ليفاندوفسكي: الانتقاص مني سخيف.. ولا أعتبر نفسي ضحية

BySayed

أكتوبر 14, 2025


أكد المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، نجم برشلونة، أنه لا يزال يمتلك ما يقدمه في الملاعب، مشددًا على أن من يركزون على عمره يتجاهلون مستوياته وأرقامه داخل الملعب.

وشهدت الأيام الأخيرة الكثير من التكهنات حول مستقبل ليفاندوفسكي، الذي ينتهي عقده مع برشلونة في 30 يونيو/تموز المقبل، وسط غموض بشأن مصيره، خاصة أنه سيكمل عامه الـ38 في أغسطس/أب المقبل، كما فقد جزءًا من بريقه هذا الموسم.

وفي تصريحات من بولندا، دافع المهاجم المخضرم عن نفسه، مؤكدًا أن العمر ليس عائقًا أمام الاستمرار في تقديم الأداء الأفضل.

وقال ليفاندوفسكي في مقابلة مع قناة “TVP Sport” عقب مباراة بولندا ضد ليتوانيا التي سجل فيها أحد هدفي منتخب بلاده: “أشعر أنَّ لدي الكثير لأقدمه بعد”، مشيرًا إلى أن هذا الهدف كان رقم 87 في مسيرته الدولية مع بولندا.

ورد قائد المنتخب البولندي على المنتقدين الذين يشككون في قدرته على العطاء قائلاً: “عندما يحاول البعض إيجاد مبرر للانتقاص مني، يقولون إنني كبير في السن، أو لم أعد أركض كثيرًا، أو أنني بلا رغبة أو مجهود”.

وأضاف: “هذا كلام سخيف. يمكن لأي شخص أن يرى المسافات التي أقطعها في المباريات وعدد المرات التي أركض فيها. صحيح أنني أدرك أن اللعب لعدد دقائق أقل قد يفيدني مع تقدمي في العمر، لكن هذا أمر طبيعي خلال الموسم”.

وتابع نجم برشلونة: “أعلم أن عليّ إدارة مجهودي، لكنني أبذل أقصى ما لدي في التدريبات. لا أعتبر نفسي ضحية لعامل السن، بل أتعامل معه بذكاء، وأنا بصحة جيدة. لا أتوقع أن ألعب 90 دقيقة في كل مباراة، وربما أصبحت أرى كرة القدم بطريقة مختلفة قليلاً، لكن بمجرد أن أكون على أرض الملعب، أعرف أنني أستطيع المنافسة”.

وأتم: “لا يوجد فرق كبير، لأنني ما زلت في حالة بدنية ممتازة وأُظهر ذلك يومياً في التدريبات. لست لاعبًا يختفي أثناء الحصص التدريبية، ولهذا أشعر أنني ما زلت أملك الكثير لأقدمه”.

مستقبل غامض

من جهة أخرى، لا يزال مستقبل ليفاندوفسكي غامضًا. فالنجم البولندي، الذي لعب 123 مباراة بقميص برشلونة، وسجّل خلالها أكثر من 60 هدفًا، لم يحسم قراره بعد بشأن تمديد مسيرته لعام إضافي، أو التفكير في الاعتزال والاستقرار في كتالونيا، وهو خيار تميل إليه عائلته، خصوصا زوجته “آنا” التي ترتبط بأنشطة إعلامية ورياضية في المنطقة.

وتشير صحيفة “سبورت” إلى أن البارسا فكّر مؤقتا في تجديد عقده لعام واحد، قبل بيعه لأحد الأندية الخليجية، غير أن هذا السيناريو تراجع في الأسابيع الأخيرة، بسبب موقف “ليفا” الرافض لفكرة الانتقال للدوريات العربية، مفضلا في حال رحيله اللعب لأحد أندية الدوري الفرنسي أو الإيطالي، مع اهتمام محدود من موناكو وإنتر ميلان.

بموازاة ذلك، يواصل برشلونة مراقبة السوق الإفريقية، التي لطالما شكّلت منبعاً لمواهب تركت بصمة مؤثرة في تاريخ النادي. فمنذ تألق الكاميروني صامويل إيتو، الذي سجل 130 هدفًا في 5 مواسم، وساهم في السداسية التاريخية عام 2009، أصبح اللاعبون الأفارقة جزءًا من تاريخ “كامب نو”.

ويبرز في هذا الصدد الإيفواري يايا توريه، الذي مثّل الفريق بين عامي 2007 و2010، وساهم في تتويج برشلونة بدوري الأبطال، والمالي سيدو كيتا الذي كان أحد الأعمدة التكتيكية لجوارديولا بفضل انضباطه وتعدد أدواره، إضافةً إلى الكاميروني ألكسندر سونج، الذي انضم في 2012 من آرسنال، لكنه لم ينجح في فرض نفسه بسبب المنافسة القوية في الوسط.

ومن إيتو إلى كيتا وتوريه، جسد الحضور الإفريقي في برشلونة قيم القوة والانضباط والموهبة. واليوم، قد يجد كارل إيتا إيونج نفسه أمام فرصة تاريخية ليكون امتدادا لهذا الإرث، خصوصا أن النادي يرى فيه مزيجا من القوة البدنية والمرونة التكتيكية، التي تناسب فلسفة اللعب الحالية.

وبينما يسعى برشلونة إلى بناء مشروع جديد، قائم على التجديد المالي والرياضي، فإن رحيل ليفاندوفسكي سيكون خطوة رمزية تشير إلى نهاية مرحلة وبداية أخرى، عنوانها ضخ دماء جديدة واستعادة الفعالية الهجومية.

مسيرة استثنائية

ويعد روبرت ليفاندوفسكي من أبرز المهاجمين في كرة القدم الحديثة، حيث ترك بصمة استثنائية أينما لعب.

وبدأ ليفاندوفسكي مسيرته الاحترافية في بولندا، مع فريق زنيتش بروسكوف، ثم ليتش بوزنان، قبل أن ينتقل إلى بوروسيا دورتموند عام 2010، حيث تألق تحت قيادة يورجن كلوب، وساهم في تحقيق لقبي دوري ألماني متتاليين، وسجل أكثر من 100 هدف خلال أربعة مواسم.

وبعدها انتقل إلى بايرن ميونخ في 2014، ليبلغ قمة المجد الكروي، إذ أحرز 344 هدفا في 375 مباراة، وفاز بـ8 ألقاب دوري ألماني، إضافةً إلى دوري أبطال أوروبا عام 2020، الذي توّج خلاله بلقب هداف البطولة.

وانضم ليفاندوفسكي إلى البلوجرانا خلال صيف 2022، في صفقة بلغت قيمتها نحو 45 مليون يورو. وسرعان ما أثبت قيمته الهجومية، حيث سجل في موسمه الأول 33 هدفا، في 46 مباراة بجميع البطولات، وقاد الفريق للتتويج بلقب الليجا وكأس السوبر الإسباني.

وإجمالا، تجاوزت حصيلته مع برشلونة حاجز الـ60 هدفا، خلال أكثر من 120 مباراة.



المصدر – كوورة

By Sayed