“أنا أنفخ الفقاعات إلى الأبد”.. ربما يبقى واحد من أشهر هتافات الجماهير في ملاعب كرة القدم، ويحرص مشجعو وست هام على غناء تلك الأغنية منذ ما يقرب من 100 عام.
فهناك بعض الأغاني، التي ترتبط بنادٍ لكرة القدم، ارتباطًا وثيقًا، لدرجة أن البعض ينسى أن لها تاريخًا قبل أن تصبح مرتبطة باللعبة بهذا الشكل.
هتاف ليفربول “You’ll Never Walk Alone” (لن تسير وحيدًا أبدًا)، الذي يردده المشجعون حاملين الأوشحة في الأنفيلد وحول العالم، هو خير مثال على ذلك، فقد انتقل من منطقة ميرسيسايد إلى العديد من الأندية الأخرى حول العالم.
ومثال آخر هو أغنية وست هام “I’m Forever Blowing Bubbles” (أنا أنفخ الفقاعات إلى الأبد)، والتي أصبحت مرادفة للنادي الواقع في شرق لندن.
لماذا يغني مشجعو وست هام أغنية “أنا أنفخ الفقاعات إلى الأبد”؟
يعود ارتباط وست هام بأغنية “I’m Forever Blowing Bubbles” إلى ما يقرب من قرن من الزمان، فقد تبناها النادي بعد فترة وجيزة من نشرها، بعد أن ظهرت لأول مرة في مسرحية برودواي الموسيقية “The Passing Show” عام 1918.
إذًا، كيف شقت أغنية ناجحة في برودواي طريقها من نيويورك إلى أبتون بارك، الملعب الذي كان موطنًا لفريق “المطارق” لأكثر من 110 أعوام؟
حققت هذه الأغنية، التي كتب لحنها، جون كيليت، ونُسبت كلماتها إلى جان كينبروفين، نجاحًا كبيرًا في عشرينيات القرن الماضي، وقدمها جميع المطربين والفرق الموسيقية الكبرى في تلك الحقبة.
وهكذا، وصلت إلى قاعات الموسيقى البريطانية في أوائل العشرينيات، بما في ذلك تلك الموجودة في لندن.
وبعد عدة سنوات، استولى وست هام على الأغنية وجعلها خاصة به، وإن كان ذلك عبر مسار معقد يتضمن بيلي جي موراي، اللاعب في مدرسة “بارك سكول” المحلية الذي لُقب بـ “Bubbles” (الفقاعات).
وقد أخذ هذا الاسم بسبب تشابهه مع شخصية في لوحة “Bubbles” الشهيرة للرسام ميلايس، والتي كانت تُستخدم في إعلان لصابون في ذلك الوقت، وكان مدير المدرسة كورنيليوس بيل يتخذ على عاتقه، مهمة غناء أغنية “أنا أنفخ الفقاعات إلى الأبد” عندما كان أداء الفريق ممتازًا.
وكان مدير المدرسة، صديقًا مقربًا لمدير وست هام تشارلي بينتر، وكان يعرف العديد من لاعبي وست هام من خلال كرة القدم المدرسية، وبمجرد تزامن هذه العلاقة، بدأ المشجعون من تلقاء أنفسهم في غناء “أنا أنفخ الفقاعات إلى الأبد”، وظلت الأغنية عالقة بالفريق منذ ذلك الحين.
وعلى مر السنين، اتخذت الأغنية أشكالًا مختلفة، ففي عام 1980، خلال فترة البانك (فترة موسيقية ظهرت في منتصف السبعينيات)، قامت فرقة Cockney Rejects بإعادة تقديم الأغنية بطريقة معاصرة، على سبيل المثال.
بينما في الأول من سبتمبر 2018، احتفالًا بمرور 100 عام على الأغنية، قدمت فرقة Alex Mendham & His Orchestra ترتيبًا خاصًا للأغنية في ملعب لندن، الموطن الجديد لفريق “المطارق” بعد مغادرة أبتون بارك.
وجعلت الأغنية، الفقاعات، جزءًا غير عادي من تجربة يوم المباراة عند مشاهدة وست هام، حيث وصل هذا التقليد إلى أقصى الحدود في 16 مايو 1999، عندما قام ما يقرب من 24 ألف مشجع بنفخ الفقاعات لمدة دقيقة واحدة لتسجيل رقم قياسي عالمي جديد.
واعتاد عشاق كرة القدم على مشاهدة الفقاعات تملأ ملعب فريق وست هام قبل انطلاق مبارياته في البريميرليج.