في أول تعليق رسمي من فريق الدفاع عن رمضان صبحي، نجم بيراميدز والمنتخب المصري السابق، كشف المحامي هاني زهران عن تفاصيل القرار الصادر عن محكمة التحكيم الرياضي الدولية «كاس» في لوزان، والتي قضت بإيقاف اللاعب لمدة أربع سنوات، بعد قبول الطعن المقدم من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) ضد قرار لجنة الاستماع التابعة للمنظمة المصرية لمكافحة المنشطات «النادو»، والتي كانت قد برأت اللاعب من تهمة التلاعب في عينات تحليل المنشطات.
وأوضح زهران، في تصريحات خاصة لـ«كووورة»، أن الحكم يُعد محطة جديدة في «ملف معقد للغاية»، مؤكدًا في الوقت نفسه أن القرار ليس نهائيًا، وأن الفريق القانوني بدأ بالفعل في إعداد طعن أمام المحكمة الفيدرالية السويسرية، وهي الجهة القضائية الأعلى القادرة على مراجعة بعض قرارات «كاس» في حالات محدودة تتعلق بسلامة الإجراءات وحياد المحكمة.
وقال زهران: «صدر اليوم حكم من محكمة التحكيم الرياضي بلوزان يقضي بقبول طعن وادا على قرار لجنة الاستماع بالنادو الصادر لصالح رمضان صبحي، كما أصدرت المحكمة قرارًا بإيقاف اللاعب لمدة أربع سنوات. لكننا نؤكد أن القضية لم تُغلق، وأننا نتجه خلال الأيام المقبلة لتقديم طعن أمام المحكمة الفيدرالية السويسرية، ولدينا أسباب جادة سيتم طرحها ضمن المدة القانونية».
وأشار زهران إلى أن فريق الدفاع يمتلك مستندات وإجراءات قانونية «مهمة»، يرى أنها قد تؤثر بشكل مباشر على سلامة الحكم الصادر، مؤكدًا أن المحكمة الفيدرالية السويسرية لا تعيد مناقشة الوقائع أو الجوانب الفنية للقضية، لكنها تراجع الإجراءات ومدى احترام محكمة «كاس» لمعايير العدالة والحياد.
وأضاف: «نحن الآن بصدد إعداد ملف قانوني شامل، يتضمن ملاحظات جوهرية على سير جلسات القضية أمام كاس. ونثق بأن لدينا أسبابًا قوية ووجيهة للطعن سوف نعرضها على المحكمة خلال المهلة القانونية».
EPA
مسار القضية منذ بدايتها
وتعود القضية إلى الموسم الماضي، عندما خضع رمضان صبحي لفحص منشطات روتيني، لتظهر لاحقًا شكوك حول وجود تلاعب في العينة. وبعد دراسة معمقة للملف، أصدرت لجنة الاستماع في النادو قرارًا ببراءة اللاعب، معتبرة أنه لا توجد أي أدلة مباشرة تثبت تورطه في مخالفة.
غير أن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات لم تتقبل الحكم، فتقدمت بطعن رسمي أمام محكمة التحكيم الرياضي «كاس»، مطالبة بإدانة اللاعب وتطبيق العقوبة القصوى. وبعد جلسات امتدت أشهرًا عدة، انتهت المحكمة اليوم إلى قبول طعن وادا وإلغاء قرار النادو، لتقرر إيقاف اللاعب 4 سنوات، وهي من أكثر العقوبات صرامة في لوائح مكافحة المنشطات.
وأكد زهران أن الحكم ارتكز – من وجهة نظر الدفاع – على تأويلات فنية «محل خلاف»، إضافة إلى وجود ملاحظات إجرائية مهمة ستشكل أساسًا للطعن المرتقب، مشيرًا إلى أن هناك سوابق قضائية مشابهة نجح فيها اللاعبون في الحصول على تخفيف أو إلغاء للعقوبة.
تأثير القرار على مسيرة اللاعب
يمثل قرار الإيقاف لمدة أربع سنوات ضربة قاسية لمسيرة رمضان صبحي، الذي كان يُعد أحد أبرز عناصر نادي بيراميدز ولا يزال في سن تسمح له بالمنافسة على أعلى المستويات. وسيؤثر هذا القرار بشكل مباشر على مستقبله مع ناديه وعلى فرص عودته لتمثيل منتخب مصر، فضلًا عن تبعاته التسويقية والمهنية.
لكن زهران شدد على أن اللاعب «متمسك ببراءته» وسيقاتل قانونيًا حتى آخر درجة تقاضٍ متاحة، قائلاً: «رمضان صبحي واضح في موقفه ولم يتورط في أي عملية تلاعب. سنواصل الدفاع عن حقه وعن سمعته الرياضية، ونثق أن العدالة ستأخذ مجراها».
الخطوة التالية: طعن أمام المحكمة الفيدرالية
ووفقًا للإجراءات القانونية، يملك فريق الدفاع 30 يومًا من تاريخ صدور الحكم لتقديم الطعن أمام المحكمة الفيدرالية السويسرية، التي تختص بالنظر في مدى التزام محكمة التحكيم الرياضي بقواعد النزاهة والشفافية. وفي حال قبول الطعن، قد يتم إلغاء الحكم أو إعادة القضية للمناقشة مرة أخرى أمام هيئة جديدة.
واختتم زهران تصريحاته بالتأكيد على ضرورة «التريث وعدم التسرع في إصدار الأحكام»، مضيفًا: «الملف ما زال مفتوحًا، ونحن نتحرك وفق خطوات قانونية واضحة وقوية».
خلفية عن مسيرة رمضان صبحي
بدأ رمضان صبحي مسيرته الكروية في قطاع ناشئي الأهلي قبل تصعيده للفريق الأول عام 2014، حيث حقق عددًا من الألقاب أبرزها كأس الكونفيدرالية الإفريقية. وفي صيف 2016 انتقل إلى ستوك سيتي الإنجليزي، ثم إلى هيديرسفيلد تاون قبل أن يعود معارًا إلى الأهلي.
وفي صيف 2020 رحل اللاعب إلى بيراميدز في واحدة من أبرز انتقالات الكرة المصرية. وعلى الصعيد الدولي، قاد منتخب مصر الأولمبي لتحقيق لقب كأس الأمم الإفريقية تحت 23 عامًا، كما شارك مع المنتخب الأول في عدة مناسبات.
أزمة جديدة: الحبس حتى الحكم في قضية التزوير
وفي سياق موازٍ، يواجه رمضان صبحي أزمة قانونية أخرى تتعلق باتهامه في قضية تزوير تتداولها المحاكم حاليًا، بعد قيام أحد الأفراد بأداء الامتحانات في أحد المعاهد الخاصة بدلاً منه.
وخلال الجلسات، استمعت المحكمة إلى مرافعة المحامي أشرف عبد العزيز وفريق الدفاع، كما استمعت لدفاع بقية المتهمين. ونفى اللاعب علمه بأي تفاصيل تخص الواقعة، موضحًا أنه كان يحوّل مبالغ مالية للمتهم الرابع – الهارب – مقابل استخراج شهادة إثبات قيد فقط، دون أي ترتيب يتعلق بالامتحانات أو المستندات محل الاتهام.
وأصدرت المحكمة قرارًا بحبس رمضان صبحي حتى يوم 30 ديسمبر المقبل لحين النطق بالحكم، في قضية أثارت جدلاً واسعًا عبر وسائل الإعلام.