مؤتمر للركراكي ومفاجئات واردة في الأفق

BySayed

سبتمبر 29, 2025


أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم عن موعد المؤتمر الصحفي التقليدي الذي اعتاد وليد الركراكي، المدير الفني لمنتخب “أسود الأطلس”، عقده للإعلان عن قائمة اللاعبين. 

سيُقام المؤتمر يوم الخميس المقبل داخل مجمع محمد السادس بالرباط، في أجواء يخيّم عليها الترقب الشديد مع اقتراب نهائيات كأس أمم أفريقيا.

ففي التاسع من أكتوبر / تشرين الأول المقبل، يخوض المنتخب المغربي مواجهة ودية أمام البحرين، يعقبها بثلاثة أيام لقاء حاسم أمام الكونغو في ختام تصفيات كأس العالم. 

وستُقام المباراتان على أرضية ملعب مولاي عبد الله بالعاصمة المغربية.

الركراكي وصف هذه النافذة الدولية بأنها “حاسمة وذات أهمية قصوى”، مشددًا على أن ملامح “كوماندوز” المغرب، أو التشكيل الأساسي الذي سيخوض نهائيات الكان، ستتضح بنسبة كبيرة بعد هذه الفترة. لذلك تحوّل المؤتمر المرتقب إلى حدث ينتظره الجمهور ووسائل الإعلام بلهفة، لما قد يحمله من مفاجآت سواء على مستوى الاستدعاءات أو الاستبعادات.

“الخط المستقيم”.. شعار المرحلة

في تصريحات سابقة، شبّه الركراكي هذه الفترة بما سماه “الخط المستقيم”، أي المرحلة التي لا تحتمل أي هامش للخطأ أو للتجريب. وأكد أن كل لاعب يرغب في حجز مكانه ضمن قائمة أسود الأطلس لأمم أفريقيا، عليه أن يُثبت جاهزيته الفنية والبدنية فورًا، لأن القطار على وشك الانطلاق.

واختار الاتحاد المغربي مواجهة البحرين وديًا بعد انسحاب منتخب إريتريا من مجموعة المغرب في التصفيات، ما منح “الأسود” يوم راحة، خاصة وأنهم ضمنوا التأهل إلى المرحلة التالية بعلامة كاملة بعد سلسلة انتصارات مثالية.

الركراكي أوضح أن اختيار البحرين فرضته الضرورة، إذ تعذر العثور على منتخب أفريقي مناسب للعب مباراة ودية، بينما رُفضت مقترحات مواجهة منتخبات بعيدة مثل اليابان وكوريا الجنوبية لطول المسافة، كما استُبعدت فكرة ملاقاة البرازيل في المغرب رغم وجود عرض تجاري لذلك. وبالتالي، ستكون هذه المباراة اختبارًا عمليًا لرؤية المدرب النهائية قبل الكان.

إصابات وغيابات تفرض نفسها

أكبر المتاعب التي تواجه الركراكي قبل هذه النافذة تتعلق بالإصابات، إذ تأكد رسميًا غياب نصير مزراوي، نجم مانشستر يونايتد، عن المعسكر للمرة الثالثة على التوالي، بعد إعلان ناديه حاجته إلى فترة علاج تمتد لشهر كامل.

وتكررت إصابات مزراوي في محطات حاسمة، سواء قبل مونديال قطر أو أمم أفريقيا السابقة، ما يزيد من قلق الجهاز الفني.

كما يرجح غياب سفيان رحيمي، جناح العين الإماراتي، الذي ابتعد عن معسكرات المنتخب مؤخرًا ولم يظهر في مباريات فريقه الأخيرة، ما يجعل استبعاده شبه مؤكد مع توفر بدائل جاهزة.

وتواصل لعنة الإصابات استبعاد المدافعين رومان سايس، لاعب السد القطري، وشادي رياض، مدافع كريستال بالاس، حيث لم يتعاف الأول من جراحة الكاحل، بينما يعاني الثاني من إصابة في الأربطة.

عودة منتظرة لعبد الصمد الزلزولي

في المقابل، تحمل القائمة المقبلة أنباء مفرحة بعودة بعض الوجوه البارزة.

 فقد تأكد وفق مصادر موقع “كووورة”، استدعاء عبد الصمد الزلزولي، جناح ريال بيتيس الإسباني، بعد غياب طويل دام ثلاثة معسكرات بسبب إصابة تعرض لها في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي أمام تشيلسي.

الركراكي تابع اللاعب عن قرب وأبدى إعجابه بمستواه بعد عودته، إذ نجح الزلزولي في تسجيل أهداف مؤثرة مع فريقه محليًا وأوروبيًا، ليصبح من أبرز الأوراق الهجومية التي يعوّل عليها المنتخب.

كذلك، سيشهد المعسكر عودة بلال نادير، متوسط ميدان مارسيليا، الذي راقبه الركراكي مؤخرًا في جولة أوروبية ونال رضاه.

أما المفاجأة فتمثلت في استدعاء يوسف الخديم، لاعب ألافيس الإسباني المعار من ريال مدريد، بعدما تألق مع فريقه الجديد وتفوق على آدم أزنو، لاعب إيفرتون الإنجليزي، الذي يعاني من قلة دقائق اللعب.

ملف حكيم زياش يفرض نفسه

أبرز عنوان متوقع أن يطغى على المؤتمر الصحفي هو ملف النجم حكيم زياش. فاللاعب المخضرم ما زال دون نادٍ بعد نهاية الفترة الاستدراكية لانتقالات اللاعبين الأحرار، وهو ما يهدد مشاركته في كأس أمم أفريقيا.

الركراكي كان قد أكد في المؤتمر السابق أنه سيمنح زياش فرصة أخيرة للعثور على فريق من أجل ضمه، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن غياب التنافسية سيصعّب عليه الدخول ضمن القائمة النهائية.

ويزداد موقف زياش صعوبة في ظل وجود منافسين أقوياء على مركزه، مثل إبراهيم دياز نجم ريال مدريد، وشمس الدين الطالبي لاعب سندرلاند الإنجليزي، والياس أخوماش جناح فياريال الإسباني. وإذا لم يحسم زياش مستقبله سريعًا، فمن المرجح أن يُعلن الركراكي رسميًا استبعاده، ما قد يُغلق فصلًا طويلًا من الجدل الذي رافق علاقة اللاعب بالمنتخب في السنوات الأخيرة.

معسكر استثنائي قبل “الكان”

يُدرك وليد الركراكي أن معسكر أكتوبر / تشرين الأول هو المحطة الأخيرة لاختبار أوراقه قبل انطلاق كأس أمم أفريقيا المقبلة. فقد أكد في أكثر من مناسبة أن “نافذة البحرين والكونغو” ستحدد بنسبة كبيرة ملامح التشكيل الأساسي وخياراته النهائية.

وبين الإصابات التي تُربك الحسابات، وعودة نجوم بارزين، والغموض الذي يلف مصير حكيم زياش، يبدو أن المؤتمر الصحفي المقبل لن يكون مجرد إعلان لقائمة لاعبين، بل حدث كروي يشغل جماهير المغرب وأفريقيا بأسرها.

بهذا المشهد المليء بالترقب، يترقب عشاق “أسود الأطلس” ما سيكشف عنه الركراكي، أملاً في رؤية منتخب متماسك قادر على استعادة أمجاد الكرة المغربية والتتويج القاري المنتظر.



المصدر – كوورة

By Sayed