يتسلح البرتغالي سيرجيو كونسيساو المدير الفني للاتحاد بتاريخ مميز على مستوى مباريات الديربي، وذلك قبل خوض مباراة ديربي جدة أمام الأهلي، يوم السبت المقبل، في الجولة الثامنة من دوري روشن السعودي للمحترفين.
ويأمل الاتحاد أن يكتب أول انتصاراته منذ الجولة الثالثة في الدوري، وأول فوز أيضا على مستوى المسابقة مع المدرب كونسيساو، الذي تعادل مرتين وخسر في واحدة بالمسابقة المحلية التي يحمل لقبها.
ويعول كونسيساو على تاريخ من التفوق بمباريات الديربي، ويأمل المدرب صاحب الـ 50 عاما، في أن يكون ذلك هو سلاحه من أجل التفوق على الأهلي الذي لم يتعرض لأي هزيمة هذا الموسم.
ديربي الغضب
لعل أبرز ما يميز سجل كونسيساو على مستوى مباريات الديربي، هي مباراة “ديربي الغضب” بين إنتر وميلان في إيطاليا، فقد كان البرتغالي مدربا للروسونيري وحقق نتائج مميزة ضد الغريم التقليدي.
وواجه كونسيساو الإنتر 6 مرات كمدرب، من بينها 4 في قيادة ميلان، حيث فاز مرتين وتعادل في مثلهما بينما لم يتعرض لأي هزيمة.
تفوق كاسح لميلان ضد إنتر في عهد كونسيساو ما جعل المدرب بترك بصمة واضحة في فترة وجيزة مع الفريق، لاسيما أن التفوق في مباريات الديربي تحديدا يكون له مذاق خاص.
وتولى كونسيساو تدريب ميلان في ديسمبر/كانون الأول عام 2024، واستمر حتى نهاية الموسم الماضي.
سجل متوازن
أيضا في البرتغال خاض كونسيساو أكثر من مباراة ديربي، فالمدرب الأسبق لبورتو، كان أمام خصوم مدينة لشبونة التقليديين مثل سبورتنج وبنفيكا.
وأمام العملاق بنفيكا يتفوق كونسيساو ولو بشكل طفيف، حيث لعب 29 مباراة ضد النسور فاز في 13 منها وخسر في 12 بينما تعادل 4 مرات.
أما ضد سبورتنج لشبونة فقد لعب كونسيساو 32 مباراة، فاز في 11 مباراة وخسر في مثلها، وتعادل في 10 مباريات.
ويعني ذلك أن المدرب البرتغالي يعي جيدا ما تمثله مباريات الديربي على الصعيد الفني والجماهيري، وكذلك تحقيق انتصار معنوي يدفع فريقه لمواصلة التقدم.
أجواء جماهيرية وروح قتالية
لعل ما يميز كونسيساو في مواجهات الديربي تحديدا، هو حماسه الكبير، ما يجعله يبدو كلاعب وليس مدرب، فهو الذي يقفز وينفعل خارج الخطوط، ويثور غضبا ضد لاعبيه والحكام في حال أي قرار غير موفق.
وفي كلاسيكو الاتحاد ضد النصر، أظهر كونسيساو حماسا كبيرا، ما انعكس على أداء لاعبيه والروح القتالية التي ظهروا بها في الملعب وجعلتهم يقاتلون من أجل الخروج بالنتيجة المثالية.
فلسفة كونسيساو واضحة كمدرب، فعلى الصعيد الفني يطلب من لاعبيه أن يخرجوا كل طاقاتهم ولا يعترف بالأسماء، لكنه يضع الأولوية للمجهود داخل المستطيل الأخضر.
كذلك فإن أسلوب اللعب يعتمد بشكل كبير على طبيعة المنافس، فقد ترك الاستحواذ للنصر في الكلاسيكو، واعتمد على مرتدات قاتلة، خطف بها هدفي الفوز في الكأس، بينما في الكلاسيكو أمام الهلال لعب مباراة مفتوحة، وحاول أن يكون صاحب اليد العليا، لكن الأخطاء ساهمت في ضياع أفضلية فريقه النسبية.
خبرة سعودية
وبعد 5 مباريات يمكن القول بأن كونسيساو قد ازداد فهمه لطبيعة الكرة السعودية واللاعبين، وبات يختار تشكيل فريقه من مباراة لأخرى وفقا لأفضلية الأداء في التدريبات وهو ما اعترف به المدرب نفسه.
كونسيساو أيضا يتسلح بسجل جيد على مستوى دوري أبطال آسيا للنخبة، بعدما حول مسار الفريق من الهزائم إلى الانتصارات.
تسلم كونسيساو الفريق بلا نقاط في آسيا، بعد هزيمة مع المدرب الأسبق لوران بلان ضد الوحدة الإماراتي 2-1، ثم خسارة أخرى مع المدرب المؤقت حسن خليفة، ضد شباب الأهلي الإماراتي بهدف.
وعدّل كونسيساو دفة الأمور سريعا لصالح الاتحاد بفوز كبير على الشرطة العراقي 4-1، ثم ثلاثية نظيفة ضد الشارقة الإماراتي.
دور الجماهير
وفي أكثر من مناسبة تحدث سيرجيو كونسيساو عن أهمية الدعم الجماهيري، ويدرك المدرب البرتغالي أنه يقود فريقا ذا شعبية طاغية في المملكة، وله تاريخ أيضا، ما يعني أن مبارياته لاسيما على ملعبه يجب أن تشهد حضورا صاخبا وتشجيعا متواصلا، وهو أمر يلهب حماس اللاعبين من أجل تحقيق النتائج المرجوة.
وحرص المدير الفني على حضور تحضيرات الجماهير من قبل للتيفو والشكل الذي سيظهر به المشجعون خلال الصالة المغطاة، ليدرك جيدا أن الفريق يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، ومشجعين متحفزين.
مهمة صعبة
ويمثل الديربي نقطة انطلاق قوية للاتحاد والأهلي على حد سواء، لكن العميد يعول كثيرا على هذا اللقاء المرتقب، خاصة أن الراقي لم يخسر من قبل هذا الموسم، ومن ثم سيقاتل من أجل تجنب نتيجة سلبية.
وحال فوز الاتحاد سيكون الفريق قد أنعش حظوظه في المنافسة من جديد على اللقب الذي حققه الموسم الماضي، لاسيما أن الخسارة ستبعده كثيرا عن البطولة.