شهدت قمة الدحيل أحداثًا مثيرة للجدل بعدما خرج الألماني ماتياس يايسله، مدرب أهلي جدة عن النص بسلوك غير معتاد، فضلاً عن انتقاد حكم المباراة.
وتعادل الأهلي حامل لقب النسخة الأخيرة خارج الديار مع الدحيل (2-2) في ثاني مباريات مرحلة الدوري بدوري أبطال آسيا للنخبة.
ورفع “الراقي” رصيده للنقطة الرابعة في المركز الثاني خلف مواطنه الهلال، بفارق نقطتين أقل، فيما وصل الدحيل للنقطة الأولى، بالمركز التاسع، ضمن منافسات مجموعة غرب آسيا.
مشادة كلامية
تداول نشطاء منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، فيديو لمشادة كلامية بين الجزائري جمال بلماضي، مدرب الدحيل، ويايسله بعد نهاية الشوط الأول.
ويبدو أن بلماضي كان منزعجًا من بعض القرارات التحكيمية، حيث كان يتحدث مع الحكم الرابع، في الوقت الذي كان يتجه في يايسله لغرفة خلع الملابس.
بلماضي وجه بعض الكلمات للمدرب الشاب، الذي قرر العودة إليه وظل يتحدث معه، قبل أن تظهر ملامح الغضب على يايسله الذي استكمل طريقه نحو غرفة فريقه.
وعن هذا الأمر، قال يايسله في تصريحات بالمؤتمر الصحفي بعد المباراة: “بالعادة لا نُبدي وجهة نظرنا تجاه القرارات التحكيمية، ولكن ميندي ومحرز اقتربا لخط التماس أثناء المباراة، وأبدوا استياءهم من قرارات الحكم”.
وأضاف: “ذلك هو السبب الذي أدى للمشادة مع مدرب الدحيل، لكنني أحترمه كثيرًا”.
قرارات صادمة
في الوقت ذاته، عبر يايسله عن انزعاجه الشديد من قرارات الحكم، بقوله: “أنا غير راضٍ عن بعض قرارات الحكم في اللقاء”.
وتابع: “هناك بعض القرارات التي لم تكن موقفة، ولكن هذا لا يمنع أننا قدمنا مباراة لم تكن بالمستوى المطلوب”.
وأتم: “أنا لا أتحدث عن الحكام ولكن من الصعب أن أتقبل البطاقات الصفراء وكان هناك الكثير من المناسبات نسأل اللاعبين ما الذي يجري مع الحكم”.
ليلة تاريخية
رغم أن الراقي لم يقدم المستوى المطلوب في مباراة الليلة، إلا أنه حقق رقمًا تاريخيًا بالوصول لثاني أكبر سلسلة من اللا هزيمة على مستوى البطولة الآسيوية.
الأهلي وصل إلى 20 مباراة متتالية من دون هزيمة بدأت من نسخة 2021 والتي لم يخسر خلالها في 5 مباريات، ثم تجنب السقوط بالنسخة الماضية (13)، وفي النسخة الحالية (2).
ونجح الراقي تحطيم رقم أوساكا الياباني الذي يعود للفترة من 2006-2009، بواقع 19 مباراة متتالية، فيما عادل إنجاز الهلال السعودي (2006-2010).
وأصبح الأهلي على بعد مباراة واحدة من تحطيم رقم الهلال، ومعادلة إنجاز أولسان هيونداي الكوري الجنوبي (2020-2022)، والذي تجنب الهزيمة في 21 مباراة متتالية.
بطل جديد
كانت النسخة الأخيرة من البطولة، شهدت تتويج الأهلي باللقب للمرة الأولى في تاريخه، بفوزه على كاواساكي الياباني في النهائي، بهدفين دون رد.
وتجنب الأهلي الهزيمة في 13 مباراة، حيث حقق الفوز في 12 مباراة وتعادل في مناسبة وحيدة.
وأصبح رجال يايسله ثالث فريق عربي يحقق اللقب بدون هزيمة بعد مواطنيه الهلال والاتحاد السعوديين.
علامات استفهام
رغم أن الأهلي يواصل الحفاظ على سجله الخالي من الهزائم في البطولة، إلا أن أسلوب يايسله التكتيكي بات يثير جدلًا واسعًا.
المدرب الألماني الشاب يصرّ على اعتماد أسلوب الاستحواذ المبالغ فيه أحيانًا، ما يضع لاعبيه تحت ضغط متواصل ويكشف الثغرات الدفاعية.
مباراة الدحيل أظهرت مجددًا معاناة الفريق في التوازن بين الدفاع والهجوم، خاصة مع بطء ارتداد لاعبي الوسط عند فقدان الكرة، وهو ما كاد يكلفه الخسارة.
الراقي استقبل هدفين بنفس الطريقة تقريبًا، من سوء تمركز المدافعين وعدم الرقابة الفردية داخل منطقة الجزاء، وهو أمر يعكس مشاكل واضحة في التنظيم الدفاعي.
جماهير الأهلي عبرت عن قلقها عبر المنصات الرقمية من تكرار الأخطاء ذاتها التي ظهرت أيضًا في لقاء ناساف رغم الفوز.
ويبدو أن الفريق يعتمد بشكل مفرط على جودة لاعبيه الأجانب في تعويض هذه الهفوات، دون وجود معالجة جذرية من الجهاز الفني.
على الصعيد الهجومي، ما زال الأهلي يعتمد على مهارات رياض محرز بعض الأسماء الأخرى في خلق الفارق.
غير أن غياب الخطط الجماعية الواضحة يطرح تساؤلات حول قدرة يايسله على بناء منظومة متكاملة قادرة على مواجهة الكبار خلال الموسم الجديد.
ورغم تسجيل الفريق أربعة أهداف في الجولة الأولى، ثم هدفين أمام الدحيل، إلا أن الفاعلية جاءت في معظمها من اجتهادات فردية أكثر منها نتيجة عمل تكتيكي منظم.
مستقبل غامض
النتيجة الأخيرة وضعت يايسله تحت ضغط مضاعف، فالجماهير لم تعد تقنعها الأرقام التاريخية بقدر ما يهمها مستوى الفريق داخل الملعب.
ومع استمرار الأخطاء الدفاعية والقرارات التحكيمية المثيرة للجدل، يبقى التساؤل: هل يستطيع الأهلي المحافظة على لقبه الآسيوي، أم أن الانقسامات داخل الفريق ستعرقل مشواره؟.