مانشستر يونايتد ينتظر 4 مباريات مصيرية.. هل تغير موسمه؟

BySayed

أكتوبر 16, 2025


يستعد المدرب روبن أموريم لخوض واحدة من أهم فترات الموسم مع مانشستر يونايتد، وهو يشعر بشيء من التفاؤل الحذر، بعد أن التقط فريقه أنفاسه أخيرا قبل فترة التوقف الدولي بفوز مريح على سندرلاند 2-0.

هذا الانتصار أوقف موجة الانتقادات التي لاحقت المدرب البرتغالي عقب السقوط المهين أمام برينتفورد، وأعاد بعض الثقة المفقودة داخل جدران “أولد ترافورد”.

لكن مانشستر يونايتد سيخوض في الفترة المقبلة 4 مباريات صعبة، من المتوقع أن تشكل معالم موسمه، وستحدد ما إذا كان قادرا على احتلال مركز مؤهل إلى دوري أبطال اوروبا الموسم المقبل على أقل تقدير.

يدخل يونايتد المرحلة المقبلة وهو على موعد مع 4 مواجهات نارية قد تحدد ملامح موسمه: البداية من ملعب “أنفيلد” بمواجهة ليفربول، ثم برايتون في أولد ترافورد، تليها رحلتان خارج الديار أمام نوتنجهام فورست وتوتنهام.

تبدو هذه السلسلة كاختبار حقيقي لمدى قدرة أموريم على إعادة بناء الفريق ذهنيا وفنيا، خصوصا بعد أن أكد المالك الجزئي للنادي، السير جيم راتكليف، دعمه للمدرب قائلا إن مشروعه يحتاج إلى ثلاث سنوات حتى تظهر بصماته بوضوح، مشيرا إلى أن السير أليكس فيرجسون نفسه احتاج وقتًا طويلًا قبل أن يفرض هيبته.

لكن أموريم يدرك أن الكلمات لا تعني شيئا إن لم يصاحبها تقدم فعلي في النتائج؛ فاحتلال المركز الخامس عشر الموسم الماضي كان الأسوأ للنادي منذ موسم الهبوط 1973-1974، ولا أحد من جماهير يونايتد سيقبل بتكرار هذا السيناريو.

الفوز على سندرلاند رفع الفريق إلى المركز العاشر، وهي المرة الثانية فقط هذا الموسم التي يظهر فيها في النصف الأعلى من الجدول، لكنه ما زال يبحث عن فوزه الأول في مباراتين متتاليتين منذ أكثر من عام.

اختبار ليفربول.. المهمة المستحيلة

زيارة “أنفيلد” تمثل أصعب مهمة ممكنة، إذ لم يحقق يونايتد الفوز هناك منذ العام 2016، ولم يسجل سوى هدف واحد في 8 زيارات قبل الموسم الماضي.

وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، تمكن الفريق من انتزاع تعادل 2-2 بعدما تقدّم بفضل ليساندرو مارتينيز، قبل أن ينقذه أماد ديالو بهدف متأخر، بينما أضاع هاري ماجواير فرصة ثمينة لحسم الفوز في الوقت القاتل.

وقال أموريم يومها: “حين نلعب بتركيز ونقاتل على كل كرة ونعاني حتى النهاية، نصبح فريقا جيدا. لكن إن لم نفعل ذلك دومًا، سنخسر المباريات”.

برايتون في أولد ترافورد.. عقدة مستمرة

بعد أسبوع، سيستقبل يونايتد برايتون، الخصم الذي تحوّل إلى عقدة حقيقية، إذ فاز الأخير بثلاث مباريات متتالية في الدوري على أرض “أولد ترافورد”.

في لقاء كانون الثاني (يناير) الماضي خسر يونايتد 1-3 بعد أداء باهت. فبعد أن عادل النتيجة من ركلة جزاء نفذها برونو فرنانديز، عاد الدفاع ليرتكب أخطاء قاتلة، حيث ترك نصير مزراوي مساحته لميتوما الذي سجل الثاني، ثم ارتكب الحارس أندريه أونانا هفوة فادحة حين فلتت الكرة من يده دون ضغط لتصل إلى روتر الذي أودعها الشباك.

لم يتمالك أموريم أعصابه بعد المباراة وقال بانفعال: “في آخر عشر مباريات بالدوري فزنا باثنتين فقط. تخيّلوا شعور مشجع مانشستر يونايتد، وتخيّلوا شعوري أنا. نحن أسوأ فريق ربما في تاريخ النادي”.

نوتنجهام فورست.. جرح اسمه إيلانجا

في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)، يحل يونايتد ضيفا على نوتنجهام فورست في ملعب “سيتي جراوند”، حيث خسر الموسم الماضي بالنتيجة نفسها 0-1.

الأسوأ أن الهدف جاء بتوقيع أنتوني إيلانجا، اللاعب الذي تخلّى عنه النادي مقابل 15 مليون جنيه إسترليني العام 2023، حيث انطلق السويدي الشاب من منتصف الملعب بعد ركلة ركنية ليونايتد، وتباطأ مزراوي في اللحاق به، فسدد الكرة بثقة داخل المرمى.

وعلّق أموريم يومها قائلا: “هدف من هجمة مرتدة بعد ركنية لنا! لا يمكن أن نتلقى مثل هذا الهدف”.

توتنهام.. عقدة متجددة

آخر محطات السلسلة ستكون أمام توتنهام في لندن في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد أن عانى يونايتد من الهزيمة أمامه أربع مرات الموسم الماضي، أبرزها في نهائي الدوري الأوروبي الذي حرم الفريق من المشاركة في دوري الأبطال.

في شباط (فبراير) الماضي خسر يونايتد 0-1 بهدف مبكر لجيمس ماديسون، وهو الفوز الثالث لتوتنهام على الشياطين الحمر في موسم واحد، وهو إنجاز لم يتحقق منذ 2012-2013.

وقال أموريم وقتها باقتضاب: “الفرق الوحيد في المباراة أنهم سجلوا ونحن لم نفعل”.

بين الأمل والاختبار

يعرف أموريم أن هذه المباريات الأربع قد تصنع أو تهدم موسمه. فالفريق بحاجة إلى سلسلة انتصارات تخرجه من حالة الركود وتعيد الإيمان بالمشروع الذي بدأه قبل عام.

التحدي ليس في مواجهة ليفربول فحسب، بل في كيفية التعامل مع الضغوط بعد ذلك، أمام فرق أقل بريقًا ولكن أكثر تنظيما.

المدرب البرتغالي يملك فلسفة واضحة تعتمد على الانضباط والضغط العالي، لكن تطبيقها في “أولد ترافورد” ما زال متعثرًا، بين أخطاء دفاعية متكررة، وتراجع الثقة، وغياب الاستقرار في التشكيل.

إن نجح يونايتد في تجاوز هذه المرحلة بنتائج إيجابية، فسيكون ذلك نقطة تحوّل حقيقية في مسيرة أموريم مع الفريق. أما إذا تكررت إخفاقات الموسم الماضي، فقد لا تنفعه تصريحات الدعم من الملاك ولا مقارنات الصبر مع حقبة فيرجسون؛ لأن جمهور يونايتد، الذي صبر طويلا، يريد أخيرا أن يرى فريقه “يقاتل على كل كرة” كما وعد مدربه، لا أن يعيش على ذكريات الماضي.



المصدر – كوورة

By Sayed