أثار كيليان مبابي، نجم ريال مدريد، موجة غضب واسعة في فرنسا، بعدما غادر معسكر منتخب بلاده قبل مواجهة أذربيجان، بداعي معاناته من التهاب في الكاحل الأيمن، وهي الإصابة التي تلازمه منذ فترة.
الاتحاد الفرنسي أعلن رسميًا أن اللاعب سيخضع لفحوصات في ريال مدريد، بعد منحه الإذن بمغادرة المعسكر، الأمر الذي بدا طبيعيًا في البداية.
لكن تطورات الساعات اللاحقة، فجرت الجدل، فبدلًا من السفر إلى إسبانيا، اتجه مبابي إلى دبي، لاستغلال أيام الراحة التي منحها المدرب تشابي ألونسو للاعبي ريال مدريد.
ثم ظهرت صور عبر منصات التواصل الاجتماعي، تُظهر وجود مبابي في نادي البادل “Padel One”، مرتديًا الملابس الرياضية، مما زاد من علامات الاستفهام حول طبيعة إصابته وحدود نشاطه خلال الإجازة.
هذه التفاصيل أشعلت انتقادات حادة من الصحافة الفرنسية، تجاه اللاعب كيليان مبابي والاتحاد الفرنسي لكرة القدم.
صحيفة “ليكيب” نقلت عن مصادر داخل المنتخب، تأكيدها بأن بيان الاتحاد كان صحيحًا بالكامل، وأنه لم يكن هناك أي تلاعب في ذكر سبب استبعاد اللاعب أو وجهة الفحوصات المقررة.
وتضيف المصادر أن مسؤولية كيليان مبابي بعد مغادرته المعسكر، أصبحت تقع بالكامل على عاتق نادي ريال مدريد، وليس على المنتخب الفرنسي.
تعليق رئيس الاتحاد الفرنسي
علق فيليب ديالو، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، على رحلة كيليان مبابي، قائد منتخب فرنسا، إلى دبي.
وقال ديالو في تصريحات نقلتها صحيفة آس “لا أحد يعلو فوق المنتخب.. الأطباء لاحظوا وجود التهاب في كاحل مبابي، ونظرًا لعدم أهمية مباراة أذربيجان، فقد تم اتخاذ إجراء احترازي باستبعاده وإعادته إلى ريال مدريد”.
وتابع “حتى لو كان كيليان حاضرًا في أذربيجان، لم يكن ليبدأ المباراة بشكل أساسي أو يشارك من الأساس، لذا بالنسبة لي الأمر (سفره إلى دبي) ليس مهمًا”.
ووصف رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، ما يحدث بأنه “تحرش” بحياة اللاعب الخاصة، وهو أمر مرفوض.
وقال “إنه شاب، يمتلك شهرة واسعة، ولم يعد قادرًا على التحرك والخروج للأماكن العامة وممارسة حياته الطبيعية.. ألا يمكننا أن نمنحه بعض الحرية ومساحة للتنفس في حياته؟”.
صدمات واجهها مبابي
تحقق حلم كيليان مبابي، بالانتقال إلى صفوف ريال مدريد، لكن موسمه الأول في قلعة سانتياجو برنابيو، كان كابوسا، حيث خسر الفريق، كل البطولات، وانهزم 4 مرات أمام غريمه برشلونة بنتائج ثقيلة في الليجا وكأس ملك إسبانيا وكأس السوبر الإسباني، وودع دوري أبطال أوروبا من دور الثمانية بالخسارة ذهابا وإيابا أمام آرسنال الإنجليزي.
وتزامن مع ذلك، تحقيق النادي الباريسي للقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، بل وكسر كبرياء ريال مدريد ومبابي معًا بفوز عريض في كأس العالم للأندية برباعية دون رد في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقبل وصوله إلى ريال مدريد، كان مبابي يتعافى من صدمة قاسية مع منتخب بلاده في يورو 2024، حيث تأثر بإصابة قوية تعرض لها في بداية المشوار بكسر في الأنف، تسبب لاحقا في مشاكل أكبر استمرت لأشهر، وغاب عن معسكر منتخب بلاده أكثر من مرة، بداعي التركيز أكثر مع فريقه ريال مدريد، ليكون لائقا فنيا وبدنيا للمشاركة مع فرنسا في اختبارات أقوى.
وتسببت رغبة مبابي في ضجة إعلامية وجماهيرية كبيرة ضده، وصلت إلى مطالبة البعض بالتشكيك في أحقيته بارتداء شارة قيادة المنتخب، التي استحوذ عليها بقرار من المدرب ديديه ديشامب منذ أوائل عام 2023.
وفي العام الماضي، كانت بصمة كيليان مبابي ضعيفة للغاية مع “الديوك”، حيث شارك في 11 مباراة، اكتفى خلالها بتسجيل هدفين فقط إضافة إلى 4 تمريرات حاسمة.
وأقر كيليان مبابي، خلال مؤتمر صحفي قبل انطلاق معسكر الديوك للشهر الجاري، بأنه عاش فترة صعبة مع منتخب بلاده في 2024، ويريد ختاما جيدا لهذا العام، وهو ما تحقق بمساهمته المباشرة في تأهل منتخب فرنسا لكأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
حال مبابي يتبدل
بالفعل، تبدل حال مبابي، رأسًا على عقب طوال العام الحالي بعد انتهاء ارتباطات الديوك في الشهر الجاري، حيث انتظم نجم ريال مدريد في جميع معسكرات منتخب بلاده على مدار أشهر مارس/آذار ويونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين أول ونوفمبر/تشرين ثان.
وترك قائد الديوك، بصمة رقمية ربما تعد الأقوى مع منتخب بلاده منذ بداية مسيرته الدولية في عام 2017، حيث خاض 8 مباريات دولية مع فرنسا هذا العام، ساهم في ستة انتصارات مقابل خسارتين فقط.
وفي 8 مباريات، سجل كيليان مبابي 7 أهداف مقابل 5 تمريرات حاسمة، ونجح في هز شباك المنافسين خلال آخر 6 مباريات متتالية له، وذلك قبل إعفائه من خوض المباراة الأخيرة في تصفيات المونديال أمام أذربيجان الأحد الماضي، لشكواه من آلام طفيفة في كاحل قدمه، ليعود ليستكمل علاجه داخل جدران نادي ريال مدريد.
وبهذا المعدل القوي، أكمل كيليان مبابي مع منتخب فرنسا، انطلاقته القوية للغاية مع ريال مدريد هذا الموسم، حيث سجل 18 هدفا في 16 مباراة، بواقع 13 هدفا في 12 مباراة بالدوري الإسباني، وخمسة أهداف بعد مرور أربع جولات من مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا.