من فينيسيوس إلى راموس.. نجوم صنعوا الجدل مع المجد

BySayed

أكتوبر 20, 2025


في عالم كرة القدم، حيث تُقاس العظمة، عادة بالأهداف والألقاب، هناك نجوم تركوا بصمتهم بطريقة مختلفة.

بينما أذهل هؤلاء النجوم، الجماهير، بموهبتهم ومستواهم الرائع، ارتبطت أسماؤهم أيضاً بالمواقف المثيرة والجدل الدائم داخل الملاعب وخارجها. 

فمن فينيسيوس جونيور إلى سيرجيو راموس، مرورًا بنيمار، لويس سواريز، بيبي وإيميليانو مارتينيز، يتقاطع المجد مع الجدل، في مسيرة نجوم لا يعرفون الهدوء.

ووفقًا لصحيفة “آس“، لا تقتصر كرة القدم على الأهداف والبطولات والهتافات، بل تشمل أيضاً لحظات الغضب والانفعالات التي تلطّخ أحياناً جمال اللعبة. 

وعلى مدار العقود الأخيرة، أثبتت أسماء عديدة، أن الخط الفاصل بين الحماس والاستفزاز يمكن أن يختفي في لحظة. 

فينيسيوس “15 دوري أبطال مقابل صفر”

أحدث النماذج على ذلك هو فينيسيوس جونيور، الذي أثار الجدل مجدداً خلال مواجهة ريال مدريد أمام خيتافي يوم الأحد الماضي. فقد استغل المباراة ليواصل استفزازاته للاعبين والجماهير المنافسة بلا حدود، في سلوك بات يميز شخصيته داخل الليجا.

ورغم أن النجم البرازيلي صقل شخصيته من خلال معاناته من الهتافات العنصرية، إلا أن افتقاره للاحترافية، جعله يدخل في مشادات متكررة مع جماهير الأندية المنافسة مثل أتلتيكو مدريد وفالنسيا والغريم التقليدي برشلونة، الذين يعدون أهدافاً مفضلة لاستفزازاته.

فينيسيوس جونيورEPA

فينيسيوس جونيور يردد دائماً عبارته الشهيرة “لدينا 15 دوري أبطال، وأنتم لديكم صفر”، مشيراً إلى شعار البطولة على قميص ريال مدريد. 

وفي الكلاسيكو الأخير، اشتبك لفظياً مع إينيجو مارتينيز، بينما واجه جماهير أتلتيكو مباشرة من المدرجات. 

وخلال لقاء الأمس، شهدت المباراة، طرد لاعبين من خيتافي في غضون 7 دقائق فقط، أحدهما آلان نيوم الذي نال بطاقة حمراء بسبب “سلوك عنيف”.

نيمار وسواريز.. موهبة بنزعة استفزازية

في فترة سابقة من الليجا، كان ريال مدريد وبرشلونة يمتلكان نجومًا يجيدون اللعب على حافة العصبية. 

نيمار جونيور كان معروفاً بقدرته على إثارة الخصوم عبر المبالغة في السقوط وطلب الأخطاء، بينما تميز لويس سواريز بنزعة تصادمية جعلته أكثر ميلاً للمواجهات المباشرة.

سواريز، الذي عُرف بلقب “المسدس”، كثيراً ما فقد أعصابه خلال المباريات، ليقوم بتصرفات مثيرة مثل العض والبصق، وحتى تجاوز الحدود مع زملائه ومنافسيه، مثل إدينسون كافاني وجورجيو كيلليني، ما جعله رمزاً للموهبة الممزوجة بالفوضى.

نيمار وسواريز خلال تزاملهما في برشلونةReuters

راموس وبيبي.. ثنائي الغضب الملكي

أما سيرجيو راموس، قائد ريال مدريد السابق ونجم مونتيري حاليا، فجمع بين المجد والانفعالات. 

فقد تلقى راموس 30 بطاقة حمراء في الملاعب الإسبانية، منها 14 بسبب إنذارين و7 بطاقات حمراء مباشرة. وكان معروفاً باحتفالاته المثيرة بعد تسجيله للأهداف، والتي كثيرا ما أثارت الجدل في المباريات الكبرى.

بيبي، زميله السابق في ريال مدريد، لم يكن بعيدا عن هذا المسار. فقد طُرد في 18 مناسبة خلال مسيرته مع ريال مدريد، وبورتو، وبشكتاش، والمنتخب البرتغالي، واشتهر بعنفه المفرط، الذي جعله أحد أكثر المدافعين إثارة للجدل في حقبة الميرنجي الذهبية.

pepeGetty Images

الجدل اللاتيني.. مارتينيز وناويل جوزمان

تُعرف كرة القدم الأرجنتينية بشغفها المتفجر وعدائها الرياضي الواضح، حيث يعيش اللاعبون والجماهير على مبدأ “إما أن تفوز أو تموت”. ومن هذا المناخ خرج نجمان جسّدا هذه العقلية، هما إيميليانو مارتينيز وناويل جوزمان.

مارتينيز بات رمزاً للتمويه والاستفزاز، سواء مع أستون فيلا في الدوري الإنجليزي أو مع منتخب الأرجنتين تحت قيادة سكالوني، حيث يستخدم أساليبه النفسية لزعزعة الخصوم. 

Emiliano MartínezGetty Images

أما ناويل جوزمان، حارس مرمى تيجريس في الدوري المكسيكي، فهو المثال الحي على عبارة “إما أن تحبه أو تكرهه”. 

جوزمان لا يتردد في تجاوز الحدود، فقد شهد نهائي “أبرتورا 2023” أمام كلوب أمريكا واحدة من أشهر لقطاته، حين تدخل بعنف ضد جوليان كينونيس وطُرد من المباراة، ثم اختبأ داخل النفق القابل للطي لمتابعة اللقاء بعد طرده.

كما أثار الجدل مجدداً في “كلاسيكو ريخيو” العام الماضي عندما استخدم مؤشر ليزر من المدرجات، لتشويش حارس مونتيري، إستيبان أندرادا، مما تسبب في إيقافه ما بين 3 إلى 5 أشهر بسبب سوء السلوك.

بين الشغف والجدل

ما يجمع بين هؤلاء النجوم، هو أنهم يعيشون كرة القدم كأنها معركة شخصية، لا مجرد منافسة رياضية. فكل مباراة بالنسبة لهم اختبار للأعصاب والهيبة، وكل احتكاك فرصة لإثبات الذات أو استفزاز الخصم. ومع أن سلوكياتهم تثير الانقسام بين الجماهير، فإن تأثيرهم على اللعبة لا يمكن إنكاره.

فينيسيوس، على سبيل المثال، لا يكتفي بكونه أحد أبرز المواهب في العالم، بل يمثل رمزاً للجرأة والجدل في آنٍ واحد.

وراموس رغم بطاقاته الحمراء الكثيرة، يبقى أحد أكثر القادة احتراماً في تاريخ ريال مدريد، أما نيمار وسواريز، فقد جمعا بين الإبداع الفني والانفعال الدائم، في مزيج جعل منهما شخصيتين فريدتين في عالم كرة القدم الحديثة.



المصدر – كوورة

By Sayed