من هوفنهايم إلى برشلونة.. هل يكون فليك رجل الموسم الواحد؟

BySayed

أكتوبر 27, 2025


عاشت جماهير برشلونة موسمًا سعيدًا، أعاد لهم فيه الألماني هانز فليك، المدير الفني للفريق، عصر الهيمنة المحلية.

فليك قاد برشلونة للتتويج بكأس السوبر الإسباني، ثم كأس ملك إسبانيا، وأخيرًا كانت درة التاج استعادة لقب الدوري الإسباني بعد فقدانه الموسم قبل الماضي.

ما عكر صفو هذا الموسم التاريخي هو الفشل في استعادة لقب دوري أبطال أوروبا، عقب الخروج من نصف النهائي على أيدي إنتر ميلان.

“ذات الأذنين” أصبحت هي الهدف الرئيسي للفريق الكتالوني وجماهيره في الموسم الجديد، غير أن عقد قديمة تلاحق هانز فليك، وقد تحول كل هذه الأحلام إلى كوابيس.

بداية نارية ونهاية حزينة

مسيرة فليك التدريبية بدأت قبل نحو 30 عامًا، وتحديدًا في 1996 عندما كان لاعبًا ومدربًا في نفس الوقت لفريق فيكتوريا بامنتال، ثم عمل مديرًا فنيًا لفريق هوفنهايم بين عامي 2000 و2005.

في موسمه الأول، قاد فليك هوفنهايم للتأهل إلى دوري الدرجة الثالثة الألماني، ولم يكتفِ بذلك، بل حقق ذلك من خلال التتويج بدوري الدرجة الرابعة.

بعد ذلك، حاول فليك قيادة هوفنهايم للتأهل لدوري الدرجة الثانية الألماني، لكنه فشل في ذلك، وبعد 4 محاولات غير مجدية، اضطرت إدارة النادي لإقالته من منصبه.

بعد هذه الإقالة، غاب فليك عن منصب الرجل الأول لـ14 عامًا كاملة، تنقل فيها بين منصب المدرب المساعد والمدير الرياضي، ولم يتقلد منصب المدير الفني مُجددًا سوى في عام 2019 من بوابة بايرن ميونخ.

ورغم أن فليك غاب عن منصب المدير الفني 14 عامًا، لكن تجربة هوفنهايم ظلت ملازمة له في رحلته مع بايرن ميونخ ومنتخب ألمانيا، فالبداية دائمًا نارية، والنهاية دومًا حزينة.

سداسية بايرن ميونخ

وبالحديث عن البدايات النارية، فلا يمتلك مدربون كثيرون تلك الانطلاقة التاريخية التي بدأ بها فليك مسيرته مع بايرن ميونخ، بعد تعيينه مديرًا فنيًا في 2019، خلفًا للكرواتي نيكو كوفاتش الذي كان مساعدًا له.

وفي موسمه الأول، قاد المدرب الألماني فريقه لحصد كل الألقاب الممكنة، ليكون بايرن ميونخ ثاني فريق في التاريخ يحقق السداسية بعد برشلونة.

وحصل المدرب الألماني على جائزة أفضل مدرب في أوروبا في ذلك العام، بعدما حقق لقب دوري الأبطال بالفوز في جميع المباريات دون أي تعثر لأول مرة في تاريخ البطولة.

لكن في الموسم الثاني، تغيرت الأوضاع قليلًا، صحيح أنها لم تكن كارثية، لكنها لم تكن كسابقتها في الموسم الأول.

فليك قاد بايرن ميونخ للتتويج بلقب الدوري الألماني مرة أخرى، وكان التاسع على التوالي للنادي البافاري، لذا لم يكن الأمر استثنائيًا.

لكن المدرب المخضرم خسر مع البايرن لقب كأس ألمانيا بشكل مفاجئ، عقب الهزيمة من هولشتاين كيل، الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية الألماني، بركلات الترجيح، رغم أنه كان يخوض المباراة بمعظم العناصر الأساسية.

كما ودع الفريق البافاري لقب دوري أبطال أوروبا من الدور ربع النهائي، على أيدي باريس سان جيرمان الذي كان قد اقتنص منه اللقب في الموسم السابق.

وفي نهاية الموسم، قرر فليك الرحيل عن تدريب بايرن ميونخ، من أجل قيادة منتخب ألمانيا خلفًا للمدرب الألماني الآخر يواكيم لوف.

سابقة تاريخية في ألمانيا

مع “المانشافت” بدت الأمور وردية لفليك في البداية أيضًا، فلا انطلاقة أفضل من الفوز في أول 8 مباريات، منها 7 في تصفيات كأس العالم 2022، ليقود المنتخب للتأهل للمونديال بسهولة.

لكن كالعادة، بعد تلك البداية النارية، بدأت مرحلة السقوط، حيث تعادل المنتخب الألماني 4 مباريات متتالية، منها 3 مباريات في مجموعات دوري الأمم الأوروبية.

لم يحقق فليك سوى انتصار وحيد في 6 مباريات بدور المجموعات في دوري الأمم الأوروبية، مقابل هزيمة و4 تعادلات، ليودع البطولة مبكرًا.

وتكررت المأساة في مونديال 2022، فلم يفز منتخب ألمانيا سوى مباراة وحيدة، مقابل تعادل وهزيمة، ليودع البطولة الكبرى من دور المجموعات للنسخة الثانية على التوالي.

رغم الوداع المونديالي المُخزي، ظل فليك على رأس القيادة الفنية لـ”الماكينات”، لكنه لم يحقق سوى فوز وحيد في 6 مباريات ودية، وتعادل في مباراة أخرى، مقابل 4 هزائم، منها 3 متتالية.

لم يحقق فليك أي انتصار في 5 مباريات متتالية، ليقرر الاتحاد الألماني لكرة القدم لأول مرة في تاريخه إقالة المدير الفني للمنتخب، وذلك عقب الهزيمة التاريخية أمام اليابان بنتيجة 1-4.

سقوط برشلونة الحر

بعد نحو عام من الراحة، أو أقل قليلًا، عاد فليك لمقاعد التدريب، ولكن هذه المرة في تجربة مختلفة واستثنائية خارج ألمانيا، رفقة الفريق الذي أذاقه أسوأ نتائجه في دوري أبطال أوروبا عندما هزمه 8-2.

تولى فليك قيادة برشلونة، وحوله إلى فريق لا يُقهر، لا سيما أمام الكبار، رغم كل الأزمات المالية التي تحيط به، واعتماده على الكثير من المواهب الشابة.

لم يكن التتويج بالثلاثية المحلية في موسم 2024-2025 سوى إنذار لكل الفرق بأن قادم برشلونة أفضل وقادمهم أسوأ، لكن لمن يقرأ التاريخ، لم يكن الأمر كذلك.

بدأ برشلونة الموسم بشكل متذبذب، فخسر مباراة من بين ثلاثة في دوري أبطال أوروبا، وهُزم في الكلاسيكو لأول مرة بعد هيمنة استمرت موسمًا كاملًا على مدار 4 مباريات في 3 بطولات، ليبتعد عن صدارة ريال مدريد بفارق 5 نقاط.

وتخشى جماهير برشلونة أن يتكرر سقوط فليك المتكرر بعد البداية النارية، كما حدث في التجارب الثلاثة الماضية، وهو ما قد يحرمها من حلمها، ليس فقط في استعادة دوري أبطال أوروبا، ولكن حتى في مواصلة التفوق على ريال مدريد محليًا.



المصدر – كوورة

By Sayed