لوبيتيجي وتسخير الخبرة الأوروبية لقيادة قطر للنجاح في كأس العرب

BySayed

نوفمبر 22, 2025


استلم المدرب الإسباني جولين لوبيتيجي، قيادة منتخب قطر في لحظة مفصلية، تزامنًا مع دخول التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم مراحلها الحاسمة، ونجح بالفعل في قيادة “العنابي” إلى الوصول للمونديال المقرر العام المقبل في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.

ولم يكن التأهل للمشاركة في كأس العالم للمرة الثانية في تاريخ قطر، والمرة الأولى بنظام التأهل، أمرا سهلاً بعدما مر بتحديات صعبة أمام لوبيتيجي الذي جمع بين قيادة منتخب إسبانيا الأول، وأندية كبرى مثل ريال مدريد وإشبيلية وبورتو، كما يملك تجربتين في “البريميرليج” مع وولفرهامبتون ووست هام.

وأنهى المنتخب القطري تصفيات المرحلة الثالثة الآسيوية للمونديال في المركز الرابع في المجموعة الأولى، قبل أن يحصل على بطاقة التأهل المباشر للمونديال بتعادل سلبي مع عمان، وفوز على الإمارات بنتيجة (2-1)، ليتصدر المجموعة الأولى للملحق الآسيوي لكأس العالم.

ولم يكن هدف الاتحاد القطري للكرة، التأهل للمونديال فقط عندما تعاقد مع المدرب الإسباني في مايو/ أيار الماضي، بعقد يمتد حتى عام 2027، بل الاستفادة من خبرات لوبيتيجي الذي تتضمن مسيرته الأوروبية العديد من الإنجازات، في تطوير الكرة القطرية.

كما حدد الاتحاد القطري، هدفين رئيسيين أمام لوبيتيجي، والذي سبق وحقق لقب دوري أوروبا مع إشبيلية عام 2020، وفاز بألقاب بطولة أوروبا تحت 19 و21 عاما مع منتخب إسبانيا الشاب، وقاد منتخب “لا روخا” في 20 مباراة بفوز 14 وتعادل 6 دون خسارة.

والهدفان المحددان هما المنافسة أيضاً على لقب بطولة كأس العرب التي تستضيفها قطر من 1 إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول 2025، وإعادة “العنابي” إلى المسار الصحيح في كأس آسيا بالمملكة العربية السعودية عام 2027.

وتحدث المدرب الإسباني في وقت سابق عن كأس العرب، مؤكدا إدراكه التام لحجم التحديات المنتظرة في تلك البطولة، ومدى أهميتها خاصة وأنها ستقام على أرض قطر، وأعرب عن اعتقاده بأنها ستكون بطولة مثيرة.

ويعرف لوبيتيجي بالانضباط التكتيكي، والقدرة على التكيف الهجومي التي ميزت نجاحاته في أوروبا، وسعى منذ توليه تدريب منتخب قطر، إلى تطبيق فلسفة اللعب المرنة التي تجمع بين الضغط العالي والتحول السريع، وهو ما ساعده على مواجهة خصوم أقوياء في التصفيات الآسيوية للمونديال.

وقال لوبيتيجي عن المشروع القطري، إن هناك لحظة يلتقي فيها عرض العمل مع الحماسة والرغبة في خوض التحدي، وهذا ما حدث تمامًا عندما قبل تولي تدريب “العنابي” في وقت صعب، ونجح بالفعل في تحقيق الهدف الأول، بالوصول إلى كأس العالم المقبلة.

وكشف عن علمه بمشروع كرة القدم القطري منذ وقت طويل، وقبل عدة أعوام من التعاقد، من خلال مفاوضات سابقة لتوليه تدريبه “العنابي”، لكنها لم تكتمل لأسباب مختلفة، قبل أن يأتي التوقيت المناسب في مسيرته لتولي مسؤولية قيادة المشروع الكروي في قطر.

