كشف تقرير صحفي إسباني، اليوم الأربعاء، عن مفاجأة كبرى تتعلق ببديل أنطونيو كونتي في نابولي.
ويناقش نابولي فكرة الاستغناء عن كونتي بعد خسارة مباراته الأخيرة في الدوري الإيطالي أمام بولونيا (2-0)، وتعادله السلبي على ملعب دييجو أرماندو مارادونا أمام آينتراخت فرانكفورت في دوري الأبطال، لكن الضربة الأكبر جاءت مبكرًا بالهزيمة الساحقة 6-2 في آيندهوفن.
ويطالب الكثيرون بإقالة كونتي، وقد أدى ذلك إلى تكهنات حول بديل محتمل، مع ترشيح اسمين بارزين هما تشافي هيرنانديز وتياجو موتا.
وبحسب صحيفة “سبورت” الكتالونية، فإن تشافي لم يتولى قيادة أي فريقه منذ رحيله عن برشلونة في صيف 2024، بعد موسم صعب للغاية شهد غياب الألقاب.
وتلقى تشافي عدة عروض، رفضها جميعًا، حيث فضل الاختيار دون ضغوط أو إلحاح يواجهه المدربون الآخرون.
وبحسب ما ورد، كان آخر رفض لعرض من سبارتاك موسكو.
من جانبه، قاد موتا، بولونيا إلى نهائي كأس إيطاليا، على الرغم من أن الأمور لم تسر على ما يرام معه في يوفنتوس بعد ذلك، إلا أنه لا يزال يتمتع بسمعة طيبة في إيطاليا.
وأثار اسم تشافي هيرنانديز، على وجه الخصوص، ضجة كبيرة في نابولي، لدرجة أن الرئيس أوريليو دي لورينتيس اضطر إلى تأكيد استمرار كونتي علنًا.
لكن يبدو أن هذا لم يُجد نفعًا، مع استمرار التكهنات والشعور المتزايد بأن منصب المدرب الحالي على المحك في المباريات القادمة أمام أتالانتا، وكاراباج.
إشادات أوريليو دي لورينتيس
وعندما واجه نابولي برشلونة في دوري أبطال أوروبا نهاية عام 2023، رئيس نابولي بفريق تشافي هيرنانديز، وقال: “إنه فريق حقيقي”، هكذا صرّح دي لورينتيس بعد المباراة، ومع خروج فريقه، تأكدت مخاوفه.
ويستمرّ الصراع بين دي لورينتيس وكونتي منذ فترة طويلة، خاصة وأنها علاقة صعبة بين شخصين قويي الإرادة، وقد تكون على وشك الانتهاء.
في هذه الأثناء، عاد تشافي هيرنانديز إلى الساحة الكروية في برشلونة، بطريقة ما، بعد حضوره حفل تقديم منصة “البارسا التي نريدها” التي تجمع الأحزاب المختلفة لمؤازرة المرشح المقبل للرئاسة فيكتور فونت.
ويبقى أن نرى ما إذا كان اهتمام نابولي بتشافي هيرنانديز سيُكلّل بالفشل أيضًا، أم أنه سيعود أخيرًا إلى التدريب.
البداية والتعيين
في 5 حزيران/يونيو 2024، عُيّن أنطونيو كونتي مدربًا لنابولي بعقد لمدة ثلاث سنوات، بعد فترة انقطاع عن التدريب تقلّ عن عام.
وجاء تعيين كونتي في ظلّ أزمة واضحة للفريق، حيث أنهى نابولي الموسم السابق في المرتبة العاشرة ولم يتأهل لأي مسابقة أوروبية، وهو وضع غير مقبول لنادٍ سبق أن حقّق لقب الدوري الإيطالي قبل ذلك.
كونتي، صاحب سجّل تدريبٍ حافل في إيطاليا وإنجلترا، جلب معه تطلّعات كبيرة لإعادة الفريق إلى مستواه.
بناء فريق جديد وتحديات مُبكرة
عند وصوله، أعلن كونتي أنّ الفريق بحاجة إلى “إعادة بناء شاملة” من الأساس.
