لمسة ألمانية.. من هو صاحب إنجاز السعودية الأول في كأس العرب؟

BySayed

نوفمبر 21, 2025


عندما نتحدث عن أول إنجاز تاريخي للمنتخب السعودي في كأس العرب، لا يمكن إلا أن نسلط الضوء على الرجل الذي حمل رؤية مختلفة، وأدخل المنتخب في مرحلة جديدة من الاحترافية وهو المدرب الألماني المخضرم أوتوفيستر.

ويستعد المنتخب السعودي لخوض منافسات كأس العرب للمرة الثامنة في تاريخه، عندما يشارك خلال النسخة المقرر إقامتها خلال الفترة من 1 ديسمبر/كانون الأول المقبل حتى 18 من الشهر ذاته بقطر.

ويقع المنتخب السعودي في مجموعة تضم كل من المغرب، والفائز المحتمل من جزر واليمن، بالإضافة إلى المنتصر من مباراة عمان والصومال.

ويسلط “كووورة ” خلال السطور التالية، الضوء على إنجاز المدرب الألماني أوتوفيستر في كأس العرب، وما استطاع تحقيقه من طريقة لعب وسيطرة رائعة على كافة الأصعدة.

لمسة ألمانية

في عام 1998، دخل المنتخب السعودي مرحلة جديدة في تاريخه الكروي، مرحلة لم تكن مجرد مشاركة في البطولات، بل كانت ثورة كاملة على المستوى الفني والإداري داخل الفريق.

هذه الثورة كان يقودها المدرب الألماني هيلموت أوتوفيستر، الرجل الذي جاء بخبرة أوروبية واسعة، وبعقلية تدريبية مختلفة، ليعيد تشكيل المنتخب من الداخل والخارج، ويمنحه شخصية جديدة لم يعرفها من قبل.

لم يأتِ أوتوفيستر فقط لتطبيق أسلوب لعب محدد، بل جاء ليخلق هوية كاملة للمنتخب، وأول ما قام به كان تقييم عناصر الفريق بعناية، وتحديد نقاط القوة والضعف، ثم بناء خطة تدريبية متكاملة تعتمد على الانضباط التكتيكي والدقة في الأداء.

و لم يكن يعتمد على المهارات الفردية فقط، بل على قدرة كل لاعب على فهم دوره داخل الملعب، وكيفية التنسيق مع زملائه، بطريقة تشبه العقلية الألمانية في كرة القدم.

تأثير أوتوفيستر لم يتوقف عند الجانب الفني فقط، بل امتد إلى الجانب النفسي والمعنوي، فقد أعاد الثقة إلى اللاعبين، وغرس فيهم روح الانتصار وتحمل المسؤولية.

وتمكن من الدمج بين الخبرات واللاعبين الشباب بطريقة ذكية، مما أوجد توازنًا مثاليًا بين الحيوية والطاقة من جهة، والخبرة والهدوء من جهة أخرى.

خلال التدريبات، كان أوتوفيستر شديد التركيز على التفاصيل الصغيرة من التحركات بدون كرة، دعم الزملاء في الدفاع والهجوم، الانضباط أثناء تنفيذ الكرات الثابتة، وحتى الطريقة التي يتعامل بها اللاعبون مع الضغط الجماهيري.

نتيجة مذهلة

هذا العمل المميز كان له نتيجة رائعة، حيث أصبح المنتخب السعودي أكثر تماسكًا وانسجامًا على أرض الملعب، وكانت الهجمات أكثر فعالية وسرعة، والدفاع أكثر صلابة وتنظيمًا.

وتمكن الأخضر في هذه البطولة من التعادل مع لبنان سلبيًا ثم فاز على نفس المنتخب (4-1)، وهزم الجزائر (3-0).

وفي الدور نصف النهائي، تمكن رجال أوتوفيستر من التفوق على الكويت، بهدفين مقابل هدف، قبل أن يتم تحقيق اللقب على حساب قطر (3-1).

وجاء التتويج باللقب، بسبب العمل المذهل الذي قام به المدرب الألماتي، حيث أثبت أن التخطيط الدقيق، الانضباط التكتيكي، والثقة بالنفس ليست مجرد شعارات، بل عناصر حقيقية تصنع الفرق على أرض الملعب.

وبفضل رؤيته، أصبح المنتخب السعودي أكثر نضجًا، وأكثر قدرة على المنافسة، وترك إرثًا طويل الأمد من الانضباط الفني والطموح الكبير الذي يستمر حتى اليوم.

هكذا، يمكن القول إن أوتوفيستر لم يكتفِ بقيادة فريق، بل خلق هوية جديدة للأخضر السعودي، وأحدث ثورة فنية جعلت المنتخب السعودي مثالًا في التنظيم، الانضباط، والشخصية القوية على المستوى العربي.

ماذا قدم أوتوفيستر مع السعودية؟

أوتوفيستر تولى قيادة السعودية في منتصف التسعينيات، تحديدًا في الفترة من منتصف 1996 وحتى أواخر 1998، وكانت مهمته الأساسية هي إعادة ترتيب الفريق، إعداد جيل قادر على المنافسة، ووضع أسس مستدامة للنجاح على المدى الطويل.

أبرز ما يميز فترة أوتوفيستر مع المنتخب السعودي هو اللقب التاريخي في كأس العرب 1998، وهو أول لقب عربي يحققه الأخضر في تاريخ البطولة، هذا الإنجاز لم يكن مجرد فوز بالكأس، بل نتيجة طبيعية للثورة الفنية التي أحدثها المدرب الألماني.

كذلك، استطاع المدرب الألماني قيادة السعودية للتأهل إلى كأس العالم 1998، بعد مستويات مذهلة.

مدرب مخضرم

بعيدًا عن المنتخب السعودي، فقد تمكن المدرب الألماني المخضرم الذي يبلغ من العمر 87 عامًا من تحقيق إنجازات عدة خلال مسيرته التدريبية.

وتعتبر الفترة الأنجح في مسيرته كانت مع الزمالك المصري، عندما قاده لتحقيق 4 ألقاب متمثلة في الدوري وكأس مصر والسوبر على المستوى المحلي، بالإضافة إلى كأس الكؤوس الأفريقية خلال عام 2000.

ومع النجم اللبناني، حقق 3 ألقاب متمثلة في الدوري والكأس والسوبر، فيما تمكن من التتويج مع المريخ السوداني بالكأس المحلية.

وتوج مع الصفاقسي التونسي بكأس الرابطة المحلية، وحصد كأس العالم مع غانا تحت 17 عامًا، وبطولة أمم أفريقيا رفقة كوت ديفوار تحت 19 عامًا.



المصدر – كوورة

By Sayed