مارسيليا يسعى لقطع سلسلة سلبية من بوابة نيوكاسل

BySayed

نوفمبر 24, 2025


يستضيف ملعب فيلودروم، واحدة من أكثر المباريات إثارة في الجولة الخامسة من دوري أبطال أوروبا، عندما يواجه مارسيليا الفرنسي، ضيفه نيوكاسل يونايتد، في مواجهة تحمل الكثير من الدلالات التاريخية.

ويبحث مارسيليا عن إعادة الهيبة الأوروبية على أرضه، أما نيوكاسل فيطمح لكتابة تاريخ جديد في مشاركته الثانية على التوالي تحت قيادة المدرب إيدي هاو.

التاريخ المشترك بين مارسيليا ونيوكاسل، ليس طويلا، لكنه مهم بما يكفي لإضفاء طابع خاص على هذه المواجهة. 

فقد التقى الفريقان سابقا في مناسبتين فقط، وذلك خلال موسم 2003-2004 في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي (المسمى القديم لليوروبا ليج)، وانتهت تلك المباراتان بتفوق مارسيليا الذي خرج متعادلا في مباراة الذهاب في إنجلترا، دون أهداف، قبل أن يحقق الفوز في الإياب بنتيجة 2-0، ليبلغ النهائي قبل أن يخسر اللقب لاحقا.

هذا السجل يمنح الفريق الفرنسي، أفضلية معنوية، لكنه لا يعكس بالضرورة واقع الفريقين اليوم.

ومن جانب نيوكاسل، فإن مواجهة مارسيليا، تُعد جزءًا من تاريخ طويل من زياراته لفرنسا في البطولات الأوروبية، إذ ستكون هذه المرة التاسعة التي يلعب فيها الفريق الإنجليزي خارج أرضه أمام فريق فرنسي.

ورغم عدد المواجهات، فإن حصيلة نيوكاسل تبدو هزيلة للغاية، إذ حقق الفوز مرة واحدة فقط من أصل ثماني مباريات سابقة، وكانت تلك المباراة أمام سوشو في عام 2004 عندما فاز بنتيجة 4-0.

ومنذ ذلك الحين، تتوالى النتائج السلبية للفريق الإنجليزي في الأراضي الفرنسية، مما يجعل رحلة نيوكاسل إلى “فيلودروم” اختبارا حقيقيا لطموحه الأوروبي المتجدد.

أما مارسيليا، فيدخل المواجهة، وهو يحمل، واحدة من أسوأ سلاسله في تاريخه أمام الأندية الإنجليزية، حيث فشل في تحقيق أي فوز في آخر 12 مواجهة جمعته بفرق إنجلترا في المسابقات الأوروبية، وخلال هذه السلسلة، تلقى الفريق الفرنسي 9 هزائم مقابل 3 تعادلات، ولم يسجل سوى 5 أهداف.

ويعود آخر انتصار لمارسيليا على فريق إنجليزي إلى عام 2010 عندما فاز على تشيلسي بهدف دون مقابل في دور المجموعات لدوري الأبطال.

هذه الأرقام تعكس حجم المعاناة التي يعيشها الفريق الفرنسي أمام الكرة الإنجليزية التي تتفوق عليه بدنيا وتكتيكيا في أغلب الأحيان.

وعلى مستوى المواجهة الفنية بين المدربين، يعود الصدام بين إيدي هاو وروبرتو دي زيربي إلى أيام الأخير في الدوري الإنجليزي، عندما كان يقود برايتون.

والتقى المدربان في 3 مباريات سابقة انتهت بفوز لكل منهما وتعادل واحد، في سلسلة شهدت تسجيل 11 هدفًا بمتوسط 3.7 هدف في المباراة الواحدة. 

هذا السجل يشير إلى أن المواجهة بينهما تكون في الغالب هجومية مفتوحة، وهو ما قد يزيد من احتمالية مشاهدة مباراة ممتعة بين مارسيليا ونيوكاسل في فيلودروم.

