مودريتش.. صفحة ذهبية في كتاب أساطير ريال مدريد

BySayed

يوليو 10, 2025


في التاسع من سبتمبر/أيلول عام 1985، وُلد لوكا مودريتش في مدينة زادار الكرواتية، وسط أجواء حرب وصراعات لم تمنعه من الحلم.

بدأت رحلته مع كرة القدم على أرصفة مدينته، قبل أن يلمع اسمه في أكاديمية دينامو زغرب، حيث خطف الأنظار بمهاراته ورؤيته الثاقبة.

كانت بدايته الاحترافية من خلال إعارات ناجحة إلى أندية كرواتية وأخرى في البوسنة، ثم جاءت الخطوة الكبرى في 2008 حين انتقل إلى توتنهام هوتسبير الإنجليزي، حيث شكل حجر الأساس لمشروع الفريق الأوروبي الجديد.

بداية عصر ذهبي

في صيف 2012، تعاقد ريال مدريد مع لوكا مودريتش مقابل نحو 35 مليون يورو.

لم تكن البداية سهلة، فواجه صعوبات في التأقلم، حتى وصفته بعض الصحف بأسوأ صفقة في الموسم، لكنه احتاج لأشهر قليلة ليصنع الفارق، ويؤكد للجميع أن التقييم كان ظالمًا.

في مارس/أذار 2013، قدّم أولى لمساته الساحرة، بصناعة هدف الفوز في الكلاسيكو عبر ركنية متقنة إلى رأس راموس، ثم سجل هدف التعادل التاريخي في شباك مانشستر يونايتد بدوري الأبطال، إيذانًا ببدء قصة أسطورية بقميص الميرينجي.

صانع الأمجاد

بين عامي 2014 و2018، كان مودريتش القلب النابض لخط وسط ريال مدريد، تحت قيادة أنشيلوتي أولًا ثم زيدان.

في نهائي “لا ديسيما” الذي حقق فيه الملكي اللقب العاشر، قدّم أداءً استثنائيًا ساعد الفريق على كسر عقدة دوري الأبطال.

ثم جاءت الثلاثية التاريخية (2016 – 2017 – 2018) ليصبح خلالها مودريتش أحد أهم لاعبي الجيل الذهبي، بفضل تمريراته الساحرة، تحكمه في الإيقاع، وقدرته على قراءة الملعب كما لو كان مؤلفًا لأحداثه.

تمريرته البديعة لرونالدو في نهائي 2017 أمام يوفنتوس تُعد واحدة من أجمل لحظات البطولة.

كسر هيمنة الثنائي الكبير

في 2018، بلغ مودريتش ذروة المجد الكروي، قاد كرواتيا إلى نهائي كأس العالم، وحقق جائزة الكرة الذهبية في البطولة، ثم تُوج بجائزة الكرة الذهبية “بالون دور” كأفضل لاعب في العالم، منهياً بذلك هيمنة دامت عقداً من الزمن بين ميسي ورونالدو.

كما حصد جائزة “ذا بيست” من الفيفا، وجائزة لاعب العام في أوروبا، ليُثبت أن صانع اللعب يمكن أن يكون نجمًا عالميًا حتى دون تسجيل عشرات الأهداف.

Luka Modric The Best 2018Getty

أسطورة بأقدام لا تشيخ

على مدار 13 موسمًا بقميص ريال مدريد، خاض لوكا مودريتش 597 مباراة، سجل خلالها 43 هدفًا، وصنع 95 هدفًا، في مختلف المسابقات المحلية والقارية.

حصد 28 لقبًا رسميًا، ليصبح اللاعب الأكثر تتويجًا في تاريخ النادي، متفوقًا على أساطير مثل سيرجيو راموس وكريم بنزيما.

كما أصبح أكبر لاعب سنًا يمثل ريال مدريد في مباراة رسمية (39 عامًا و40 يومًا)، عندما دخل بديلًا وساهم بتمريرة حاسمة أمام سيلتا فيجو.

وداع تاريخي

في مايو 2025، أعلن مودريتش أن بطولة كأس العالم للأندية ستكون محطته الأخيرة مع ريال مدريد.

ودعه الجمهور بحرارة، واحتفى به زملاؤه ومدربوه، وفي مقدمتهم تشابي ألونسو الذي صرح قائلًا: “مودريتش لن يُتذكر بمباراته الأخيرة، بل بكل العظمة التي زرعها في قلوبنا”.

في يوليو/تموز 2025، أنهى مودريتش رحلته الملكية، بعد الإقصاء من نصف نهائي مونديال الأندية بالخسارة برباعية نظيفة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي.

واقترب مودريتش من الانتقال إلى صفوف ميلان الإيطالي، باحثًا عن فصل جديد في رحلته الأسطورية مع كرة القدم.



المصدر – كوورة

By Sayed