محرز عن مونديال 2026: لست رونالدو

BySayed

أكتوبر 10, 2025


“أنا لست رونالدو”.. بهذه الكلمات علق الجزائري رياض محرز نجم أهلي جدة السعودي، بابتسامة خفيفة، عندما سُئل عما إذا كان ينوي إطالة أمد مسيرته الدولية لما بعد نهائيات كأس العالم 2026.

وجاء تعليق رياض محرز في تصريحات للصحفيين، عقب مساهمة النجم المخضرم في تأهل الجزائر بشكل رسمي لنهائيات مونديال 2026، عقب الفوز على الصومال 3-0 في مشوار التصفيات.

وأكد رياض، صاحب 34 عامًا، أن البطولة القادمة ستكون الأخيرة في مسيرته الدولية، ليكتفي نجم مانشستر سيتي السابق، بما قدمه من صولات وجولات في العديد من المحافل والمناسبات بقميص محاربي الصحراء، حيث سبق أن قاد الجزائر، للقب أفريقي غائب في عام 2019.

رونالدو استثناء

يأتي تصريح محرز عن رونالدو قائد النصر السعودي، في وقت يستعد فيه الدون البرتغالي أيضًا لخوض آخر نهائيات لكأس العالم، حيث سيتجاوز عامه 41، ما قد يتجه به نحو الاعتزال وربما ليس دولياً فقط في غضون أقل من عامين.

لكن ما كان يقصده محرز هو قدرة رونالدو الاستثنائية على الاستمرارية في الملاعب والتي جعلته واحدًا من أهم المهاجمين على مستوى العالم حتى يومنا هذا رغم بلوغه عامه الأربعين.

ويصر رونالدو على تعزيز قدراته، التي تؤهله لتقديم مستويات عالية في هذه السن والبقاء دائما بين الكبار، مما يرفض وجوده ضمن خيارات المدرب روبرتو ماتينيز مع منتخب البرتغال، حيث لا يعد وجود “الدون”، نوعًا من المجاملة، كونه اللاعب القادر على حسم الكثير على المواقف المُعقدة، وليس أدل على ذلك، مما فعله في بطولة دوري الأمم الأوروبية الأخيرة وقيادة منتخب بلاده للفوز على إسبانيا في أوج تألقها.

عطاء رياض محرز

أما محرز فهو أيضا نجم لا يقل عطاء في الملاعب، ويتواجد دائمًا وقتما يحتاج إليه منتخب بلاده، كما أنه قائد مُلهم للكثير من اللاعبين.

ولم تتأثر مسيرته الدولية بالرحيل عن قارة أوروبا، إذ أنه ظل خيارا أساسيا لأي مدرب يقود “الخضر” للاستفادة من خبراته الكثيرة ولمساته المميزة.

بصمة مؤثرة مع الأهلي

منذ انضمامه إلى أهلي جدة السعودي في صيف 2023 قادمًا من مانشستر سيتي، أصبح النجم الجزائري أحد أبرز أعمدة الفريق الفنية، وقائدًا ميدانيًا يملك تأثيرًا واضحًا على أداء الفريق داخل الملعب.

صفقة محرز مثّلت خطوة بارزة في مشروع أهلي جدة الجديد، للعودة إلى القمة، حيث جلب اللاعب، خبرة أوروبية كبيرة اكتسبها من مسيرته الناجحة في إنجلترا، إلى جانب موهبته المميزة في صناعة اللعب وإنهاء الهجمات.

ويتميز محرز بأسلوبه القائم على المراوغة والاختراق من الجهة اليمنى، مع تمريرات حاسمة دقيقة وقدرة على التحكم في إيقاع اللعب.

وقد لعب دورًا محوريًا في بناء الهجمات وتنويع حلول الأهلي الهجومية، إذ يعتمد عليه الفريق كثيرًا في كسر التنظيم الدفاعي للخصوم، سواء عبر تحركاته الفردية أو تمريراته البينية لزملائه.

ومنذ موسمه الأول، ساهم في تسجيل وصناعة عدد كبير من الأهداف في دوري روشن السعودي، مؤكداً مكانته كأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في البطولة.

Mahrez-RonaldoGetty Images

كما أظهر محرز، شخصية قيادية داخل وخارج الملعب، إذ تولى أحيانًا شارة القيادة وقدم مثالاً في الالتزام والانضباط، وهو ما انعكس على ثقة اللاعبين الشباب من حوله.

ولعل قدرته على التعامل مع المواقف الصعبة وصنع الفارق في اللحظات الحاسمة، جعلته أحد الركائز التي يعتمد عليها المدرب في المباريات الكبرى، خاصة أمام الفرق المنافسة على اللقب مثل الهلال والنصر.

ومع مرور الوقت، أصبح تأثير محرز لا يقتصر على الجانب الفني فقط، بل امتد إلى الجانب النفسي والمعنوي داخل الفريق، بفضل خبرته الطويلة في المنافسة على أعلى المستويات.

كما ساهم في تحسين فاعلية الأهلي في الكرات الثابتة واللعب الجماعي، مما جعل الفريق أكثر توازنًا في الهجوم.

وبفضل مستوياته المتميزة، استطاع محرز أن يعيد للأهلي، جزءًا من هيبته المفقودة، ويؤكد أنه صفقة من العيار الثقيل أثبتت قيمتها داخل الملاعب السعودية.

تتويج مستحق

كلل رياض محرز، مسيرته مع أهلي جدة، المستمرة في رحلة الإبداع، بتتويج مستحق بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، البطولة التي وضع فيها بصماته بوضوح من خلال مساهمات تهديفية مؤثرة.

وأصبح رياض، بين لاعبين قلائل استطاعوا الجمع بين المسابقتين القاريتين الأبرز في أوروبا وآسيا، وذلك بعدما كان قد فاز بدوري أبطال أوروبا في وقت سابق مع مانشستر سيتي.

ويمكن القول بأن النجم الجزائري أحد أهم أسباب فوز الأهلي ببطولته القارية الأولى في مسيرته، فهو اللاعب الذي يصنع الفارق دائما في المباريات الكبرى، ولا يختفي أو يظهر بشكل باهت، ونجح في أن يكون ورقة مهمة في يد المدرب الألماني ماتياس يايسله، الذي بدوره عرف كيف يستفيد من قدراته بشكل مثالي.



المصدر – كوورة

By Sayed