خرج كيليان مبابي نجم ريال مدريد، عن صمته، بعد تعرضه لانتقادات حادة، إثر فشل مغامرته حتى الآن مع نادي كان الفرنسي، الذي يملكه.
وأصبح مبابي، مالكًا لنادي كان في صيف عام 2024، وبعد إتمام عملية الشراء رسميًا، أصبح أصغر مساهم رئيسي في تاريخ كرة القدم الفرنسية، رغم أن الإدارة التي عينها لإدارة النادي، كانت محل جدل وانتقادات واسعة.
ولم تنجح مغامرة كيليان مبابي مع كان حتى الآن، لدرجة أن الفريق هبط في شهر مايو/آيار الماضي، إلى دوري الدرجة الثالثة، واضطر هذا الأسبوع إلى تقليص عدد موظفيه بسبب وضعه المالي الصعب.
وبحسب صحيفة آس الإسبانية، فإن مبابي، البالغ من العمر 26 عاما، دخل في معركة كلامية مع مغني الراب الفرنسي الشهير أوريلسان، بسبب نادي كان.
وتعرض مبابي، لانتقادات حادة من مغني الراب أوريلسان، أحد أبرز مشجعي النادي، الذي هاجم قائد المنتخب الفرنسي، في أغنية بعنوان “الصوت الصغير” La Petite Voix.
وجاء في الأغنية “ستغرق مدينتك مثل آل مبابي”، مما أثار رد فعل فوري من لاعب ريال مدريد، على وسائل التواصل الاجتماعي.
ورد كيليان مبابي بسخرية، داعيًا مغني الراب أوريلسان إلى زيارة المدينة من أجل “إنقاذها”، بعد الانتقادات التي تلقاها من أحد أبرز الوجوه في عالم الموسيقى الفرنسية.
وقال مبابي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي إكس “أنت مدعو لإنقاذ المدينة التي تحبها كثيرًا يا أوريلسان”.
وتابع “ملاحظة: هذا الرجل لم يفعل سوى التوسّل إلينا ليحصل على نسبة 1% دون أن يدفع شيئًا، لأنه مفلس، لكنه أراد فقط أن يبدو بصورة الشاب النورماندي الطيب”.
ويحتل نادي كان، الذي كان من الفرق المعتادة في الدوري الفرنسي خلال هذا القرن، المركز العاشر حاليًا في دوري الدرجة الثالثة، ويسعى خلال الأشهر المقبلة إلى الاقتراب من مراكز الصعود.
صفقة شراء كان
في 25 سبتمبر/أيلول 2024، أتم كيليان مبابي رسميًا، صفقة شراء نادي كان، ليُصبح أصغر مالك في تاريخ أندية كرة القدم.
ويُعد النادي النورماندي، أول تجربة استثمارية للنجم الفرنسي، وهو الفريق الذي خضع لاختبار في صفوفه عندما كان طفلًا، لكنه لم يُقبل في النهاية.
وقد حدّد مبابي، هدفه الأول مع النادي بوضوح، وهو الصعود إلى الدوري الفرنسي الأول.
وأصبحت شركة Interconnected Ventures، المملوكة لمبابي، المساهم الرئيسي في كان، إذ استحوذت على 80% من أسهم النادي، فيما احتفظ المالك السابق بيار أنطوان كابتون بنسبة 20% المتبقية.
وبهذه الخطوة، أطلق كيليان مبابي، أول استثمار له في ناد لكرة القدم، مقتديًا بعدد من اللاعبين الذين سبقوه إلى هذا المجال، مثل نجولو كانتي، زميله في المنتخب الفرنسي الفائز بكأس العالم 2018، ومالك نادي رويال إكسلسيور فيرتون البلجيكي.
وأنجز كان، صفقته الأولى في حقبة مبابي، بالتعاقد مع الدولي الفرنسي يان مفيلا، الذي كشف في مقابلة، كيف أقنعه مبابي بالانضمام إلى مشروع النادي النورماندي، قائلًا “تلقيت مكالمة من مبابي، وكان بصحبة والدته”.
وتابع “كيليان يعرفني جيدًا، وأنا أيضًا أعرفه جيدًا، ووالدته ستعرفني أكثر مستقبلًا. حدثني عن المشروع وما ينتظره مني. وفي اليوم التالي التقيت والدته وتوصلنا إلى اتفاق”.
نشأة مبابي
يُعد كيليان مبابي، أحد أبرز نجوم كرة القدم الحديثة، لاعب جمع بين الموهبة الفطرية، السرعة الخاطفة، والطموح اللا محدود، ليصبح رمزًا لجيل جديد من اللاعبين الذين تجاوزوا حدود المستطيل الأخضر نحو التأثير العالمي.
وُلد كيليان مبابي في 20 ديسمبر/كانون أول 1998 في العاصمة الفرنسية باريس، ونشأ في بلدية بوندي، وهي منطقة شعبية عُرفت بولادة عدد من المواهب الكروية.
والده ويلفريد مبابي، من أصل كاميروني، وكان يعمل مدربًا في أحد الأندية المحلية، بينما والدته فايزة العماري، من أصول جزائرية وكانت لاعبة كرة يد.
هذا الخليط الثقافي والرياضي، شكل شخصية كيليان مبابي منذ الصغر، إذ ورث الانضباط من والده، والعزيمة من والدته.
ويعيش كيليان مبابي، فترة مميزة مع ناديه ريال مدريد، خلال موسمه الثاني مع الملكي، منذ انضمامه في صيف 2024، في صفقة انتقال حر، بعد نهاية عقده مع باريس سان جيرمان.
ويتصدر مبابي، جدول ترتيب هدافي الدوري الإسباني هذا الموسم برصيد 13 هدفا، بعد مرور 11 جولة.
كما حصد اللاعب الفرنسي، جائزة هداف الليجا خلال الموسم الماضي، برصيد 31 هدفا، وتوج أيضًا بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي.
وتسلم مبابي، يوم الجمعة الماضي، جائزة الحذاء الذهبي لموسم 2024-2025، في مقصورة ملعب سانتياجو برنابيو.
وقال مبابي في كلمته “أريد الاستمرار في كتابة التاريخ.. لقد سجلت 31 هدفًا، وبدأت هذا الموسم بشكل رائع، وبالطبع أريد الفوز بها مرة أخرى في عام 2026”.
وتابع “أودّ أن أشكر زملائي الذين ساعدوني دائمًا على إظهار أفضل نسخة من كيليان. لدينا مجموعة مذهلة، ونأمل أن نحقق العديد من الألقاب هذا الموسم”.
وأضاف “من الرائع اللعب لريال مدريد، فقد كان حلم طفولتي وأنا الآن أعيش هذا الحلم. أتمنى الاستمرار هنا لسنوات طويلة، لأمنح السعادة لجماهيرنا التي منحتني الحب منذ اليوم الأول لوصولي، بل حتى قبل ذلك”.