من صافرات الاستهجان للتجديد.. نهاية كابوس دي يونج مع برشلونة

BySayed

أكتوبر 3, 2025


في كرة القدم، قد تتغير الأقدار في لمح البصر، وقد يتحول اللاعب من مصدر انتقاد إلى ركيزة أساسية في فريقه.

قصة النجم الهولندي فرينكي دي يونج مع برشلونة خلال العام الأخير، تمثل نموذجًا حيًا لهذا التحول الكبير.

فبعد أن عاش كابوسًا مؤلمًا مع إصابات الكاحل أبعدته عن الملاعب لأشهر طويلة، ها هو اليوم يقف على أعتاب توقيع عقد جديد يضمن استمراره في صفوف الفريق الكتالوني لمدة 3 مواسم إضافية، بعدما نجح في قلب الموازين لصالحه على الصعيدين الرياضي والشخصي.

عودة صعبة بعد غياب 163 يومًا

في الأول من أكتوبر/تشرين أول 2024، عاد دي يونج إلى المستطيل الأخضر بعد فترة غياب امتدت لنحو 163 يومًا بسبب إصابة متكررة في الكاحل.

عودة اللاعب لم تكن سهلة، فقد كشف بنفسه أنه مر بفترة عصيبة نفسيًا وجسديًا، حيث واجه لحظات شك، خاصة مع تراجع شعبيته لدى قطاع من جماهير برشلونة، التي لم تكن راضية عن مردوده في المواسم السابقة.

ولا شك أن عملية هزيمة الظروف، لم تكن سهلة على الإطلاق بالنسبة للاعب الهولندي.

فرينكي دي يونجEPA

في البداية، حصل على دقائق معدودة، مثل مشاركته أمام يونج بويز في أكتوبر، حين دفع به المدرب هانز فليك في آخر ربع ساعة من اللقاء الذي كان محسوم النتيجة لصالح البلوجرانا.

ومع توالي المباريات، زادت مشاركته تدريجيًا، لكن الجماهير لم تبدِ رضاها الكامل.

صافرات الاستهجان

الشرارة التي كشفت حجم التوتر بين اللاعب والجماهير جاءت في 26 نوفمبر/تشرين ثان الماضي، عندما استقبلت جماهير ملعب لويس كومبانيس، دخول دي يونج في الدقائق الأخيرة من مواجهة بريست بصفارات استهجان مدوية.

ولم يقتصر الأمر على دخوله، بل كان كل لمسة للكرة، تقابل باستياء من المدرجات.

وبالنسبة لأي لاعب، كان الموقف كفيلاً بضياع الثقة بالنفس، لكن دي يونج اختار أن يتحدى الظروف وأن يثبت للجميع أنه قادر على العودة أقوى.

FC Barcelona v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD2Getty Images

فليك يغير المعادلة

الفضل في انتفاضة دي يونج، يعود بدرجة كبيرة إلى المدرب هانز فليك.

فالمدرب الألماني لم يتأثر برد فعل الجماهير، بل واصل منحه الثقة والفرص، حتى بدأ اللاعب تدريجيًا في استعادة مستواه الحقيقي.

ومع بداية يناير/كانون ثان 2025، وجد فليك، التوليفة المثالية في خط الوسط، حيث كون دي يونج، ثنائية متجانسة وصلبة مع بيدري.

هذه الشراكة جعلت اللاعب الهولندي، يتحول من بديل مثير للجدل، إلى ركيزة أساسية في خط الوسط، لا غنى عنها في التشكيلة.

كما أن تطور مستوى دي يونج كان مثيرًا، من لاعب تُقابل مشاركته بالصافرات، ليصبح أساسيًا في كل المباريات الكبرى، وأحد أكثر اللاعبين استقرارًا على مستوى الأداء.

وبحلول نهاية الموسم، كان قد رسخ مكانته كعنصر لا يُمس في تشكيلة فليك، حتى أن الجماهير التي كانت تعارضه بشدة، تحولت لتصفق له بحرارة مع كل لمسة للكرة.

ملف التجديد

على الصعيد الإداري، كان عقد دي يونج على وشك الانتهاء في يونيو/حزيران 2026، وهو ما جعل ملف تجديده، واحدًا من أكثر الملفات استعجالًا على طاولة المدير الرياضي ديكو.

وقبل عام واحد فقط، كانت المفاوضات بين الطرفين مجمدة بالكامل، مع تزايد الشكوك حول إمكانية استمراره.

لكن الأمور تغيرت بصورة دراماتيكية مع تألق اللاعب، ومع رغبته المعلنة بالبقاء في صفوف برشلونة.

FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-VILLARREALGetty Images

وخلال جولة الفريق في آسيا الصيف الماضي، صرح دي يونج بشكل واضح أنه يريد الاستمرار مع النادي الكتالوني، مؤكدًا أن طموحه يرتبط بمشروع الفريق، لا بخيارات الرحيل.

هذه الكلمات كانت كافية لإعادة فتح المفاوضات، ومع الأداء الكبير الذي قدمه اللاعب في الموسم الأخير، بدا النادي مقتنعًا أكثر من أي وقت مضى بأهمية استمراره.

الإعلان يقترب

تشير التقارير إلى أن الإعلان الرسمي عن تجديد عقد دي يونج، أصبح مسألة أيام قليلة فقط، في ظل التوصل إلى اتفاق مبدئي يقتضي تمديد ارتباطه بالنادي لثلاثة مواسم إضافية.

وبهذا يصبح اللاعب، إلى جانب بيدري، أحد الأعمدة التي سيبني عليها فليك، مشروعه الرياضي في السنوات المقبلة.

من صافرات الاستهجان إلى التصفيق الحار

ما بين أكتوبر 2024 وأكتوبر 2025، عاش دي يونج، عامًا استثنائيًا اختزل كل معاني التحولات في كرة القدم.

من لاعب كان مستقبله في مهب الريح، والجماهير تطالب برحيله، إلى نجم يحظى بمكانة أساسية في التشكيل، ويحصل على التصفيق والدعم.

قصته تعكس قدرة اللاعب على تجاوز الصعوبات الذهنية والبدنية، وتؤكد أن الثقة من المدرب قد تغير مسيرة أي لاعب.

اليوم، يقف فرينكي دي يونج على أبواب مرحلة جديدة، أكثر استقرارًا ووضوحًا مع البارسا.

وبات من المؤكد أن رحلة دي يونج مع برشلونة، لم تصل بعد إلى نهايتها، بل ربما تكون قد بدأت فصلًا أكثر إشراقًا في مسيرته الكروية.



المصدر – كوورة

By Sayed