وفي الميركاتو، استحوذت إدارة النادي على أسماء جديدة، ومن أبرزها سكوت ماكتوميناي وروميلو لوكاكو.
رغم البداية الثقيلة (خسارة 0-3 في افتتاح الموسم) إلا أن الفريق بدأ يظهر مؤشرات إيجابية بالانتصارات المتتالية.
لكن في الخلفية، كانت هناك توتّرات حول علاقته بإدارة النادي، خصوصًا حول سياسة الانتقالات والتمويل، وهو أمر بدا واضحًا خلال موسم العمل.
الإنجاز والتحوّل
في 23 مايو/ أيار 2025، نجح نابولي تحت قيادة كونتي في حسم لقب الدوري الإيطالي بفوز 2-0 على كالياري، متفوّقًا بفارق نقطة على إنتر ميلان.
الفوز بهذا اللقب أعاد للنادي هيبته، واعتُبر بمثابة إثبات لقدرة كونتي على تولِّي مشروع إنقاذ سريع وتحويل المسار.
وفي أعقاب الفوز، رئيس النادي أوريليو دي لورينتيس صرّح بأن كونتي سيبقى مدربًا للفريق، وأنهم “أقوى من قبل” معًا.
ماذا تعني هذه المسيرة؟
قدم كونتي ما عجز عنه آخرون في موسم واحد تقريبًا، حيث تحول وضع نابولي من “سوء الأداء” إلى “بطل الدوري”.
وأظهر الفريق شخصية جديدة تحت قيادته، بمعنويات مرتفعة وانضباط دفاعي أكبر، ما سمح له بالتميز حتى أمام منافسين أقوياء.
لكن، المشروع طويل الأمد ما زال في بدايته، الحفاظ على المستوى، المنافسة في أوروبا، وتوفير بنية تحتية قوية هي مفاتيح المرحلة المقبلة.
ماذا قدم نابولي هذا الموسم؟
عاد نابولي إلى دوري أبطال أوروبا مرة أخرى هذا الموسم، بعدما غاب عن المسابقة في الموسم الماضي إثر احتلاله مركز خارج المراكز المؤهلة لبطولات أوروبا.
ومع ذلك، بدأ فريق الجنوب الإيطالي، الموسم الجديد، بشكل ضعيف، حيث خسر خارج أرضه ضد مانشستر سيتي بنتيجة 0-2، لكنه استعاد توازنه بعد ذلك بإسقاط سبورتينج لشبونة البرتغالي في ملعب مارادونا بنتيجة 1-2.
لكن الصدمة الكبرى التي تلقاها فريق المدرب أنطونيو كونتي، كانت بخسارة فادحة بنتيجة 2-6 أمام آيندهوفن الهولندي، في طعنة قوية لقلب نابولي، فيما واصل الفريق الإيطالي، نتائجه السيئة بتعادل باهت أمام فرانكفورت.
وفي بطولة الدوري المحلي، بدأ نابولي، بشكل ممتاز وتصدر الجدول لعدة أسابيع قبل أن يسقط في سلسلة النتائج السلبية بالفترة الأخيرة، خاصة بعد التعادل مع كومو 0-0 والخسارة أمام بولونيا 0-2، وقبلهم كان الفريق قد خسر مباراة في الشهر الماضي ضد تورينو 1-0، وفي نهاية سبتمبر أمام ميلان 2-1.
4 مباريات لم يحصل فيها فريق المدرب كونتي، سوى على نقطة واحدة فقط، وكان بإمكانه خسارتها، بعدما سيطر كومو طولا وعرضا وكان الأوفر حظا، لتسهم هذه المباريات في تراجع الفريق من المركز الأول إلى الرابع بعد مرور 11 أسبوعا.
وخلال الجولات 11، فاز نابولي في 7 لقاءات مقابل تعادل واحد و3 هزائم، وسجل الفريق 16 هدفا وتلقت شباكه 10 أهداف، ليجمع 22 نقطة، ويبتعد عن المتصدر بفارق نقطتين.