أصبح نيكولاس جاكسون، مهاجم بايرن ميونخ، في طريقه للعودة إلى نادي تشيلسي بنهاية الموسم الحالي، رغم امتلاك النادي الألماني بندا يتيح له شراء اللاعب السنغالي قبل انتهاء الإعارة.
وانضم الدولي السنغالي إلى صفوف النادي البافاري معارا من تشيلسي حتى نهاية الموسم الحالي مقابل 14.2 مليون جنيه إسترليني.. فيما تبلغ قيمة بند خيار الشراء 56.2 مليون جنيه إسترليني، وفقا لبعض الشروط الخاصة بالمشاركات.
وكان البلوز قد حاول إلغاء الاتفاق في اللحظات الأخيرة، بعد إصابة المهاجم ليام ديلاب، لكن جاكسون رفض العودة إلى لندن، حيث عمل رفقة وكيله على إنجاز انتقاله للبايرن.
ووفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن جاكسون يبدو في طريقه للعودة إلى ملعب ستامفورد بريدج بنهاية الموسم، بعدما بات أشبه بالمستحيل تحقيقه الشرط الخاص بخيار الشراء.
وينص البند على حتمية مشاركة جاكسون في التشكيلة الأساسية خلال 40 مباراة، بينما لم يبدأ سوى في 5 مواجهات حتى هذه اللحظة.
ولا يتبقى للفريق البافاري سوى 23 مباراة متبقية بحد أقصى في الدوري الألماني، بالإضافة إلى 12 أخرى في دوري أبطال أوروبا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المباريات المتبقية تتيح للمهاجم السنغالي فرصة البدء في 40 مباراة، لكن المشكلة تكمن في غيابه الاضطراري في الشهرين المقبلين، للمشاركة مع منتخب بلاده في بطولة كأس أمم أفريقيا.
كما أن الإحصائيات تشير إلى اعتباره لاعب بديل في تشكيلة المدرب البلجيكي فينسنت كومباني، وهو ما يعوق وصوله إلى 40 مباراة بصفة أساسية، مما يعني عودته إلى البلوز لا محالة.
ومن المقرر أن يخوض منتخب السنغال مباراته الأولى في البطولة الأفريقية، يوم 23 ديسمبر/ كانون الأول المقبل ضد بوتسوانا، فيما سيلعب بايرن مباراته الأخيرة هذا العام قبل العطلة الشتوية، يوم 21 من نفس الشهر.
وسيعود الفريق الألماني للمنافسات يوم 11 يناير/ كانون الثاني 2026، بينما سيخوض المنتخب السنغالي آخر مبارياته في دور المجموعات يوم 30 من الشهر المقبل.
وحال وصول السنغال للنهائي، فإن جاكسون سيضطر للانتظار حتى الثامن عشر من يناير/ كانون الثاني 2026، لحين الانتهاء من البطولة.
ومن المتوقع حينها حصول جاكسون على راحة لعدة أيام، ما يعني احتمالية عودته إلى بايرن ميونخ في نهاية يناير/ كانون الثاني المقبل.
عكس التوقعات
شهدت رحلة نيكولاس جاكسون مع بايرن ميونخ الكثير من التقلّبات، إذ انضم المهاجم السنغالي إلى العملاق البافاري وسط آمال كبيرة بأن يضيف قوة هجومية جديدة للفريق، لكنه وجد نفسه في واقع مختلف تمامًا داخل منافسة شرسة على المراكز، ما انعكس على عدد دقائق مشاركته وإحصائياته الفنية طوال الموسم.
وبالنظر إلى أرقامه مع بايرن ميونخ وفق بيانات موقع “ترانسفير ماركت”، يتضح أن جاكسون شارك في عدد كبير من المباريات كبديل أكثر مما شارك أساسياً، وهو ما يفسّر ندرة بصماته، إذ اكتفى بتسجيل 4 أهداف وصناعة هدف آخر خلال 14 مباراة فقط بمختلف البطولات.
فقد خاض اللاعب العديد من الدقائق المحدودة، وغالبا ما كان يدخل في الثلث الأخير من اللقاءات، ما منحه هامشا ضيقا للتأثير وإظهار قدراته في التمركز وصناعة الفارق.
ورغم مشاركته في أكثر من بطولة، من الدوري الألماني إلى دوري أبطال أوروبا، بقي الاعتماد عليه جزئيا، في ظل ثقة كومباني بمهاجمين آخرين أكثر خبرة وانسجاما مع النظام التكتيكي للفريق.
هذا الوضع جعل أرقامه الهجومية، من أهداف وصناعة، أقل بكثير من المتوقع عند انتقاله، خصوصا أن جاكسون كان يمني نفسه بلعب دور فعال وأساسي مع فريقه الجديد.
مع ذلك، أظهر اللاعب بعض اللمحات الإيجابية في المباريات التي شارك فيها، سواء من خلال الضغط العالي أو التحركات بين الخطوط، لكنه لم يتمكن من تثبيت نفسه كأساسي بسبب المنافسة الحادة وثبات أداء زملائه في خط الهجوم.
وتبدو رحلة جاكسون مع بايرن تجربة معقدة لكنها قيّمة، فقد أكسبته خبرة اللعب في نادٍ كبير، لكنها في الوقت نفسه كشفت حاجته للاستمرارية والثقة ليظهر أفضل ما لديه، وربما تقوده هذه التجربة مستقبلا إلى محطة تمنحه دورا أكبر يتناسب مع قدراته.