مرحلة الشك.. هل يستطيع تودور إعادة يوفنتوس إلى طريق الانتصارات؟

BySayed

أكتوبر 9, 2025


يمر يوفنتوس بقيادة المدير الفني إيجور تودور بمرحلة معقدة في بداية الموسم الجديد، إذ شهد الفريق تراجعًا ملحوظًا في النتائج، سواء على صعيد الدوري الإيطالي أو في دوري أبطال أوروبا.

وبرغم أن البيانكونيري لم يتعرض لأي هزيمة حتى الآن، إلا أن تراجع الأداء وعدم القدرة على حصد الانتصارات في آخر 5 مباريات أثار القلق بين الجماهير.

واكتفى يوفنتوس بخمسة تعادلات متتالية، ما بين مواجهات الكالتشيو ودوري أبطال أوروبا، وهو تراجع غير مبرر مقارنة بالبداية القوية للموسم.

مقارنة مع فترة تياجو موتا

هذه المرحلة جعلت مشجعي يوفنتوس يقارنون الوضع الحالي بما كان عليه الحال أثناء تولي الإيطالي-البرازيلي تياجو موتا مسؤولية الفريق، التي شهدت صعوبات مشابهة. ومع ذلك، هناك عناصر تفوق فيها تودور بشكل واضح، تجعله يحتفظ بثقة النادي وجماهيره، وتضمن استمراره في منصبه كمدير فني للسيدة العجوز.

ففي فترة موتا، كان هناك انقطاع واضح في التواصل مع غرفة الملابس، ومع كل تعثر كانت الفجوة بين اللاعبين والمدرب تتسع. أما تودور، فإنه يعرف كيف يحافظ على الفريق حيويًا، ويجعل اللاعبين يشعرون بأنه يقف بجانبهم، ما يعزز الاستقرار النفسي داخل الفريق ويمنحه فرصة أفضل لتجاوز الأزمات.

موقف تودور وثقة الإدارة

رغم تقارب الأرقام بين فترتي موتا وتودور، إلا أن التفكير الإداري في النادي مختلف في الحالتين. فالإدارة الحالية تسعى للالتفاف حول تودور لضمان خروج الفريق من الأزمة، وتفادي الدخول في دوامة البحث عن مدرب جديد، الأمر الذي يجعل موقف تودور غير محل شك. فهو لم يعد مجرد قائد فني، بل مرشد لمشروع كامل داخل النادي.

ومع ذلك، لم يظهر يوفنتوس بعد إمكاناته الحقيقية بسبب بعض الغيابات والعوامل المؤثرة على الأداء. فهناك لاعبين أساسيين لم يتعافوا بشكل كامل، مثل جليسون بريمر، وتجربة تيون كوبمينرز التي لم تظهر قدراته بعد، إضافة إلى عودة الوافد الجديد إيدون زيجروفا بعد غياب طويل بسبب الإصابة، وهو ما يجعل التشكيلة الأساسية للفريق غير مكتملة حتى الآن.

FBL-ITA-SERIE A-JUVENTUS-AC MILANGetty Images

التحديات واستقرار التشكيلة

هناك أيضًا جوانب فنية وبدنية لم يتم استكمالها بعد، مثل الاتساق البدني للاعب فرانسيسكو كونسيساو، واستخدام متعدد للقدرات من قبل كامبياسو، الذي لم يظهر إمكاناته بعد، إلى جانب ضعف فعالية جوناثان ديفيد الهجومية وعدم تسجيله للأهداف منذ انضمامه.

ومن أبرز القضايا المعلقة حاليًا موقف النادي من الصربي دوسان فلاهوفيتش، مهاجم الفريق، إذ لم يتم توضيح ما إذا كانت الإدارة ترغب في بقائه أو رحيله، مما يخلق حالة من الغموض تؤثر على استقرار الفريق.

