مبابي ملك الهاتريك وكورتوا مستر أسيست.. أرقام قياسية للريال في ليلة الخماسية

BySayed

سبتمبر 30, 2025


واصل ريال مدريد كتابة صفحات جديدة في سجله الأوروبي العريق، بعدما حقق فوزًا كاسحًا بخماسية نظيفة على مضيفه كيرات ألماتي الكازاخستاني، ضمن الجولة الثانية من الدور الرئيسي في دوري أبطال أوروبا.

النتيجة الكبيرة لم تكن مجرد انتصار عادي، بل جاءت محمّلة بالأرقام القياسية والإحصائيات اللافتة التي نشرتها شبكة “أوبتا” لتسلط الضوء على قوة الفريق الملكي، وعلى وجه الخصوص نجمه الفرنسي كيليان مبابي، الذي خطف الأضواء بهاتريك تاريخي جديد.

عودة إلى الانتصارات الكبيرة

هذا الفوز العريض يُعد الأول لريال مدريد في دوري الأبطال بفارق خمسة أهداف أو أكثر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين سحق شاختار دونيتسك الأوكراني بخماسية نظيفة أيضًا، وخارج أرضه.

هذا التشابه بين المباراتين يعكس شخصية الريال التي تتجلى في المواعيد الأوروبية، إذ يعرف الفريق كيف يستعيد هيبته بعد الكبوات، ويؤكد أنه يظل حاضرًا كأحد أقوى المرشحين مهما تغيّرت الظروف.

مبابي.. ملك الهاتريك الأوروبي

أما نجم السهرة بلا منازع فكان كيليان مبابي، الذي واصل تحطيم الأرقام القياسية. فقد دون الفرنسي الهاتريك الرابع في مسيرته بدوري أبطال أوروبا، ثلاثة منها جاءت خارج الديار، ليعادل الرقم التاريخي المسجل باسم فيليبو إنزاجي أسطورة ميلان كأكثر اللاعبين تسجيلًا للثلاثيات خارج ملعبهم في تاريخ البطولة.

ما يميز مبابي ليس فقط غزارة أهدافه، بل توقيتها وتأثيرها، حيث بات أول لاعب في تاريخ ريال مدريد يسجل الأهداف الثلاثة الأولى للفريق في نسخة واحدة من دوري الأبطال.

هذا الرقم يعكس الدور القيادي الذي بدأ يمارسه مبابي منذ وصوله إلى لصفوف الميرنجي، الصيف قبل الماضي إذ لم يتأخر في حمل مسؤولية تسجيل الأهداف وصناعة الفارق.

كورتوا.. الحارس الممرر التاريخي

ومن بين اللحظات الفريدة في اللقاء، جاءت صناعة تيبو كورتوا للهدف الثاني.

فالحارس البلجيكي أرسل كرة طويلة تحولت إلى تمريرة حاسمة، استفاد منها مبابي بلمسة ساحرة فوق الحارس الكازاخستاني.

وبهذه التمريرة، أصبح كورتوا ثاني حارس مرمى في تاريخ ريال مدريد يصنع هدفًا في دوري الأبطال، بعد سلفه سانتياجو كانيزاريس الذي صنع هدفًا أمام أولمبياكوس في أكتوبر/تشرين الأول 1997.

هذا الرقم يبرز القيمة المضافة لكورتوا، ليس فقط كحارس مرمى عملاق في التصديات، بل أيضًا كعنصر يساهم في بناء الهجمات من الخلف.

ركلات الجزاء تسجل حضورًا تاريخيًا

إحصائية أخرى لافتة أكدت أن ريال مدريد أصبح ثاني فريق في تاريخ دوري الأبطال يسجل أول ثلاثة أهداف له في نسخة واحدة من البطولة عبر ركلات الجزاء، بعد سالزبورج النمساوي في موسم 2021/22.

صحيح أن هدفي مبابي الثاني والثالث لم يأتيا من نقطة الجزاء، لكن البداية عبر ركلة الجزاء أمام كيرات كانت كافية لتأكيد هذا الرقم الغريب الذي يعكس أحيانًا كيف تُغير التفاصيل الصغيرة مسار المباريات.

شخصية البطل بعد كبوة الديربي

الانتصار لم يكن مجرد مباراة أوروبية، بل كان بمثابة مصالحة للجماهير بعد السقوط المؤلم أمام أتلتيكو مدريد بخماسية مقابل هدفين في الديربي.

الأداء أمام كيرات جاء بمثابة رد عملي على الانتقادات، حيث ظهر الفريق أكثر تنظيمًا وفعالية. فالأرقام تؤكد أن الريال لم يكتفِ بالتسجيل، بل سيطر على المباراة وخلق فرصًا عديدة، بينما أظهر لاعبوه رغبة واضحة في استعادة الثقة، بقيادة مبابي.

دلالات الانتصار

هذا الفوز يمنح ريال مدريد 6 نقاط كاملة في الصدارة مؤقتًا، ويمنحه دفعة معنوية هائلة لمواصلة المشوار الأوروبي بثقة.

لكنه أيضًا يسلط الضوء على الديناميكية الجديدة للفريق بقيادة المدرب تشابي ألونسو، الذي بدأ يُظهر بصمته التكتيكية رغم قصر الفترة التي قضاها. فالمزيج بين الأسماء الشابة مثل مستانتوونو وأردا جولر، وبين الخبرة التي يمثلها مبابي وكورتوا، يشير إلى أن الريال يسير بخطوات ثابتة نحو بناء فريق متكامل يوازن بين الحاضر والمستقبل.

وبجانب الأرقام المميزة التي رافقت الانتصار، لا يمكن إغفال البُعد النفسي والمعنوي الذي اكتسبه ريال مدريد من هذه الخماسية. الفريق كان في حاجة ماسة لانتصار عريض يعيد له الثقة بعد الكبوة المحلية الأخيرة، فجاء الرد في دوري الأبطال بأفضل صورة ممكنة.

المباريات الأوروبية دائمًا ما تمثل المرآة الحقيقية لشخصية الميرنجي، وفي كازاخستان ظهر المعدن الأصيل للفريق، حيث لعب بتركيز عالٍ وروح جماعية واضحة، مع إصرار على تسجيل المزيد من الأهداف حتى الثواني الأخيرة.

كذلك، عكست مشاركة الأسماء الشابة مثل أردا جولر ومستانتونو رغبة الجهاز الفني في المزج بين الخبرة والطموح الجديد، ما يجعل الفوز لا يحمل فقط قيمة حالية، بل أيضًا رسالة للمستقبل بأن ريال مدريد يبني فريقًا قادرًا على المنافسة لسنوات قادمة. هذا البُعد المعنوي يمنح الريال زخمًا كبيرًا وهو يدخل المراحل المقبلة من البطولة.



المصدر – كوورة

By Sayed