يعيش المهاجم البرازيلي الشاب إندريك، فترة صعبة في بداية مشواره مع ريال مدريد، حيث حالت الإصابات المتكررة دون ظهوره الأول هذا الموسم.
ورغم ذلك، يجد نفسه في مرحلة انتظار طويلة، مع حفاظه على جاهزيته البدنية وحرصه على التدرب يوميًا مع زملائه في العاصمة الإسبانية.
صبر وانضباط
رغم الظروف الصعبة، يواصل إندريك الحفاظ على هدوئه وثقته بنفسه، مؤمنًا بأن فرصته ستأتي عاجلاً أم آجلاً.
ووفقًا لصحيفة “آس” الإسبانية، لم يفقد اللاعب صبره رغم غيابه عن المنافسات، حيث يركز على تحسين أدائه في كل حصة تدريبية ليكون جاهزًا عندما يمنحه المدرب تشابي ألونسو فرصة المشاركة الرسمية الأولى.
ومنذ تولي ألونسو القيادة الفنية لريال مدريد، لم يتح للمهاجم البرازيلي خوض أي دقيقة في المباريات الرسمية، رغم عودته إلى قائمة الفريق قبل أكثر من أسبوعين.
ويبقى إندريك اللاعب الوحيد من بين عناصر الفريق السليمة الذين لم يشاركوا بعد هذا الموسم.
عزيمة ونضج
على الرغم من هذا الوضع الصعب، لا يُظهر إندريك أي علامات إحباط أو تراجع، بل يواصل القتال لإثبات نفسه أمام المدرب الإسباني الجديد.
ويؤمن اللاعب بأن الجهد والانضباط في التدريبات هما السبيل الوحيد لكسب ثقة ألونسو، ما يعكس نضجًا كبيرًا في شخصيته رغم صغر سنه.
وأظهر إندريك تفاؤله من خلال رسالة هادئة بعث بها إلى جماهير ريال مدريد عبر حسابه على “إنستحرام”، حيث نشر صورًا له من تدريبات الفريق مصحوبة بكلمة واحدة مؤثرة: “ممتن”.
التزام مستمر
وفيما انشغل معظم زملائه بالالتحاق بمنتخباتهم الوطنية خلال فترة التوقف الدولي، بقي إندريك في مدريد لمواصلة تدريباته الفردية، محافظًا على لياقته ورغبته في التطور. ويعيش المهاجم الشاب حالة من الانسجام والسعادة داخل أروقة النادي الملكي رغم ابتعاده عن أرض الملعب.
في الموسم الماضي، شارك إندريك مع ريال مدريد في 37 مباراة، سجل خلالها 7 أهداف وقدم تمريرة حاسمة واحدة، وغالبًا ما كان يدخل كبديل في الشوط الثاني.
واليوم، ينتظر المهاجم البرازيلي لحظته بثقة وصبر، مؤكدًا من خلال التزامه في التدريبات أنه لاعب محترف يمكن الاعتماد عليه، وجاهز لتقديم الإضافة متى قرر تشابي ألونسو منحه الفرصة المنتظرة.
رحلة موهبة برازيلية نحو القمة
وُلد إندريك في 21 يوليو/تموز 2006 في برازيليا، العاصمة البرازيلية، وبرز منذ طفولته كأحد أبرز المواهب الصاعدة في بلاده. التحق بأكاديمية بالميراس في سن الحادية عشرة، حيث بدأت قصته الاستثنائية مع كرة القدم. أظهر قدرات تهديفية مذهلة ومهارات فنية لافتة، جعلت المدربين في النادي يصفونه بـ”الظاهرة الجديدة”.
في سن الـ15، بدأ إندريك يجذب أنظار أندية أوروبا الكبرى بعد أدائه المبهر في بطولات الفئات السنية. قاد بالميراس للفوز بكأس ساو باولو للشباب عام 2022، وسجل أهدافًا حاسمة، ليتوج بجائزة أفضل لاعب في البطولة، ويصبح في نظر جماهير البرازيل “أمل المستقبل” بعد نيمار وفينيسيوس جونيور.
في العام نفسه، وقّع إندريك أول عقد احترافي مع بالميراس، ومع بلوغه السادسة عشرة أصبح أصغر لاعب في تاريخ النادي يشارك مع الفريق الأول. حقق بداية مذهلة بتسجيله في أولى مبارياته في الدوري البرازيلي، ولم يحتج سوى لأسابيع قليلة ليخطف الأضواء بأدائه الجريء، سرعته في المراوغة، وقدرته على إنهاء الهجمات بدقة عالية.
صفقة استثمارية
أداؤه المميز دفع ريال مدريد إلى التحرك سريعًا لضمه في صفقة وُصفت بأنها استثمار في المستقبل، بلغت قيمتها نحو 60 مليون يورو شاملة المتغيرات.
ورغم صغر سنه، تعامل إندريك مع الضغوط الكبيرة بثقة وهدوء، مؤكدًا أنه يحلم بالسير على خطى مواطنيه فينيسيوس جونيور ورودريجو جويس في العاصمة الإسبانية.
قبل انتقاله إلى أوروبا رسميًا، واصل إندريك التألق مع بالميراس، حيث لعب دورًا رئيسيًا في تتويج الفريق بلقب الدوري البرازيلي لعام 2023، مسجلاً أهدافًا حاسمة ومساهمات مؤثرة رغم أنه لم يتجاوز عامه السابع عشر.
نال إشادات واسعة من أساطير اللعبة مثل رونالدو نازاريو وريفالدو، اللذين أكدا أنه يمتلك مقومات المهاجم البرازيلي الكلاسيكي الممزوجة بالحداثة الأوروبية.
انطلاقة واعدة في ريال مدريد
انضم إندريك إلى ريال مدريد في صيف 2024، وبدأ التدرب مع الفريق الأول مباشرة، حيث وجد نفسه محاطًا بنجوم مثل جود بيلينجهام، فينيسيوس، ورودريجو، ما ساعده على التطور والتأقلم مع أجواء المنافسة في الليجا.
ورغم الإصابات المتكررة التي أخرت ظهوره الرسمي، يؤكد المقربون منه أنه يمتلك العقلية والموهبة اللتين تؤهلانه ليصبح أحد أبرز المهاجمين في أوروبا خلال السنوات المقبلة.
رحلة إندريك لم تبلغ ذروتها بعد، لكنها تحمل كل مؤشرات النجاح؛ من موهبة نادرة في شوارع برازيليا إلى لاعب واعد في أحد أعظم أندية العالم. يواصل المهاجم الشاب العمل بصمت وثقة في مدريد، على أمل أن يكتب فصلًا جديدًا من المجد الأبيض بقميص ريال مدريد.