ويملك نيوكاسل في المقابل، فرصة لكتابة تاريخ جديد، إذ يسعى لتحقيق 4 انتصارات متتالية في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بعدما نجح في الفوز في مبارياته الثلاث السابقة، وهزم منافسين كبار في مشوار استثنائي حتى الآن. 

كما يدخل الفريق، اللقاء، محافظا على سلسلة مميزة من ثلاث مباريات دون أن يستقبل أي هدف، وهي أفضل سلسلة له من الشباك النظيفة في البطولة منذ مشاركته الأولى.

وعلى مستوى الأرقام الهجومية، يُظهر نيوكاسل هذا الموسم نسخة قوية للغاية في الثلث الأخير من الملعب، فقد سجل الفريق 10 أهداف خلال 4 مباريات فقط، وهو عدد يتجاوز ما سجله الفريق خلال مشاركته السابقة في البطولة تحت قيادة إيدي هاو، عندما سجل 6 أهداف في ست مباريات خلال موسم 2023-2024.

ويُعد الفريق، أحد خمسة فرق فقط في المسابقة، تمتلك معدل تحويل فرص يتجاوز 20%، إذ سجل عشرة أهداف من أصل 50 تسديدة، مما يعكس دقة عالية في إنهاء الهجمات.

ويبرز في هذا الجانب، نجم الفريق أنتوني جوردون، الذي أصبح أحد أهم أوراق هاو الهجومية، بعدما ساهم مباشرة في 5 أهداف خلال 4 مباريات، مسجلا 4 وصنع هدفا وحيدا، ولا يتفوق عليه من حيث المساهمة التهديفية هذا الموسم، سوى فيكتور أوسيمين.

وعلى المستوى التاريخي، فإن جوردون بات قريبا من سجل آلان شيرر، الذي كان قد حقق سبع مساهمات تهديفية في موسم 2002-2003، وإذا واصل جوردون تألقه، فقد يصبح قريبًا من تجاوز أحد أهم الأرقام الفردية في تاريخ نيوكاسل الأوروبي.

في المقابل، يمتلك مارسيليا، نقطة قوة تتمثل في الانسجام بين الثنائي بيير إيميريك أوباميانج وإيجور بايشاو، اللذين اشتركا في ثلاثة أهداف هذا الموسم عبر تمريرات حاسمة متبادلة، وهي الشراكة الأكثر إنتاجا بين أي ثنائي في دوري الأبطال حتى الآن، فهذا الانسجام يعطي مارسيليا فرصة مهمة للتحرك بفاعلية في الخط الأمامي رغم مشاكله الدفاعية.

ولكن المشكلة الأبرز التي يعاني منها مارسيليا هذا الموسم في دوري الأبطال، هي فقدان النقاط رغم التقدم في النتيجة. 

فقد أهدر الفريق الفرنسي 6 نقاط بعد أن كان متقدما، وهو الرقم الأسوأ بين جميع الفرق في البطولة، كما أنه الفريق الوحيد الذي خسر أكثر من مباراة بعد تسجيل الهدف الأول، وذلك خلال مواجهتين خسرهما أمام ريال مدريد وسبورتينج لشبونة بنتيجة 1-2 مما يشير إلى هشاشة دفاعية واضحة وافتقاد للتركيز في اللحظات الحاسمة.

وعلى الجانب الآخر من الملعب، يواصل نيوكاسل، تقديم أداء قوي على مستوى بناء اللعب واختراق خطوط الخصم، ويأتي ذلك بفضل تألق البرازيلي برونو جيمارايش، أكثر لاعبي الفريق قدرة على تحريك الكرة في المناطق المتقدمة.

فقد نفذ جيمارايش، أكبر عدد من التمريرات التي كسرت الخط الدفاعي للخصم في البطولة هذا الموسم بواقع تسع تمريرات، متساويًا مع جوشوا كيميتش.

كما يحتل نيوكاسل، المركز الثاني في عدد التمريرات التي تخترق الخط الخلفي للخصوم بإجمالي 32 تمريرة، ولا يتفوق عليه سوى أتلتيكو مدريد برصيد 35 تمريرة.



المصدر – كوورة

By Sayed