من الهواة لمنتخب إسبانيا.. ناتشو فيرنانديز يكشف أسرار مشواره التدريبي

BySayed

أكتوبر 7, 2025


رغم أنه لم يكن لاعبا محترفا في “الليجا”، إلا أنه حاليا يعرف جيدا كيفية إدارة غرفة تبديل الملابس.. هكذا عبر الإسباني ناتشو فيرنانديز عن مسيرته في عالم التدريب، والتي بدأت في سن الخامسة والعشرين.

ناتشو فيرنانديز صاحب الـ52 عاما، بدأ مسيرته كلاعب هاو، ودخل مجال التدريب مبكرا، عن طريق كوينتيليس كلوب دي فوتبول، وسرعان ما لفت الانتباه، وعمل كمدرب مساعد لـ خوسيه أنطونيو أنكويلا في ألكوركون، في الدرجة الثانية الإسبانية، وكان قريبا من الصعود إلى الدوري الإسباني، فضلا عن الوصول إلى دور الـ16 من كأس الملك.

وشهدت مسيرته لحظات فارقة، مثل الصعود لدوري الدرجة الأولى الإسباني “الليجا” مع ديبورتيفو ألافيس عام 2015، والعمل في الجهاز الفني لخيتافي بالليجا، وأنهى الموسم في المركز الخامس وتأهل إلى الدوري الأوروبي.

وفي موسم 2021-2022، عمل في الجهاز الفني لبوردالاس في فالنسيا، واحتلوا وصافة كأس ملك إسبانيا بعد خسارة النهائي، وكانت آخر محطات ناتشو التدريبية، العمل كمدرب مساعد لمنتخب إسبانيا للسيدات، الفائز بكأس العالم 2023.

وأجرى مصراوي حوارا مع ناتشو فيرنانديز، تحدث خلاله عن أبرز محطاته التدريبية، كاشفا أسباب خسارة نهائي أمم أوروبا للسيدات ومن ثم الرحيل عن منتخب إسبانيا.

إلى نص الحوار:

بدأت في عالم التدريب في سن مبكرة… كيف كانت بداياتك ولماذا اخترت هذا الطريق؟

كرة القدم كانت شغفي منذ الصغر، سرعان ما أدركت أنني لا أمتلك المؤهلات لأصبح لاعبًا محترفًا، لذا بدأت في التحضير لأكون مدربًا، خطوة بخطوة، كنت أتعلم… وما زلت حتى اليوم أتعلم كل يوم.

نرى أن كثيرًا من المدربين لم يكونوا لاعبين محترفين… هل تعتقد أن ذلك يصنع فرقًا؟

لقد لعبت في أستورياس على مستوى الهواة، هناك لاعبون كبار أصبحوا مدربين كبار، لكن هذا لا يضمن شيئًا، اليوم يمكنني القول إنني أعرف جيدًا كيفية إدارة غرفة تبديل الملابس في الليجا، رغم أنني لم أكن لاعبًا محترفًا.

كنت قريبًا من الصعود إلى الليجا في بداية مسيرتك مع ألكوركون، ووصلت إلى دور الـ16 من كأس الملك… كيف شعرت بتحقيق ذلك في وقت مبكر؟ وكيف ساعدك خوسيه أنتونيو أنكيلا؟

أنكيلا كان شخصًا مهمًا في مسيرتي، لقد وثق بي في دوري النخبة مثل الدرجة الثانية الإسبانية، وأعتقد أننا شكلنا ثنائيًا رائعًا. كنا ننسجم جيدًا. أكن له الكثير من المودة، وكنا قريبين جدًا من تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في صعود ألكوركون إلى الليجا.

متى قررت الخروج من إسبانيا للعمل في الخارج؟ هل كانت قرارًا صعبًا؟

أنا شخص لا يهدأ ولا أغلق الأبواب، على العكس، العمل في الخارج يثري التجربة، وفي الواقع، من الممكن أن أستمر في مسيرتي خارج إسبانيا.

هل تعتبر أن الصعود مع فريق ديبورتيفو ألافيس إلى الليجا كان أهم لحظة في مسيرتك؟

إحدى أهم اللحظات، دون شك. الصعود إلى الليجا أصعب مما يبدو، الدرجة الثانية الإسبانية شديدة الصعوبة، بمبارياتها المتكافئة ولاعبيها ومدربيها ذوي الجودة العالية، تلك كانت موسمًا لا يُنسى.

في معظم المناصب السابقة عملت كمدرب مساعد، وفي 2016 أصبحت مديرًا فنيًا، وبعد إنقاذ بورجوس من الهبوط، لماذا قررت العودة للعمل مع بوردالاس؟

لأني أعتقد أننا نعمل معًا بشكل جيد، بالنسبة للمدرب المساعد من الأساسي أن يعرف كل شيء عن المدرب الرئيسي، ما يشعر به، ما يفكر به… وأن يكون دائمًا متقدمًا بخطوة، أن يكون واضحًا في كيفية المساعدة في كل لحظة. وهذا ما كان لدي مع بوردالاس.

حدثني عن تجربتك مع خيتافي والتأهل إلى الدوري الأوروبي؟

يمكننا القول إنها كانت محطة بارزة أخرى في مسيرتي، جميعنا عملنا على بناء فريق تنافسي للغاية، فريق يؤمن بما يفعله، وهذا سمح لنا بتقديم موسم يفوق كل التوقعات. تجاوزنا أندية بميزانيات أعلى بكثير.