ويرى بعض المحللين أن تجربة لوبيتيجي الدولية مع منتخب إسبانيا تعطيه فهمًا عميقًا لإدارة الضغوط الكبيرة، وهو ما يحتاجه “العنابي” للعودة إلى المنافسة بقوة في البطولات المشارك فيها.

بينما يشير آخرون إلى ضرورة التكيف مع الثقافة والسرعة الخاصة بالكرة الآسيوية والعربية، وهو التحدي الذي يعترف به المدرب الإسباني بنفسه في حواراته الأخيرة، بتأكيده على التعامل مع التحديات مباراةً تلو الأخرى، وبأنه لا ينظر إلى الماضي، بل إلى المستقبل والقتال على أرض الملعب، والتركيز على النفس فقط.

وأوضح لوبيتيجي، أن هناك رؤية أشمل لتطوير المنتخب القطري على المدى البعيد، والتأهل على كأس العالم مجرد خطوة، وأنه يتطلع إلى الأفضل، مع تأكديه على صعوبة المهمة، وحماسه لإكمال المشروع القطري نفسه.

وأشار في تصريحات سابقة، إلى أن الجميع يلاحظ مدى تطور كرة القدم في قطر خلال السنوات الأخيرة، وأن لا أحد يُنكر أن هذا الجيل حقق إنجازات مميزة في كأس آسيا، ولكن الأجيال لا تدوم، ويجب البدء بدورة جديدة من البناء.

وشدد على مدى صعوبة هذا الأمر، وضرورة بذل قصارى الجهد للمنافسة في جميع البطولات بداية من كأس العرب المقبلة، وهو ما أعتبره المدرب الهدف الأهم على المدى القصير في الوقت الحالي، وبالتالي ضرورة ضمان بقاء جميع اللاعبين في حالة تركيز عالية.

وتبقى الخبرة الأوروبية لـلوبيتيجي في نهاية الأمر، ليست مجرد سجل نتائج، بل منهج تدريبي قابل للتطبيق في المنطقة الخليجية شرط أن يمزج بين الأساليب الأوروبية والروح المحلية، مع تأكيد مستمر من المدرب الإسباني على رفضه للخسارة، ورغبته الدائمة بتحقيق الانتصارات.

كما حدد لوبيتيجي، في آخر تصريحاته أن هدف قطر في بطولة كأس العرب، هو المنافسة رغم قوة المنتخبات العربية المشاركة، وأن الهدف الرئيسي الأولى الوصول إلى نصف النهائي أو المباراة النهائية، مع ضرورة استغلال عاملي الأرض والجمهور في هذه البطولة.

وأضاف أن الجميع مطالب ببذل مجهودات أكبر خلال المرحلة القادمة، لتقديم مستويات أقوى في كأس العرب، ونهائيات كأس العالم، كاشفاً عن رؤيته المستقبلية في الاعتماد على اللاعبين الشباب لبناء المستقبل، والتخطيط للمداورة في ظل وجود لاعبين تقدموا في السن.

وتجدر الإشارة إلى أن قطر تتنافس في إطار المجموعة الأولى من بطولة كأس العرب، مع منتخبات تونس، والفائزين من مباراتي الدور التمهيدي، حيث تلتقي سوريا مع جنوب السودان، وفلسطين مع ليبيا.

بينما تضم المجموعة الثانية منتخبات المغرب، السعودية، والفائزين من مباراتي عُمان مع الصومال، واليمن مع جزر القمر، والمجموعة الثالثة منتخبات مصر، والأردن، والإمارات، والفائز من مباراة الكويت مع موريتانيا، والمجموعة الرابعة تضم الجزائر، والعراق، والفائزين من مباراتي البحرين مع جيبوتي، ولبنان مع السودان.

ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة إلى مرحلة خروج المغلوب، والتي تتضمن ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي، ويستضيف استاد لوسيل المباراة النهائية في 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.



المصدر – كوورة

By Sayed