يستلهم أهلي جدة، مشواره في كأس السوبر السعودي ووصوله للمباراة النهائية، من سيناريو تاريخي يُبشره بحصد الذهب، والتتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخه.
الأهلي الذي كشر عن أنيابه مبكرًا باكتساح القادسية بنتيجة 5-1، سيخوض مواجهة صعبة غدا السبت في النهائي ضد النصر، الذي أقصى بطل الثنائية المحلية، الاتحاد، بالفوز 2-1.
ويأمل الأهلي، أن تستمر رحلته الاستثنائية في بطولة السوبر حتى النهاية، ويعرف طريقه إلى منصة التتويج، بسيناريو لم يكن في الحسبان.
ما بعد آسيا
منذ نهاية الموسم الماضي وتتويج الأهلي بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، فقد كان الطموح القادم للراقي وجماهيره، هو الفوز بلقب دوري روشن في الموسم الجديد.
ولعل وعد رياض محرز، على منصة الاحتفال باللقب الآسيوي، كان بمثابة العهد، لكن لم يكن في الحسبان، أن هناك مشاركة أخرى ببطولة تلوح في الأفق.
وباغت الهلال، الجميع، بقرار انسحابه من السوبر السعودي، رغم وصافته للدوري في الموسم الماضي، حيث اختار مدربه الإيطالي سيموني إنزاجي، أن يريح لاعبيه بعد كأس العالم للأندية.
ومن ثم كان الطريق مُمهداً لبديل الهلال، من أجل أن يزاحم الاتحاد والنصر والقادسية، ويبحث لنفسه عن مكان، وربما لقب مع بداية الموسم.
معجزة الدنمارك
اجتاز الأهلي، القادم من خارج البطولة وتقمص دور البديل، عقبة القادسية بسهولة وفاز بخماسية مقابل هدف، منحته الثقة ليواصل رحلته بثبات.. ثقة لم يكن مثلها منذ معجزة حدثت قبل 33 عامًا.
ففي عام 1992 فشل المنتخب الدنماركي في التأهل لنهائيات بطولة أمم أوروبا، لكن حدثت المفاجأة بإقصاء يوغوسلافيا بسبب الحرب الأهلية في البلاد.
ولعل استبعاد يوغوسلافيا، أعاد الدنمارك للواجهة لتشارك ضمن مجموعة ضمت إنجلترا وفرنسا والسويد “البلد المضيف”.
وتأهل رفقاء بيتر شمايكل إلى الدور الثاني في وصافة المجموعة، ليتقابل منتخب الدنمارك مع نظيره الهولندي، وينتصر بركلات الترجيح بعد التعادل 2-2.
واستمر الحلم في مطاردة لاعبي الدنمارك، فمن قضاء إجازة وعطلات خاصة، إلى التجمع بشكل مفاجئ والدخول في غمار البطولة، بل والمنافسة على اللقب.
في النهائي كان منتخب الدنمارك على موعد مع صدام قوي ضد منتخب ألمانيا، الذي يشارك لأول مرة بعد اتحاد ألمانيا الشرقية والغربية.
المانشافت المدجج بالنجوم، وقف عاجزًا في مواجهة منتخب دنماركي متحمس، يؤمن بأن المستحيل بات ممكنًا، وأن القصة القصيرة يجب أن تعرف النهاية السعيدة.
هدفا جون ينسن وكيم فيلفورت حسما فوز الأحمر الدنماركي على حساب الماكينات، ليكون المدرب ريتشارد مولر نيلسون، الرجل الأسعد فوق وجه الأرض، بعدما هزم الألمان، بل تغلب على المنطق وحقق اللقب، الذي لم يكن من الأساس ينافس عليه أو ضمن منتخبات البطولة.
Getty Images
حلم يايسله
إذا كانت ألمانيا قد خسرت هذا النهائي التاريخي أمام الدنمارك، فهناك ألماني آخر يمني النفس بسيناريو آخر، ليتوج مع الأهلي بنفس طريقة “الفايكنج”.
وكان يايسله بُعمر 4 أعوام فقط عندما خسرت ألمانيا، النهائي الشهير، لكن ذلك الطفل لم يكن يعلم أنه سيكون يومًا على موعد بأن يكرر نفس السيناريو، ويصبح على أعتاب تحقيق لقب بطريقة مماثلة لتلك التي خسر بها الألمان ضد الدنمارك.