخل الملعب، حيث ظهرت رعونة واضحة في أداء واجباته التكتيكية، سواء من حيث العودة الدفاعية أو الالتزام بالتحركات المطلوبة على الأطراف.

واعتاد ديابي على الاحتفاظ بالكرة بشكل مبالغ فيه، وهو ما أبطأ النسق الهجومي للاتحاد، وقلل من خطورة التحولات التي كانت تمثل سلاحًا قاتلًا للفريق في الموسم الماضي.

Al-Nassr v Al-Ittihad - Saudi Super Cup Semi FinalGetty Images

هذا السلوك لم يجد الردع الكافي من الجهاز الفني السابق، ما جعل اللاعب يواصل أسلوبه الفردي دون التزام بالمنظومة الجماعية.

إلى جانب ذلك، فإن الضغط الجماهيري والإعلامي لعب دورًا آخر في اهتزاز مستواه، حيث بدا ديابي في عدة مباريات متوترًا ويميل لقرارات فردية غير محسوبة.

كل تلك العوامل اجتمعت لتشكل صورة مختلفة تمامًا عن “الصاروخ” الذي قاد الاتحاد للتتويج بالثنائية، ليجد نفسه اليوم في مرمى الانتقادات، ومطالبًا بإعادة اكتشاف نفسه تحت قيادة فنية أكثر صرامة وانضباطًا.

عودة أم وداع مبكر؟

تطرح أسئلة حقيقية داخل أروقة الاتحاد عن مستقبل ديابي، فهل ينجح في استعادة بريقه مع مرور الوقت، أم أن النادي سيكون مضطرًا لإعادة النظر في ملفه الصيف المقبل؟.

كل ذلك سيكون مرهونًا بمدى قدرته على تجاوز أزمته الحالية واستعادة صورة “الصاروخ الفرنسي” الذي أبهر أوروبا قبل قدومه إلى جدة.



المصدر – كوورة

By Sayed