كتب السنغالي ساديو ماني مهاجم النصر السعودي، فصلا جديدا من التألق بعدما سجل في الفوز العريض للعالمي بنتيجة 4-0 على استقلال دوشنبه الطاجيكي، ضمن منافسات بطولة دوري أبطال آسيا 2.
وشارك ماني كبديل في البطولة التي يعتمد فيها المدرب البرتغالي جورجي جيسوس على عناصر لا تشارك بانتظام في بطولة دوري روشن، من أجل عمل التدوير اللازم، خاصة أن الفريق يسير بخطى مثالية وليست ثابتة فقط على مستوى دوري روشن للمحترفين والذي يتصدره عن جدارة متخطيا أكثر من محطة صعبة.
وسجل ماني هدفه السادس هذا الموسم كما صنع ستة أهداف أخرى، علما بأنه سجل في 3 من 4 بطولات مع الفريق العاصمي هذا الموسم، ما يعني أنه ما يزال ورقة مهمة في المنظومة الهجومية للنصر.
ورغم نزوله كبديل مع تقدم فريقه بثنائية، وضمان تأهله بشكل كبير حتى قبل مباراة اليوم في البطولة الآسيوية، فإن السنغالي الدوري أظهر حضوره الذهني بتسجيل هدف رائع، على غرار الهدف الذي سجله بذكاء شديد في مرمى الخليج خلال مباراة الدوري الماضية.
ومثلما سجل الثالث أمام الخليج، فقد أحرز الثالث أيضا في رباعية نصراوية أخرى، لكن أهداف ماني دائما ما تأتي لتحمل أهمية خاصة.
وأمام الخليج، نجح ساديو ماني في وضع حد لغارات هجومية متلاحقة من المنافس كادت أن تسفر عن التعادل، بعدما كان مراد هوساوي قد سجل هدفا رائعا، ونجح الحارس نواف العقيدي في الذود عن مرماه ببسالة أمام أكثر من فرصة محققة.
وبات لزاما على النصر في تلك اللحظات أن يؤمّن انتصاره بهدف ثالث يضعه على أعتاب 3 نقاط جديدة، بدلا من أن يكسر سلسلة انتصاراته بتعادل كان قريبا، لاسيما أن الهلال الغريم والمنافس الأشرس هذا الموسم على اللقب، اقترب بشدة من صدارة العالمي، ويحقق هوالآخر نتائج مميزة.
وسجل ماني هدفا بطريقة رائعة وفي توقيت أكثر روعة، ليمنح فريقه أفضلية قبل أن يأتي الهدف التاريخي لرونالدو ليتمم الرباعية.
إصرار على التألق
تحسن مردود ماني الهجومي في المباريات الأخيرة للنصر، بعدما كان في وقت سابق أقل تأثيرا بين لاعبي الخط الأمامي، لاسيما أن جيسوس من نوعية المدربين الذين لا يعرفون الرأفة، فهو لن يساعد لاعبا على استعادة مستواه بمنحه فرصا عديدة، إذا كانت هناك بدائل أخرى قادرة على التألق.
وقد بدأ جيسوس بالفعل في إدخال الثنائي البرازيلي ويسلي وأنجيلو ضمن المنظومة الهجومية، ما يعني أن أي لاعب لا يتألق قد لا يجد لنفسه مكانا أساسيا.
ومع اعتماد المدرب البرتغالي على أنجيلو جابرييل تحديدا كلاعب جوكر، فإنه قد لا يتردد في أن يعتمد عليه في مركزه المُحبب كجناح لو أن ماني لم يخرج أفضل طاقاته وقدراته مع النصر.
لكن “أسد التيرانجا” بدأ منحنى تصاعدي وحصل كذلك على تقييم مميز في الفوز على الخليج رغم تلقيه بطاقة صفراء، فبحسب منصة “سوفا سكور” كان بين أعلى لاعبي فريقه تقييما 8.2 وكذلك رغم مشاركته منذ منتصف الشوط الثاني تقريبا أمام استقلال فقد حصل على تقييم 7.0.
وعادت نقاط التفوق من جديد لنجم النصر وهي قدرته على المرور في الموقف والمواجهات الفردية، ما كان يعاني منه في وقت سابق، وسرب الشكوك إلى نفوس المشجعين بشأن ما إذا كان لدى ماني ما هو أفضل من ذلك.
أجواء الشتاء الأفريقي
يأتي تألق ماني في وقت سيفتقده فيه النصر جهوده بشكل كبير، فالنجم السنغالي يستعد لقيادة هجوم منتخب بلاده ببطولة كأس الأمم الأفريقية بحثا عن لقب قاري جديد.
وتعلق السنغال آمالا كبيرة على ماني ورفاقه من أجل تحقيق اللقب أو على الأقل المنافسة عليه في بطولة ستكون صعبة على الكثير من المنتخبات نظرا لإقامته في المغرب، التي يعد منتخبها المرشح الأول للقب كونه ثالث المونديال من قبل.
معارك جديدة
ستزداد أهمية ماني في وقت يغيب فيه عن مواجهات قوية تنتظر النصر مع بداية شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، خاصة إذا تواصلت رحلة السنغال في البطولة الأفريقية نحو الأدوار النهائية.
ويختبر النصر قدرته على المنافسة على لقب الدوري والذي يبدوا مرشحا فوق العادة لنيله، عندما يلاقي الأهلي في الثاني من يناير/ كانون الثاني المقبل، في جدة، ثم يلاقي القادسية في الثامن من نفس الشهر.
ويحل العالمي ضيفا على الجار والغريم الهلال في الثاني عشر من يناير/ كانون الثاني المقبل، ما يعني أن الفريق أمام اختبارات حقيقية دون ساديو، الذي وصل إلى ثلث ما قدمه في الموسم الماضي من أهداف، حيث كان قد أحرز 18 هدفا في 47 مباراة، بينما الآن وصل إلى 6 أهداف في 17 مباراة فقط.