ومنذ بداية الموسم، اعتمد تودور على تغييرات مستمرة في التشكيلة، حيث تم تعديلها في كل مباراة من أول 8 مباريات، ما أدى إلى بعض الارتباك بين اللاعبين، وأثر على الانسجام داخل الفريق. ومن المتوقع أن يعتمد المدرب من الآن فصاعدًا على تشكيل أساسي ثابت قدر الإمكان، لتعزيز الاستقرار التكتيكي والنفسي داخل غرفة الملابس.

العلاقة بين تودور واللاعبين

تؤكد الإدارة أن علاقة تودور مع اللاعبين أفضل بكثير من تلك التي كانت موجودة مع موتا، فرغم تقارب الأرقام على مستوى الدوري (ثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات لكل منهما)، إلا أن تودور يتميز بقدرته على شرح كل قرار للاعبين، ما يعزز الثقة المتبادلة ويقوي الروابط بين المدرب والفريق. هذه العلاقة الفعالة تؤكد أن تودور يمتلك مقومات الاستمرار، وأن هناك تماسكًا داخل غرفة الملابس بعيدًا عن الأزمات السابقة.

وقد أشارت صحيفة “لاجازيتا ديلو سبورت” الإيطالية إلى أن المباراة المقبلة ضد كومو بالجولة السابعة من الدوري الإيطالي ستكون نقطة محورية للفريق، حيث يسعى النادي لكسر سلسلة التعادلات التي تراكمت على الفريق في آخر خمس مواجهات. وستكون هذه المباراة اختبارًا حقيقيًا لقدرة تودور على استعادة الانتصارات وإعادة الثقة إلى الفريق.

FBL-EUR-C1-VILLARREAL-JUVENTUSGetty Images

بداية الموسم والأداء الحالي

بدأ يوفنتوس الموسم بشكل قوي، حيث حقق الفوز على بارما 2-0 على أرضه، ثم انتزع انتصارًا صعبًا من ميدان جنوى 1-0، قبل أن يحقق فوزًا ثالثًا متتاليًا بشكل دراماتيكي على حساب غريمه التقليدي إنتر ميلان في ديربي إيطاليا 4-3.

لكن بعد هذه البداية القوية، شهد الفريق تراجعًا ملحوظًا، خاصة في دوري أبطال أوروبا، حيث تعادل مع بوروسيا دورتموند على أرضه 4-4، قبل أن يكرر التعادل خارج ملعبه أمام فياريال الإسباني 2-2، ليجمع نقطتين فقط من أصل ست نقاط ممكنة، محتلاً المركز الثالث في مجموعته.

أما على صعيد الدوري الإيطالي، فقد واصل البيانكونيري سلسلة التعادلات، حيث تعادل مع هيلاس فيرونا 1-1 خارج ملعبه، ومع أتالانتا بنفس النتيجة على أرضه، ثم تعادل سلبيًا مع ميلان، ليخسر الفريق ست نقاط كانت ستساهم في رفع مركزه بجدول الدوري، حيث يحتل يوفنتوس حاليًا المركز الخامس برصيد 12 نقطة، بفارق نقطة عن ميلان، وثلاث نقاط عن نابولي وروما الذين يمتلك كل منهم 15 نقطة.

أهمية المرحلة المقبلة

الوضع الحالي يضع يوفنتوس أمام تحديات كبيرة، إذ يحتاج الفريق إلى تصحيح المسار بسرعة قبل أن يدخل في دوامة سلبية قد تهدد فرصه في التأهل إلى دور الـ16 بدوري الأبطال، سواء مباشرة أو عبر الملحق.

مباراة كومو المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لتودور وقدرته على إعادة الفريق إلى طريق الانتصارات، وإعادة الثقة لجماهير النادي.

كما أن المرحلة المقبلة ستكشف مدى قدرة تودور على إدارة التحديات المختلفة، سواء الغيابات والإصابات أو الاستقرار التكتيكي، وستكون مؤشرًا حقيقيًا على مستقبله مع الفريق.



المصدر – كوورة

By Sayed