كيف كانت علاقتك وتعاونك مع دييجو سيميوني في أتلتيكو مدريد؟

جيدة، كنت أعلم تمامًا دوري في الفريق الرديف، مساعدة اللاعبين على التطور ليتمكنوا من الصعود للفريق الأول، والنمو يأتي من خلال العمل والتعلم والمنافسة.

وأعتقد أننا حققنا ذلك بوضوح، تأهلنا إلى ملحق الصعود وكنا على بُعد خطوة منه، وكان من المهم أيضًا كيف أصبح شباب مثل ريكيلمي، كاميلو، مانو سانشيز، جيرمان فاليرا، جوليانو سيميوني… لاعبين مهمين – فقط لأذكر بعضهم.

هل كانت الهزيمة في نهائي كأس الملك في موسم 2021-2022 أصعب لحظة في مسيرتك؟

الخسارة في النهائيات مؤلمة جدًا، لأنها لحظات تاريخية، لكن لاحقًا، بعقل بارد، تدرك قيمة مجرد الوصول إلى النهائي.

تدريبك لفريق ياباني مثل ريوكيو كان قرارًا شجاعًا… كيف تتعامل مع قرارات كهذه؟

تشعر ببعض الخوف، لكن الفرص في الحياة يجب اغتنامها، كانت فرصة لتدريب في بلد ينمو فيه كرة القدم بسرعة مثل اليابان، الفريق كان يعاني من عجز كبير في النقاط، لكن كان تحديًا. تحسنّا كثيرًا، وكنا قريبين من تحقيق الهدف.

كيف انتقلت إلى كرة القدم النسائية؟ ما الفروقات التي تجدها بين تدريب الرجال والنساء؟

أعرف مونسي تومي منذ سنوات طويلة، كنت في ألكوركون، وكان علي الذهاب بانتظام لمتابعة فريق برشلونة ب، وكانت هي تلعب في الفريق الكتالوني.

نحن الاثنان من أستورياس، فكنا نتحدث كثيرًا عن كرة القدم حتى ظهرت فرصة مساعدتها في المنتخب. لقد كان عامًا ثريًا من العمل، أما من ناحية الفروقات، فهي في الجوهر معدومة. مفاهيم كرة القدم لا تتغير.

هل تعتقد أن الفجوة بين كرة القدم النسائية والرجالية بدأت تضيق؟

من الواضح أن كرة القدم النسائية تنمو بشكل متسارع، لكن كرة القدم الرجالية أيضًا تتطور،كرة القدم تغيرت كثيرًا في آخر 10 سنوات، سواء عند الرجال أو النساء.

توليت قيادة منتخب إسبانيا النسائي بعد الفوز بكأس العالم، لكن الفريق كان يمر بأزمة وصراعات بين اللاعبات… كيف تعاملت مع هذه الوضعية؟

كنا نعلم أنه من خلال العمل الجاد والمهني، لدينا لاعبات قادرات على تحقيق نتائج جيدة، وهذا ما حدث. خلال عام، خسرنا مباراة واحدة فقط.

لماذا تعتقد أن منتخب إسبانيا النسائي خسر نهائي كأس أوروبا؟

بسبب التفاصيل، هذه كرة القدم، أعتقد أننا استحقينا اللقب خلال البطولة، لكن إنجلترا كانت منافسة قوية في النهائي، عرفت كيف تلعب أوراقها وفازت باللقب، هذا أمر مؤسف، لكننا فخورون بما أنجزناه، وقد نلنا حب وتقدير الجميع.

أيتانا بونماتي هي من أبرز لاعبات المنتخب وكانت تحت قيادتك… وقد فازت مؤخرًا بالكرة الذهبية الثالثة لها. هل هي الأفضل في العالم حاليًا؟

أيتانا لاعبة ذات جودة استثنائية، لأنها تفهم اللعبة جيدًا، كما أنها تعرف أن العمل الجاد والاحترافية على مدار الساعة هما الأساس، بدون ذلك، من المستحيل الوصول لما وصلت إليه، لست من محبي الجوائز الفردية، بصراحة، لكن إذا فازت بالعديد منها فلا بد أن هناك سببًا لذلك.

ما اللاعبون أو اللاعبات الذين دربتهم وتعتقد أنهم كانوا يمتلكون مستقبلًا كبيرًا وقد حققوه؟

كما ذكرت سابقًا، هناك ريكيلمي أو جوليانو سيميوني، وهناك كثيرون آخرون، بالتأكيد نسيت بعضهم، لكن على سبيل المثال: دييجو كوندي، مولليخو، كارلوس إسحق، وخوانما سانابريا، الذي يلعب حاليًا في الدوري المكسيكي.

ما دور عائلتك في مسيرتك المهنية؟

عائلتي هي الأساس، بالنسبة لي، الانفصال عنهم هو تضحية كبيرة، لكن زوجتي تتفهم ذلك وتعرف أنني سعيد مع كرة القدم، إنها شغفي. وعندما تتاح لي الفرصة، أقضي كل وقتي مع عائلتي.



المصدر – مصراوي

By Sayed