ليفاندوفسكي: الانتقال إلى برشلونة غيّرني.. وسأحسم مستقبلي قريبًا

BySayed

نوفمبر 15, 2025


فتح البولندي روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم برشلونة، قلبه للحديث عن المرحلة الحالية من مسيرته، مؤكدًا أن انتقاله إلى البرسا كان نقطة تحول شخصية وعاطفية قبل أن يكون خطوة كروية، مشددًا على أنه سيكون جاهزًا لاتخاذ قراره بشأن المستقبل قريبًا، بعدما باتت المحطة الأخيرة من مسيرته أقرب من أي وقت مضى.

أوضح ليفاندوفسكي، الذي يتواجد مع منتخب بولندا ويبلغ 37 عامًا، أنه يريد الاستفادة من المرحلة المتبقية في مشواره إلى أقصى درجة “على المستوى الرياضي والعاطفي”.

وفي تصريحاته لقناة (TVP Sport)، قال اللاعب الذي يخوض موسمه الرابع والأخير في عقده الحالي مع برشلونة: “سأكون مستعدًا قريبًا لاتخاذ القرار بشأن الطريق الذي أود السير فيه، وسأرى ما هي خياراتي”.

وأكد هداف برشلونة، الذي سجّل 108 أهداف منذ انضمامه للفريق عام 2022، أنه يتعامل مع مستقبله بهدوء وصبر، قائلا: “أنا مرتاح. لا أعرف أين سأكون أو ماذا سأفعل بعد بضعة أشهر. لست مضطرًا لفعل أي شيء، ولا أشعر بأي عجلة”.

وتحدث نجم البلوجرانا عن تأثير الانتقال من ألمانيا إلى مدينة برشلونة بعد أكثر من عقد من الزمن بين دورتموند وبايرن ميونخ، موضحًا: “الانتقال إلى برشلونة والعيش في ثقافة مختلفة تسببا في تغييري بالفعل. ولادة ابنتَيّ بدأت تُحدث شرخًا في القشرة التي تكونت خلال سنوات طويلة”.

المواهب الشابة في برشلونة

وأكد ليفاندوفسكي أن اللعب إلى جانب المواهب الشابة في برشلونة، وعلى رأسهم لامين يامال، كان من أهم مصادر الإلهام بالنسبة له كلاعب مخضرم، قائلا: “يسعدني كثيرًا وجود العديد من اللاعبين الشباب الذين تجاوزوا 18 عامًا. إنهم يمنحونني جرعة من الطاقة. أشعر براحة كبيرة بينهم. أتذكر كيف كنت في عمرهم. أنا أكبر من آباء بعض زملائي، وهم يعاملونني كأب. إنه أمر غريب، لكنه إيجابي للغاية”.

وتابع موضحًا أنه كان بحاجة إلى “اكتشاف مشاعر جديدة في داخله”، مشيرًا إلى أن الموسم الماضي كان مثالًا على ذلك بعدما سجل 42 هدفًا وساهم في تتويج برشلونة بالدوري الإسباني وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني.

وأضاف: “إنها منافسة فردية، لكنني ألعب رياضة جماعية. الفريق يساعد أحيانًا في تحقيق الأهداف أو الألقاب. لقد كان موسمًا ناجحًا جدًا بالنسبة لي، سجلت فيه الكثير من الأهداف وفزت بعدة بطولات، ما يؤكد أن مستواي كان مرتفعًا للغاية”.

ليفاندوفسكيAFP

محفزات خارجية

وأوضح مهاجم برشلونة أنه، بعد سنوات طويلة من الضغط والتوقعات العالية، يحتاج أحيانًا إلى محفزات خارجية، قائلا: “مع مرور الوقت، اكتسبت منظورًا جديدًا للكثير من الأمور. مسيرتي تقترب من النهاية، لكن طالما أواصل لعب كرة القدم، أريد الاستفادة منها إلى أقصى حد، رياضيًا وعاطفيًا. أريد الاستمتاع باللحظة واستغلالها بالكامل”.

وأكمل: “عندما أنظر للماضي، أجد أنني لم أملك الوقت للاستمتاع بسنوات طويلة من مسيرتي. كانت الدوافع والتركيز ينخفضان أحيانًا، وكان من الصعب تحقيق نجاحات جديدة. لكن مع النضج أصبحت أرى الأمور بشكل مختلف. أنا سعيد بمعرفة أن النهاية ستأتي، وأنني لن أستطيع العودة إلى ما مضى”.

ودخل ليفاندوفسكي قائمة المرشحين في استطلاع على أفضل رياضي بولندي لعام 2025، وهو لقب حققه ثلاث مرات سابقًا. ومن المقرر الإعلان عن الفائز في 10 يناير 2026 خلال حفل أبطال الرياضة البولندية. ويضم سباق المرشحين أيضًا النجمة إيفا شفيونتيك ولاعب الكرة الطائرة ويلفريدو ليون.

