يواجه برشلونة تحديًا واضحًا في مركز الظهير الأيسر، وهو الموقع الذي يسعى النادي لتعزيزه قبل الموسم المقبل.
على الرغم من الإمكانيات الكبيرة للاعب الأساسي، أليخاندرو بالدي، إلا أن الأداء لم يكن عند مستوى التوقعات، ما دفع الإدارة والجهاز الفني لدراسة البدائل المتاحة سواء داخل الفريق أو عبر سوق الانتقالات، استعدادًا لضمان استقرار الدفاع وتحقيق التوازن بين الخبرة والشباب.
ووفقاً لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، بدأ برشلونة في استخلاص استنتاجات حول أداء لاعبيه خلال الموسم الحالي تمهيدًا للموسم المقبل، مع التركيز على المراكز التي تظهر فيها قصور واضح.
ويعد الظهير الأيسر من أكثر المراكز التي أثارت القلق هذا الموسم، إذ يعاني الفريق بقيادة هانز فليك في هذا الجانب.
اللاعب الأساسي أليخاندرو بالدي، البالغ من العمر 22 عامًا، يمتلك إمكانيات بدنية وتقنية عالية، وهو مرتبط بعقد حتى عام 2028 ومع ذلك، لم يقدم الأداء المتوقع منه بالكامل، وظهر في بعض المناسبات بمستويات متواضعة.
وتكمن المشكلة الأخرى في اللاعبين البدلاء، وهما جيرارد مارتن (23 عامًا) وجوفري تورنتس (18 عامًا)، اللذين لم يقدما بعد القفزة النوعية اللازمة ليكونوا بدائل حقيقية.
وقدم مارتن أداءً جيدًا الموسم الماضي، خاصة أمام إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، ويتميز بالالتزام الدفاعي وبعض الإسهامات الهجومية، إلا أن النادي يعتبر أن مستواه ما زال يحتاج للتطوير.
أما الشاب جوفري، فيُنظر إليه باعتباره مستقبل واعد، لكنه لا يزال ناشئًا خصوصًا من الناحية الدفاعية، وإمكانياته البدنية والفنية تبشر بالمستقبل، لكن لا يمكن منحه مسؤولية اللعب كأساسي لتجنب حرقه مبكرًا.
في هذا السياق، يراقب برشلونة سوق الانتقالات عن كثب، مع الإشارة إلى أن النادي كان يسعى الصيف الماضي لتعزيز الفريق في مركز الظهير الأيسر.
وكشفت صحيفة “موندو ديبورتيفو”، أن فكرة ديكو، المدير الرياضي، في الصيف كانت تتمثل في محاولة التعاقد مع أليخاندرو جريمالدو نجم ليفركوزن (30 عامًا)، لكن الإمكانيات المالية وقواعد اللعب المالي النظيف لم تسمح بذلك، كما حدث مع محاولة التعاقد مع لويس دياز.
ومع ذلك، يظل اسم جريمالدو مطروحًا في قائمة النادي نظرًا لجودته وأدائه، إضافة إلى وضعه في باير ليفركوزن قبل عام ونصف من انتهاء عقده، ما يجعله لاعبًا جذابًا للغاية.
كما تضمن عقد اللاعب بندًا يسمح له بالانتقال إلى نادٍ إسباني مقابل مبلغ يتراوح بين 15 و20 مليون يورو، ولا يزال يرغب في العودة للعب في الليجا، مع إدراكه أن برشلونة مهتم به.
جريمالدو يشكل خيارًا واقعياً وجذابًا لتعزيز مركز الظهير الأيسر، لكن من الواضح أن برشلونة يحب لاعبين مثل نونو مينديز (باريس سان جيرمان، 23 عامًا) ويوشكو جفارديول (مانشستر سيتي، 23 عامًا)، لكن تجديد عقودهما طويلة المدى ولعبهما في أندية غير مضطرة للبيع يجعلهما أهدافًا صعبة في السوق.
Getty Images
أما مركز الظهير الأيمن فيعتبره النادي أكثر استقرارًا على الرغم من عدم وجود لاعب متخصص في هذا المركز، إلا أن كل من جول كوندي وإريك جارسيا كانا يلعبان قلب دفاع.
وحوّل كوندي مركزه بنجاح إلى الظهير الأيمن، لكنه لا يمر بفترة جيدة، إلا أنه أظهر صلابة، ووقع تجديد عقده حتى عام 2028 في أغسطس/أب الماضي.
أما إريك جارسيا، فيرغب برشلونة في تجديد عقده بسبب أدائه الجيد، ولعب كظهير أيمن بشكل ممتاز عند الحاجة. لذلك، الاستثمار في هذا المركز ليس أولوية إلا إذا كان هناك لاعب قادرًا على تحسين المستوى الحالي.
من الأمثلة المحتملة على تعزيز مركز الظهير الأيمن، دينزل دومفريس (29 عامًا) لاعب إنتر ميلان، الذي يمتاز بالانطلاق الهجومي الكبير، وقد أثر سلبًا على مسيرة برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بالموسم الماضي.
كان الهولندي مطروحًا الصيف الماضي أيضًا، إذ يملك بندًا في عقده يسمح له بالرحيل مقابل 25 مليون يورو حتى 2028، لكن برشلونة لم يكن قادرًا على تلبية هذا الشرط بسبب قواعد اللعب المالي النظيف.
كما يظل جواو كانسيلو (31 عامًا) خيارًا مرتبطًا ببرشلونة، رغم راتبه المرتفع مع الهلال السعودي، حيث يمتلك القدرة على اللعب في الجهتين ويمتلك توجهًا هجوميًا واضحًا وشغفًا بالنادي، وقد أعجب ديكو به دائمًا.
لكن المشكلة قد تتعلق بمدى اقتناع المدرب هانز فليك بالتوجه الهجومي للاعب، لأن كانسيلو ظهر في بعض المناسبات بشكل سلبي خلال فترته مع برشلونة.
وأوضحت أن هناك ظهيرا آخر يحلم باللعب لبرشلونة هو الدولي الكولومبي دانيال مونيوز (29 عامًا، كريستال بالاس)، الذي لا يخجل من التعبير عن رغبته في ارتداء القميص الأزرق والأحمر.
ويُعرف عن دانيال مونيوز أنه لاعب جناح ذو توجه هجومي ويرغب في تحقيق قفزة نوعية في مسيرته.