أفسد الفرنسي موسى ديابي، جناح الاتحاد، ما فعله أمام الرياض اليوم الجمعة، في المباراة التي جرت على ملعب مدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية، ضمن الجولة التاسعة من منافسات الدوري السعودي للمحترفين.
وقاد ديابي فريق الاتحاد للفوز على الرياض بنتيجة 2-1، بعدما سجل هدفا قبل أن يطرد.
ونجح ديابي في صناعة الهدف الأول الذي سجله المهاجم الفرنسي الآخر كريم بنزيما في الدقيقة 24 من عمر المباراة، عندما مرر له كرة عرضية مميزة، حولها برأسه إلى داخل شباك الحارس ميلان بوريان.
طرد تاريخي
وفي الدقيقة 71 من عمر المباراة، أفسد ديابي ما قدمه، بعدما تعرض للطرد المباشر بعد العودة لتقنية الفيديو، بسبب اعتدائه على مدافع الرياض بدون كرة.
وبعد دقائق من الطرد، كثف فريق الرياض هجماته على الاتحاد، ونجح في تسجيل هدف تقليص الفارق، وكاد أن يسجل التعادل في أكثر من مناسبة، لولا تألق الحارس الصربي بريدراج رايكوفيتش ومدافعي “النمور”.
وأصبح هذا الطرد هو الثاني الذي يتعرض له موسى ديابي مع الاتحاد، رغم أنه خاض معه 43 مباراة فقط خلال أقل من موسم ونصف تقريبًا.
وكان الطرد الأول قد حصل عليه ديابي يوم 7 مايو/أيار الماضي، عقب الفوز على النصر 3-2 في الجولة الـ30 من الموسم الماضي، بسبب مشادة مع بعض لاعبي “العالمي”.
وبذلك، يكون الجناح الفرنسي قد حصل على بطاقات حمراء مع الاتحاد أكثر من تلك التي حصل عليها طوال مسيرته الكروية، سواء مع الأندية أو المنتخب.
وقبل الانتقال إلى الاتحاد، كان ديابي قد حصل على بطاقة حمراء وحيدة في مسيرته، جاءت بعد حصوله على بطاقتين صفراويتين خلال تعادل فريقه السابق باير ليفركوزن مع هوفنهايم 2-2، يوم 15 ديسمبر/كانون الأول 2021، في الجولة السادسة عشرة من الدوري الألماني لموسم 2021-2022.
بطاقات الاتحاد لا تتوقف
من جهة أخرى، تسبب طرد ديابي في زيادة الرقم السلبي لفريق الاتحاد، حيث أصبح الفريق الأكثر حصولًا على بطاقات حمراء هذا الموسم، برصيد 6 بطاقات، بواقع 3 في دوري روشن، و2 في دوري أبطال آسيا، وواحدة في كأس خادم الحرمين الشريفين.
ولا يقترب من الاتحاد سوى فريقي الفتح والشباب، حيث حصل كلاهما على 4 بطاقات حمراء، مقابل 3 لفرق النجمة والأخدود وضمك.
من الاكتشاف إلى التألق
قبل الطرد، تألق موسى ديابي بشكل لافت مع الاتحاد خلال الموسم الحالي، لا سيما منذ وصول المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، خلفًا للفرنسي لوران بلان.
منذ قدوم كونسيساو، عاد ديابي لمستواه المعهود، حيث سجل 9 مساهمات تهديفية خلال 7 مباريات بمختلف البطولات، بما في ذلك صناعة هدف التعادل مع الفيحاء (1-1)، ثنائية في التعادل أمام الخليج (4-4)، وصناعة هدف الفوز على الرياض، بالإضافة إلى أهداف وصناعات في دوري أبطال آسيا وكأس خادم الحرمين الشريفين.
أسباب التألق
حرر كونسيساو، ديابي من القيود التكتيكية السابقة ومنحه حرية أكبر في التحرك بين الخطوط، بدل الالتزام بالجناح الأيمن فقط.
واعتمد على سرعة ديابي كسلاح لكسر التنظيم الدفاعي للخصوم، وصمّم أسلوب اللعب حول التحولات السريعة التي تضع الفرنسي في مواجهة مباشرة مع المدافعين.
كما ركّز المدرب على الجانب الذهني ومنح ديابي الثقة والدور القيادي داخل الملعب، ما انعكس في لغة جسده وطريقة احتفاله بالأهداف، بالإضافة إلى توفير مهاجم متحرك أمامه يمنحه المساحة لاقتحام المنطقة من الخلف.
سلاح متعدد الاستخدامات
لم يعد ديابي جناحًا تقليديًا يلتزم بخط التماس، بل أصبح سلاحًا تكتيكيًا متعدد الاستخدامات، يتحرك بين الأطراف والعمق ويصنع الفارق من أي مساحة.
وغير كونسيساو موقعه أكثر من مرة خلال المباريات، فيتحول أحيانًا إلى صانع لعب متقدم خلف المهاجمين، وأحيانًا إلى مهاجم ثانٍ يستغل المساحات بين قلب الدفاع والظهير، ليُربك دفاع الخصم باستمرار.
كما ساعدته لياقته العالية وقدرته على العودة السريعة في الأدوار الدفاعية على أن يكون عنصرًا متوازنًا في المنظومة، لا يكتفي بتسجيل وصناعة الأهداف، بل يساهم أيضًا في افتكاك الكرة وبناء الهجمات من الخلف.
التحول الكامل
جاء التحول في مستوى ديابي منذ وصول كونسيساو حتى مباراة اليوم، حيث أعاد المدرب البرتغالي سلاحه الأقوى للواجهة بعد فترة من الانتقادات والمطالبات بالتخلص منه.
ووصل ديابي إجمالًا إلى 10 مساهمات تهديفية حتى الآن، حيث سجل 3 أهداف وصنع 7 أخرى، ولا يزال الموسم في بدايته، مما ينذر بموسم مرعب للخصوم.
وتحدث ديابي عن سر تحوله مع كونسيساو قائلاً: “أساليب مختلفة بين المدرب الحالي والسابق، نمتلك حاليًا مديرًا فنيًا على أعلى مستوى، وعمل في أندية كبرى.”
وأضاف: “لدينا حاليًا لاعبون كبار أيضًا، وهو حاضر ليساعدنا ونحن نطبق ما يطلبه منا كلاعبين.”