اعترف النجم الألماني المخضرم توماس مولر بأنه كان بإمكانه تخيّل مستقبله في صفوف برشلونة لو تلقى اتصالاً من مدربه السابق هانز فليك، مشيرًا إلى أن مشروع النادي الكتالوني كان سيجذبه لو شعر بأنه مناسب له.
وقال مولر، في تصريحات لبرنامج “بليكبونكت شبورت” الألماني: “فليك يعرفني جيدًا، ولو أنه اتصل بي وكان المشروع في برشلونة قد أعجبني، كنت سأتخيل مستقبلي هناك. إنه نادٍ من الطراز الأول، والجميع يدرك ما الذي يتوقعه الناس منك عندما ترتدي قميصه.”
تجربة جديدة في أمريكا
يخوض مولر، البالغ من العمر36 عامًا، تجربة مختلفة حاليًا مع فانكوفر وايتكابس في الدوري الأمريكي، بعد مسيرة مذهلة مع بايرن ميونخ حصد خلالها جميع الألقاب المحلية والقارية الممكنة.
ورغم انتقاله إلى كندا في صيف 2025، إلا أن مسيرته كانت قريبة من أن تسلك طريقًا آخر، بعدما تردّد اسم برشلونة في بعض الأحاديث داخل الوسط الرياضي كأحد الخيارات المحتملة له.
“عدو البارسا” التاريخي
ويُعد مولر من أكثر اللاعبين الذين سببوا الإزعاج لجماهير برشلونة في العقد الأخير، إذ سجل 8 أهداف في 10 مواجهات أمام الفريق الكتالوني، حقق خلالها 8 انتصارات، إلى جانب تمريرتين حاسمتين.
اشتهر دائمًا باحتفالاته الحماسية أمام برشلونة، ما جعله يُنظر إليه كـ”عدو كروي” دائم للنادي الإسباني.
ورغم أنه لم يتلقَّ عرضًا رسميًا من برشلونة، فإن تصريحاته الأخيرة توحي بأن الباب كان يمكن أن يُفتح لو تحرك فليك، الذي يرتبط معه بعلاقة قوية منذ فترتهما المشتركة في بايرن ميونخ والمنتخب الألماني، إلى جانب صديقه المقرب روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم برشلونة الحالي.
مركز “مولر” الذي يفتقده برشلونة
يرى كثيرون في برشلونة أن المركز الذي اشتهر به مولر، وهو الوسط الهجومي أو اللاعب بين الخطوط، يُعد عنصرًا محوريًا في أسلوب لعب الفريق.
ومع تكرار إصابات داني أولمو، حاول فليك توظيف رافينيا في هذا الدور، غير أن اللاعب الشاب فيرمين لوبيز يبدو الأقرب لتولي هذه المهمة بصفة دائمة، حيث يرى المحللون فيه ملامح أداء تشبه تحركات مولر ومساهماته الهجومية الذكية.
أسطورة بايرن ميونخ والكرة الألمانية
يُعتبر توماس مولر أحد أبرز أساطير الكرة الألمانية ورمزًا خالدًا في تاريخ بايرن ميونخ خلال القرن الحادي والعشرين، بفضل شخصيته الفريدة وذكائه التكتيكي وقدرته النادرة على شَغل أكثر من مركز هجومي بفاعلية عالية، حتى لُقّب بـ “اللاعب الشبح” أو “مفسر المساحات”.
وُلد مولر في 13 سبتمبر 1989 في بافاريا، والتحق بأكاديمية بايرن ميونخ وهو في العاشرة من عمره، قبل أن يصعد تدريجياً إلى الفريق الأول موسم 2008–2009.
ولفت الأنظار سريعاً بقدرته على التحرك الذكي واستغلال المساحات، ليصبح ركيزة أساسية تحت قيادة المدرب لويس فان جال في موسم 2009–2010، وهو الموسم الذي شكّل انطلاقته الحقيقية نحو المجد.
أرقام وإنجازات مذهلة
خلال أكثر من 17 عاماً بقميص بايرن ميونخ، حقق مولر سلسلة تاريخية من البطولات، أبرزها: 13 لقباً في الدوري الألماني، و6 كؤوس محلية، ولقبان في دوري أبطال أوروبا 2013، 2020، بطولات السوبر المحلي والأوروبي، كأس العالم للأندية.
وساهم بشكل مباشر في مئات الأهداف، إذ تجاوز حاجز250 هدفاً وقدم أكثر من 250 تمريرة حاسمة، وهو رقم يؤكد مكانته بين أكثر اللاعبين إنتاجاً في تاريخ النادي.
بصمة لا تُنسى مع منتخب ألمانيا
على الصعيد الدولي، كانت مسيرة مولر مع المنتخب الألماني لافتة للغاية، إذ تألق في كأس العالم 2010 بتسجيل 5 أهداف وصناعة 3، ليحصد جائزة هداف البطولة وأفضل لاعب شاب.
وفي مونديال 2014، ساهم بشكل بارز في تتويج ألمانيا باللقب العالمي في البرازيل، رافعاً رصيده الإجمالي في كأس العالم إلى 10 أهداف.
ورغم أنه لم يكن مهاجماً صريحاً، تميز مولر بقدرته على قراءة اللعب والتحرك في اللحظة المناسبة، وهي مهارة جعلته نموذجاً يُدرّس في التكتيك الحديث. كما اشتهر بشخصيته المرحة وروحه القيادية، ما جعله محبوباً داخل غرف الملابس وخارجها.
نهاية مشرفة لمسيرة عظيمة
في صيف 2025، طوى مولر صفحةً ذهبية من تاريخه بإنهاء مسيرته الأسطورية مع بايرن ميونخ، لينتقل إلى فانكوفر وايتكابس في الدوري الأميركي، باحثاً عن تجربة جديدة قبل اعتزال كرة القدم.