وقال ليفاندوفسكي: “إنهم مجموعة من الرياضيين الاستثنائيين، ووجود اسمي بينهم مرة أخرى يمنحني شعورًا كبيرًا بالفخر”.

ويظل الرقم القياسي مسجلاً باسم المتزلجة يوستينا كوفالتشيك، التي فازت بالجائزة 5 مرات متتالية بين 2009 و2013.

أسطورة بولندية سطرت التاريخ في ملاعب أوروبا

يعد روبرت واحداً من أبرز المهاجمين في تاريخ كرة القدم الحديثة، وصاحب قدرة تهديفية استثنائية جعلت منه أحد أبرز الأسماء على مستوى الأندية والمنتخبات على حد سواء. وُلد ليفاندوفسكي في 21 أغسطس 1988 بمدينة وارسو البولندية، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية كرة القدم المحلية، حيث أظهر منذ الصغر موهبة فريدة في تسجيل الأهداف والتفوق في تحركاته داخل منطقة الجزاء.

انطلقت مسيرته الاحترافية مع نادي زنيتش برزج، ثم انتقل إلى ليخ بوزنان البولندي، حيث بدأ يفرض نفسه كلاعب قادر على صناعة الفارق. مع ليخ بوزنان، ساهم ليفاندوفسكي في تحقيق الفريق للقب الدوري البولندي، ولفت الأنظار بفضل معدلاته التهديفية العالية، مما جعله هدفاً للأندية الأوروبية الكبرى.

وفي صيف 2010، انتقل ليفاندوفسكي إلى بوروسيا دورتموند الألماني، ليبدأ مرحلة جديدة من التألق على الساحة الأوروبية. تحت قيادة المدرب يورجن كلوب، تطور اللاعب بشكل مذهل، وبرز دوره في تحويل فريقه إلى قوة ضاربة في الدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا.

ليفاندوفسكيEPA

كان ليفاندوفسكي رمزاً للثبات التهديفي، حيث سجل أهدافاً حاسمة في المباريات الكبرى، أبرزها في دوري أبطال أوروبا، وساهم في تتويج دورتموند بلقب البوندسليجا مرتين متتاليتين موسمَي 2010-2011 و2011-2012. وبعد سنوات حافلة بالنجاحات مع دورتموند، انتقل ليفاندوفسكي إلى بايرن ميونخ في صيف 2014، ليواصل رحلة التفوق ويصبح واحداً من أكثر المهاجمين فاعلية في تاريخ النادي البافاري.

خلال فترة تواجده مع بايرن، سجل أكثر من 300 هدف، محققاً أرقاماً قياسية في البوندسليجا، منها كسر الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف في موسم واحد، كما قاد الفريق للتتويج بعدة ألقاب محلية وقارية، أبرزها دوري أبطال أوروبا 2019-2020، حيث كان نجم الفريق الأول في البطولة وسجل أهدافاً حاسمة في الأدوار النهائية.

على الصعيد الدولي، كان ليفاندوفسكي العمود الفقري للمنتخب البولندي. شارك في بطولات كأس العالم وكأس أوروبا، وساهم بشكل مباشر في تأهل بولندا إلى النهائيات عبر تسجيله لأهداف حاسمة، مما جعله الهداف التاريخي للمنتخب البولندي. خبرته وحضوره القيادي داخل الملعب جعلاه نموذجاً للاعبين الشباب في بولندا وخارجها، فضلاً عن قدرته على اللعب تحت الضغط وتحقيق النتائج في اللحظات الحاسمة.

في صيف 2022، انتقل ليفاندوفسكي إلى برشلونة، ليخوض تحدياً جديداً في الدوري الإسباني. على الرغم من اختلاف الأسلوب بين البوندسليجا والليجا، تمكن اللاعب من التأقلم سريعاً وإظهار تأثيره الكبير مع الفريق الكتالوني، مستمراً في كتابة فصول جديدة من مسيرته الحافلة بالأهداف والإنجازات.

تميز ليفاندوفسكي خلال مسيرته بالقدرة على التهديف من جميع الزوايا، القوة البدنية، الذكاء التكتيكي، والقدرة على اللعب كمهاجم صريح، وهذه السمات جعلت منه أسطورة حقيقية، ليس فقط في ألمانيا وبولندا، بل على مستوى أوروبا والعالم، مؤكداً أن الأرقام القياسية والجوائز الفردية ليست سوى انعكاس لموهبته وعمله الجاد طوال مسيرته.



المصدر – كوورة

By Sayed