منظومة الميرنجي تفتقر لنجم باريس.. وغرفة الملابس لا ترحم
خوانخو ماكيدا، أحد خريجي أكاديمية ريال مدريد في الثمانينيات، لعب للفريق الأول في فترة ذهبية، وشارك في أكثر من 50 مباراة، محققًا لقبين للدوري الإسباني وعدة بطولات أخرى بقميص “الميرينجي”.
بعد اعتزاله، انتقل إلى التدريب، حيث عمل ضمن الجهاز الفني لريال مدريد كاستيا، ثم خاض تجارب في إسبانيا والمنطقة العربية، أبرزها مع الاتحاد السكندري المصري والمغرب التطواني المغربي.
ويتحدث ماكيدا في حوار خاص لكووورة، عن تقييمه لموسم ريال مدريد، وبداية حقبة مدرب الميرنجي الجديد تشابي ألونسو، والهزيمة القاسية برباعية نظيفة ضد باريس سان جيرمان في نصف نهائي مونديال الأندية.
إلى نص الحوار:
كيف تقيم هزيمة الريال الثقيلة من باريس سان جيرمان في كأس العالم للأندية؟
كانت خسارة مؤلمة لكن من وجهة نظري، لا تعكس حقيقة الفوارق بين الفريقين. ريال مدريد ارتكب خطأين قاتلين في أول عشر دقائق فقط، وديمبلي استغل ذلك بضغط عال وذكاء شديد. بعد تلك اللحظات، تغير شكل المباراة تمامًا، وفقد اللاعبون الثقة تدريجيًا.
تشابي ألونسو تولى المسؤولية قبل البطولة بأيام قليلة فقط، ولم يكن أمامه الوقت الكافي لبناء أفكار أو تحضير بدني. ومع ذلك، الوصول إلى نصف النهائي بهذا الوضع كان أمرًا إيجابيًا إلى حد كبير.
هل ترى أن تشابي ألونسو يمتلك مقومات النجاح مع ريال مدريد؟
تشابي مدرب موهوب جدًا، وما فعله مع باير ليفركوزن يثبت ذلك. استلم فريقًا مهددًا بالهبوط، ووصل به إلى دوري الأبطال، ثم توج بالدوري الألماني على حساب بايرن بعد سنوات من سيطرتهم المطلقة. هذا وحده كاف ليمنحه الثقة.
لكنه ليس مجرد مدرب واعد، بل أيضًا يعرف ريال مدريد جيدًا، ويمتلك شخصية قوية جدًا كلاعب سابق. إن حصل على دعم كامل من الإدارة، فأنا واثق أنه سيبني فريقًا تنافسيًا ومتماسكًا، ويعيد الروح للفريق.
هل ترى أن ريال مدريد بحاجة لتغيير أسلوبه؟
ريال مدريد تاريخيًا فريق مرن، قادر على التأقلم مع أي نظام. لكن الحقيقة أن كرة القدم الحديثة لم تعد تُكسب بالمواهب فقط، بل بالمنظومة الجماعية والتكتيك العالي.
الفريق سجل كثيرًا هذا الموسم، لكن الافتقار للتنظيم أضره في اللحظات الصعبة.
وجود نجوم مثل فينيسيوس وبيلينجهام ليس كافيًا إن لم يكن هناك هيكل تكتيكي صارم. على تشابي أن يطور هوية الفريق، ويغرس فكرة جماعية واضحة.
ما المراكز التي تراها بحاجة إلى تدعيم عاجل في ريال مدريد؟
حاليًا على المستوى العالمي، اللاعب الوحيد الذي أراه قادرًا على تقديم شيء مميز هو فيتينيا لاعب باريس سان جيرمان، الذي يعجبني كثيرًا، فهو منظم رائع للعب. وهذا بالضبط ما يفتقده ريال مدريد.
وأعتقد أن الفريق بحاجة إلى تعزيزات في ثلاثة مراكز أساسية: لاعب وسط منظم، ظهير أيسر، وقلب دفاع.
ما تقييمك لتجربة جونزالو جارسيا مع الفريق في المونديال؟ وهل يمكنه الاستمرار؟
جارسيا هداف بالفطرة، وكان الهداف الأول في جميع الفئات العمرية بالكاستيا. ورغم الدقائق القليلة التي لعبها، أثبت أنه لاعب منطقة حقيقي، ويمتلك حس تهديفي لا يتكرر كثيرًا.
ريال مدريد اليوم يمتلك مهاجمين مهاريين وذوي سرعة عالية مثل مبابي وفينيسيوس، لكنهم لا يملكون طبيعة رأس الحربة الكلاسيكي، الذي يقتنص الكرات العرضية ويتحرك داخل المنطقة. جارسيا قد يكون الورقة “البديلة” التي تحسم لك مباريات مغلقة، ومن المهم أن يحظى بفرصة حقيقية.
ما النصيحة التي توجهها لتشابي ألونسو في بداية مشواره مع ريال مدريد؟
النقطة الأهم هي أن يشعر أن قراراته تحظى بدعم الإدارة، وأن كل خطوة يخطوها تجد تأييدًا من الرئيس ومنظومة النادي. غرفة الملابس في ريال مدريد لا ترحم، والمدرب لا بد أن يكون صاحب القرار الأول.
تشابي لديه شخصية قوية، وإذا اضطر لاستبعاد نجم كبير مثل فينيسيوس أو مبابي من التشكيل لأي سبب فني، فسيقوم بذلك دون تردد المهم أن يحظى بدعم واضح من النادي.
التحدي الأكبر الآن ليس فقط بناء فريق فني، بل بناء احترام داخل غرفة الملابس، وهذا لن يتحقق إلا عندما يعلم اللاعبون أن قرارات تشابي محسومة ومدعومة من الإدارة.