كعادته يخلق لنفسه دوافع جديدة، مهما اختلفت المنافسات والتحديات. البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد النصر، صاحب الشغف الذي لا ينتهي، والذي يدفعه في رحلة مطاردة الألف هدف، الطموح الذي كان يبدو مستحيلا منذ سنوات، وبات قريبا للغاية في العام الحالي.
ويستعد رونالدو لقيادة هجوم فريقه ضد الاتحاد في كلاسيكو جديد، هذه المرة لا يقبل القسمة على إثنين، عندما يلتقي الفريقان في دور الـ16 من كأس خادم الحرمين الشريفين.
ويتطلع رونالدو لقيادة فريقه نحو التقدم في البطولة التي لم يحقق النصر لقبها منذ 1990، لكن في الطريق إلا اللقب المأمول، فإن هناك طموحات أخرى تثير شغف الدون من أجل تشغيل ماكينة الأهداف وهز شباك منافس معتاد منذ انتقاله للدوري السعودي في يناير/ كانون الثاني 2023.
تعزيز الصدارة
من بين طموحات رونالدو في كلاسيكو اتحاد جدة، هي رغبة “الدون” في أن يزيد الغلة التهديفية في شباك العميد، خاصة أنه أكثر فريق – بين كبار دوري روشن – استقبل منه أهدافا بواقع 6 أهداف في 8 مباريات، وجميعها على مستوى الدوري، أي أنه سجل 6 أهداف في 6 مباريات “دورية”، بالتالي يمتلك معدل تهديفي مميز ضد “العميد”، في حين لم يستقبل الهلال سوى هدفين من “صاروخ ماديرا”، و3 في شباك الأهلي.
كذلك تعد هذه هي المواجهة الأولى بين الاتحاد والنصر في كأس الملك بحضور رونالدو، حيث تقابل الفريقان من قبل أثناء وجود كريستيانو، ببطولتي الدوري وكأس السوبر أكثر من مرة، لكن تعد هذه المرة الأولى التي يتلقيان فيه بالكأس، ما يحفز رونالدو لبدء سجل تهديفي جديد ضد العميد بمسابقة أخرى.
ترجيح الكفة
إلى جانب ذلك فإن رونالدو يستهدف ترجيح كفة الانتصارات لصالح النصر ضد الاتحاد، كريستيانو الذي واجه العميد 8 مرات، حقق خلالها 4 انتصارات وخسر في مثلها، ولم يحضر التعادل بأي كلاسيكو.
لذلك ففي مباراة كأس لا تقبل القسمة على إثنين فإن رونالدو يأمل في ترجيح الكفة الإيجابية لفريقه وأن يقوده للانتصار الخامس مقابل 4 هزائم.
ملاحقة التاريخي
أمر آخر يحفز رونالدو من أجل هز الشباك في مباراة اليوم ضد الاتحاد، وهو ملاحقة متصدر قائمة الهدافين التاريخيين للكلاسيكو، وهو المغربي عبد الرزاق حمد الله.
نجم الشباب الحالي سجل 12 هدفا يتصدر بها القائمة، لكنه استفاد من اللعب بقميصي النصر والاتحاد، ومن ثم يعتلي الصدارة بفارق مريح عن ملاحقيه، إذ يأتي بعده مرزوق العتيقي ومحمد نور بـ 9 أهداف لكل منهما وقد لعب المهاجمان للفريقين أيضا.
وفي المركز الرابع يأتي البرازيلي رومارينيو مهاجم الاتحاد السابق، والذي سجل 8 أهداف في الكلاسيكو، بينما يحتل رونالدو المركز الخامس في القائمة برصيد 6 أهداف، حيث يمتلك فرصة للتقدم في جدول الهدافين التاريخيين، خاصة بالمعدل التهديفي المميز للدون سواء بشكل عام أو بشكل خاص ضد الاتحاد.
وتترقب جماهير الكرة السعودية والعالمية الكلاسيكو الذي يجمع بين النصر واتحاد جدة، اليوم الثلاثاء، ضمن منافسات دور الـ16 لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، والتي يحمل لقبها “العميد”.
وتأتي المواجهة الثالثة بين الفريقين في غضون أشهر قليلة، لتحمل طموحات كبيرة لكلا الفريقين سواء تأكيد التفوق بالنسبة للنصر، أو التعويض والثأر بالنسبة لاتحاد جدة.
وما بين توقعات بفوز النصر، وتكهنات بتفوق الاتحاد هذه المرة، انقسمت آراء خبراء الكرة السعودية والنجوم السابقين، الذين عبروا عن رؤيتهم للمواجهة المرتقبة التي تقام اليوم على ملعب الأول بارك، في العاصمة السعودية الرياض.
ويرى حمد المنتشري نجم الاتحاد السابق، أن الكلاسيكو بين العميد والعالمي سيختلف عن سابقه، وأن الفريق الجداوي ربما لا يعول كثيرا على أسلوب البناء في الهجمات، وربما يميل أكثر للاعتماد على الهجوم الخاطف، خاصة في طبيعة مباريات الكؤوس التي لا تقبل القسمة على إثنين.
وأضاف المنتشري، في تصريحات تلفزيونية: “لست متوترًا قبل الكلاسيكو.. صحيح أن النصر أكثر استقرارًا وجاهزية.، لكن الفوارق ستقل بعد إدارة كونسيساو للكلاسيكو أمام الهلال”.
كأس خادم الحرمين الشريفين
ويتفق خالد العطوي نجم الكرة السعودية السابق مع المنتشري على أن كلاسيكو الليلة قد يميل لصالح الاتحاد رغم صعوبة التوقعات.
ورغم انتقاده السابق لمستوى اتحاد جدة إلا أن أحمد عطيف نجم الشباب السابق، يرى أن العميد الأقرب للفوز بكلاسيكو الكأس.
ويختلف مع هذه التوقعات كل من خالد الشنيف نجم الشباب السابق، وكذلك العماني عماد الحوسني نجم أهلي جدة السابق، واللذان يعتبران النصر الأقرب إلى الفوز بالكلاسيكو.
لكن رغم ذلك فإن الحوسني يتوقع أن يقدم البرتغالي سيرجيو كونسيساو المدير الفني لاتحاد جدة، أداء مغايرا عن الذي ظهر به الفريق ضد الهلال، والذي يعتبره أيضا لم يكن سيئا رغم الخسارة بهدفين نظيفين.
ولفت الحوسني، في تصريحات تلفزيونية، إلى أن بصمة كونسيساو واضحة مع الفريق، رغم النتائج السلبية في الدوري، وأشار إلى أن الاتحاد كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج بانتصار أمام الفيحاء لولا ركلة الجزاء التي أهدرها الفرنسي كريم بنزيما مهاجم الفريق.