يستقبل برشلونة مساء السبت ضيفه ديبورتيفو ألافيس، في مباراة تبدو تميل كفتها من ناحية الأرقام إلى الفريق الكتالوني، في ظل تفوق تاريخي ساحق قابل معاناة ملحوظة للفريق الضيف خارج الديار أمام كبار الليجا.
ورغم هذا التباين، تبقى المباراة مهمة للفريقين: برشلونة لمحاولة خطف الصدارة من ريال مدريد، وألافيس لمحاولة الخروج بنتيجة إيجابية تُنهي سلسلة النتائج السلبية الأخيرة.
يدخل برشلونة المواجهة وهو يملك سجلًا مذهلًا أمام ألافيس في السنوات الأخيرة. فمنذ خسارته المفاجئة 1-2 في سبتمبر/أيلول 2016، خاض برشلونة 15 مباراة أمام الفريق الفيتوري في الدوري الإسباني، فاز في 13 منها وتعادل في اثنتين، محققا أفضل سلسلة خالية من الهزائم أمام ألافيس في تاريخ مواجهات الفريقين بالليجا.
هذا التفوق الكاسح يعكس الفوارق الهائلة بين الفريقين على مستوى الجودة والعمق والقدرة الهجومية. كما يشير إلى صعوبة خروج ألافيس بنتيجة إيجابية في الكامب نو أو حتى في المواجهات على ملعبه، إذ لم يتمكن من هزيمة البارسا منذ أكثر من ثماني سنوات كاملة.
تاريخ مبشر
تاريخ ألافيس خارج ملعبه أمام برشلونة لا يبعث على التفاؤل. فقد خاض الفريق 19 مباراة كزائر في الليجا أمام العملاق الكتالوني، خسر 15 منها بنسبة هائلة بلغت 79% من إجمالي المواجهات. الفريق لا يملك نسبة هزائم أعلى أمام أي فريق آخر سوى أمام ريال مدريد، حيث خسر 89.5% من زياراته (17 من أصل 19).
هذه الأرقام تجعل من مواجهة السبت اختبارًا شاقًا للمدرب إدواردو كوديت، وتعكس حجم التحدي الذي ينتظره داخل أحد أصعب الملاعب في أوروبا.
لم يكتف برشلونة بالفوز على ألافيس في أغلب المواجهات، بل كان هجوميا فعالا بامتياز. فقد نجح في التسجيل في 18 من بين 19 مباراة لعبها على أرضه أمامه في الليجا، مسجلًا 57 هدفًا، بينما فشل فقط في التسجيل خلال مباراة واحدة كانت في فبراير/شباط 2000 حين خسر 0-1 في فترة لويس فان جال.
ويواصل برشلونة تحت قيادة مدربه هانزي فليك الحفاظ على وتيرة جيدة في بداية الموسم. فقد فاز الفريق في 10 مباريات وتعادل في واحدة وخسر مباراتين في أول 13 جولة، ليحقق للمرة الثالثة خلال آخر ثماني سنوات بداية بهذه القوة.
المثير أن الموسمين اللذين بدأهما برشلونة بـ11 فوزا — موسما 2022-2023 و2024-2025 — انتهيا بتتويج الفريق بلقب الدوري. ومع أن رصيد هذا الموسم أقل بقليل، إلا أن المؤشر يبقى واعدًا لجماهير الفريق.
مواجهة خصم ضعيف
ويعيش ألافيس فترة صعبة، إذ خسر الفريق آخر مباراتين في الليجا، ويخشى التعرض لهزيمة ثالثة على التوالي لأول مرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، حين خسر خمس مباريات متتالية تحت قيادة لويس جارسيا.
وما يزيد من القلق أن ألافيس لم يظهر النسق الهجومي الكافي لتعديل أو قلب النتائج في المباريات الأخيرة، مع اعتماده الواضح على الكرات الثابتة كأحد مصادر الخطورة المحدودة.
ويدخل برشلونة اللقاء وهو يملك سلسلة تهديفية مذهلة، إذ سجل في 33 مباراة متتالية في الليجا، وهي أطول سلسلة تهديفية له منذ عام 2019 عندما سجل في 37 مباراة على التوالي بقيادة إرنستو فالفيردي.
خلال هذه السلسلة الحالية، سجل الفريق 88 هدفا، ما يعكس تنوعه الهجومي ونجاعة أجنحته وقدرة لاعبيه على إيجاد الحلول في كل مباراة تقريبًا.
التحذير من سلاح مخيف
ورغم ضعف أرقام ألافيس الهجومية هذا الموسم، إلا أنه يقدم أداء مميزًا في الكرات الثابتة، إذ سجل 64% من أهدافه عبر الركلات الثابتة، ولا يتفوق عليه في هذه النسبة إلا أتلتيك بلباو (67%). وهذا يعني أن أي ركلة ركنية أو ثابتة قد تشكل خطرًا على دفاع برشلونة، خصوصًا إذا استغل الفريق الطويل القامة توني مارتينيز.
ويمثل البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة تهديدا واضحا للضيف، بعدما سجل 7 أهداف في 4 مباريات فقط أمام ألافيس، ما يجعله أحد أكثر الخصوم راحة له في إسبانيا. ولا يتفوق على ألافيس في سجله التهديفي سوى فالنسيا (9 أهداف) وسيلتا فيجو (8).
ويعد لاعب ألافيس توني مارتينيز من أبرز عناصر الفريق هذا الموسم، إذ يخوض أكبر عدد من الالتحامات في الليجا (167)، كما يحتل المركز الخامس بين مهاجمي الدوريات الخمس الكبرى من حيث عدد الالتحامات الناجحة (88)، خلف أسماء بارزة مثل أوجورك وسوماري وبيلجرينو. ووجوده يمثل قيمة كبيرة لألافيس في الصراع البدني وإغلاق المساحات.
من ناحية ثانية، واجه المدرب كوديت فريق برشلونة 5 مرات في الليجا، وحقق فوزا واحدًا فقط وتعادلا وحيدًا مقابل ثلاث هزائم. فوزه الوحيد كان في مايو/أيار 2021 مع سيلتا فيجو (1-2)، وهو اللقاء الذي شهد آخر هدف سجله ليونيل ميسي في الليغا قبل رحيله إلى باريس سان جيرمان.