الشكوك تزايدت حول فيريرا بعد الهزيمة أمام الأهلي
منذ خسارة الزمالك أمام غريمه التقليدي الأهلي بنتيجة (2-1)، في قمة الدوري المصري الممتاز، تعيش القلعة البيضاء حالة من عدم الاستقرار، سواء على مستوى الجهاز الفني بقيادة البلجيكي يانيك فيريرا، أو داخل أروقة مجلس الإدارة برئاسة حسين لبيب. هذه الأجواء المتوترة ألقت بظلالها على الفريق، في ظل أزمات مالية وإدارية وفنية متشابكة.
ويعيش الزمالك أجواء ساخنة، بسبب تصاعد أزمة تأخر صرف مستحقات لاعبي الفريق، وهو ما دفع هشام نصر نائب رئيس النادي إلى التدخل بشكل عاجل، عبر تقديم قرض مالي بقيمة 25 مليون جنيه لحل الأزمة مؤقتًا، مما سمح بصرف جزء من المستحقات وتهدئة اللاعبين قبل المواجهات الرسمية.
ويستعد الزمالك لمباراة مهمة أمام غزل المحلة غدًا السبت، في تمام الخامسة مساءً، ضمن منافسات الجولة العاشرة من بطولة الدوري المصري.
وتمثل هذه المواجهة اختبارًا حاسمًا للفريق الأبيض، قبل توقف الدوري الممتاز، حيث ستكون هناك فترة توقف دولي تبدأ من 6 أكتوبر وتمتد حتى 14 من الشهر نفسه، ما يمنح الزمالك فرصة لإعادة ترتيب الأوراق وتصحيح الأخطاء.
علامات استفهام حول فيريرا
مع مرور الوقت، تتزايد علامات الاستفهام حول المدرب البلجيكي يانيك فيريرا، إذ وصل الأمر إلى مطالبة بعض جماهير الزمالك بضرورة رحيله، والتوصل إلى اتفاق ودي لإنهاء تعاقده مع النادي.
وقد ارتبطت الانتقادات بقدرة فيريرا على إدارة المباريات، إضافة إلى تصريحاته المثيرة للجدل قبل وبعد اللقاءات، حيث يقع باستمرار في فخ الانفعالية والتصريحات غير المدروسة، التي تضعه في مواقف محرجة مع الإعلام واللاعبين.
فقد خسر فيريرا دعم المهاجم التونسي سيف الدين الجزيري، عندما صرح عقب مباراة الزمالك أمام فاركو، التي انتهت بفوز الأبيض بهدف دون رد، بأنه لن يعتمد على الجزيري خلال فترة قيادته، مشيرًا إلى أن الفلسطيني عدي الدباغ أكثر جاهزية بدنيًا ويؤدي بشكل جيد.
هذا التصريح أشعل غضب اللاعب التونسي، وزاد التوتر بعدما طلب المدرب من الجزيري اللعب في مركز الجناح الأيمن خلال أحد التدريبات، وهو ما رفضه اللاعب مؤكدًا تمسكه بدوره كمهاجم صريح. وتطور الخلاف باعتراض غير لائق من الجزيري على مدربه، قبل أن يعتذر لاحقًا ويعود لقائمة الفريق أمام المصري البورسعيدي.
كما أثارت تصريحات فيريرا حول أحمد حمدي جدلًا واسعًا، إذ قال بدايةً إن استبعاده من المباريات يعود للإصابة، قبل أن ينفي ذلك لاحقًا، ويؤكد أن اللاعب يحتاج للعمل أكثر في التدريبات، وأن هناك من يبذل مجهودًا أكبر ويستحق اللعب أكثر.
هذه التصريحات أدت إلى غضب حمدي وتوتر العلاقة بين الطرفين، وفقدان الثقة بشكل كبير. الأمر ذاته تكرر مع عبد الحميد معالي، حين أعلن فيريرا استبعاده لأسباب فنية من مباراة وادي دجلة، التي خسرها الزمالك 2-1، مفضلًا ضم أحمد عبد الرحيم “إيشو” بدلًا منه. لكن تحت ضغط الجماهير أعاده المدرب إلى القائمة في مباراة المصري، وتم استبعاد إيشو.
أزمات فنية وتغييرات غير منطقية
العديد من علامات الاستفهام وُجهت أيضا لطريقة لعب فيريرا، وكيفية إدارته للمباريات، حيث يقوم في أحيان كثيرة بإجراء تغييرات غير منطقية، مع استبعاد لاعبين مهمين دون توفير بدائل مناسبة.
وفي مباراة القمة الأخيرة أمام الأهلي، افتقد فيريرا الجرأة في التعامل مع تقدم فريقه، إذ اكتفى بالدفاع بعد تسجيل هدف السبق، وأجرى تبديلات عكست تراجعًا غير مبرر، وهو ما منح الأهلي فرصة العودة وتسجيل هدفين حسما القمة لصالحه.
خيارات مطروحة أمام الزمالك
تعتبر مواجهة غزل المحلة بمثابة فرصة مهمة لفيريرا مع الزمالك، خاصة أن النادي أمامه فترة توقف، يمكن استغلالها لإجراء تغيير فني إذا استمر التراجع.
وبدأت بالفعل تظهر أسماء مطروحة على طاولة الإدارة، منها جوزيف زينباور، المدير الفني الحالي لشبيبة القبائل الجزائري، والذي سبق أن دخل الزمالك في مفاوضات معه، وكذلك روجيرو ميكالي، المدير الفني السابق لمنتخب مصر الأولمبي.
ورغم الأزمات، يحتل الزمالك صدارة جدول ترتيب الدوري المصري الممتاز، برصيد 17 نقطة، إلا أن الهزيمة الأخيرة أمام الأهلي وضعت الجهاز الفني تحت ضغط كبير. وجدد مجلس إدارة النادي الأبيض الثقة في المدرب البلجيكي بشكل مؤقت، مع ربط مصيره بنتيجة مباراة غزل المحلة.
غيابات مؤثرة وأوراق هجومية
يفتقد الزمالك في المباراة المقبلة جهود لاعب الوسط، عبد الله السعيد، بسبب الإيقاف لتراكم البطاقات، بجانب غياب الثلاثي عدي الدباغ ومحمد شحاتة وناصر منسي للإصابة.
في المقابل، يدخل غزل المحلة اللقاء، وهو يحتل المركز الرابع عشر برصيد 10 نقاط، بعدما حقق فوزًا وحيدًا وتلقى هزيمة واحدة، بينما انتهت سبع من مبارياته بالتعادل.
ويعتمد الفريق بقيادة مدربه علاء عبد العال على عناصر بارزة، مثل الظهير الأيسر يحيى زكريا، والتونسي رشاد العرفاوي، والمهاجم محمد عبد اللطيف “جريندو”، والمدافع أحمد شوشة، إلى جانب الحارس المخضرم عامر محمد عامر.
لكن الفريق يعاني أيضًا من إصابات أثرت على قائمته، إذ اشتكى الثلاثي عماد ميهوب، ومودي توريه، وكيبو سعيدي من إصابات مختلفة في لقاء إنبي الأخير.
وتبقى مواجهة الزمالك وغزل المحلة اختبارًا حاسمًا، ليس فقط لفيريرا، بل أيضًا لمجلس إدارة النادي، الذي يواجه تحديًا كبيرًا في كيفية التعامل مع مستقبل الجهاز الفني، في ظل الأجواء المشتعلة داخل القلعة البيضاء.