أبدى كيران تريبير، استعداده للتراجع عن قرار اعتزاله الدولي، بعدما أبلغ المدرب توماس توخيل بأنه قادر على حل مشكلة الظهير الأيسر في منتخب إنجلترا.
الظهير الأيمن لنيوكاسل، صاحب الـ54 مباراة دولية، كان قد أعلن اعتزاله اللعب الدولي عقب خسارة نهائي يورو 2024 أمام إسبانيا. لكنه سبق أن لعب كظهير أيسر في عهد المدرب السابق جاريث ساوثجيت، ويبدو أنه مستعد للعودة مجددًا بعد حديثه مع توخيل.
وأكد تريبير أنه أعلن نفسه متاحا إذا احتاجه المدرب الجديد، خاصة في وقت اضطر فيه توخيل إلى الاعتماد على لاعبين خارج مراكزهم خلال الفوزين الأخيرين على صربيا وألبانيا بنتيجة 2-0، حيث لعب كل من نيكو أوريلي من مانشستر سيتي ودجيد سبنس من توتنهام – وهما في الأساس يلعبان في مركز الظهير الأيمن – لتعويض غياب الخيارات الطبيعية في الجهة اليسرى.
وقال تريبير، صاحب الـ35 عاما، في تصريحات نقلتها صحيفة “ذا صن”: “قررت الاعتزال وشعرت أن الوقت كان مناسبًا لذلك. لكنني أفتقد الأجواء.. أفتقد المزاح.. أفتقد الطاقم الفني. لا تقل أبدا كلمة مستحيل”.
وأضاف: “إذا جاءتني الدعوة فلن أرفضها أبدا. توخيل مدرب كبير.. تحدثت معه عدة مرات. آمل أن يكون الرجل المناسب لجلب اللقب إلى الوطن”.
نهج مختلف
ويبدو أن المدرب الألماني لا يمانع الاستعانة بظهير أيمن في مركز الظهير الأيسر، وهو نهج مختلف عن أسلوب ساوثجيت، خاصة في ظل استبعاد الظهير الأيسر الأساسي لوك شاو، 30 عامًا، من آخر قائمة لصالح لاعبين أصغر سنا.
وفي قائمة إنجلترا لمباريات نوفمبر/تشرين الثاني، كان نيكو أوريلي الخيار الحقيقي الوحيد في مركز الظهير الأيسر، باستثناء دان بيرن الذي يستطيع لعب هذا الدور، لكنه يستخدم كقلب دفاع في منظومة توخيل.
وتتضمن قائمة المرشحين لشغل مركز الظهير الأيسر أيضًا اثنين من زملاء تريبير في نيوكاسل: تينو ليفرامنتو، الظهير القادر على اللعب في الجهتين، والذي يستطيع تغطية مركز الظهير الأيسر عند الحاجة، لكنه ما يزال يتعافى من إصابة في الركبة أبعدته منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
وهناك أيضا لويس هال (21 عاما)، أحد أبرز المواهب الإنجليزية الطبيعية في مركز الظهير الأيسر، وقد شارك في أول دقائق له منذ سبتمبر/أيلول خلال آخر مباراة لنيوكاسل قبل فترة التوقف الدولي.
مع وجود هذه الخيارات المحدودة ومع استعداد تريبير للعودة، يبدو الملف مفتوحًا أمام توخيل لإعادة النظر في تشكيل الجهة اليسرى استعدادًا للمرحلة المقبلة.
EPA
وكان توخيل قد صرح سابقا، بأنه يفكر جديا في السفر إلى العاصمة الإسبانية مدريد للقاء النجم الإنجليزي ترينت ألكسندر-أرنولد، ومناقشة مستقبله الدولي وفرص عودته إلى صفوف المنتخب قبل نهائيات كأس العالم المقبلة 2026، المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ولم يشارك ألكسندر-أرنولد مع إنجلترا منذ أن لعب 26 دقيقة فقط كبديل خلال الفوز على أندورا (1-0) في مدينة برشلونة في يونيو/حزيران الماضي، وهي المباراة الوحيدة التي ظهر فيها اللاعب تحت قيادة توخيل منذ توليه تدريب “الأسود الثلاثة”.
ومع تبقي مباراتين وديتين فقط في مارس/آذار المقبل قبل انطلاق كأس العالم صيف 2026، كشف توخيل أنه يخطط للجلوس مع الظهير الأيمن البالغ من العمر 27 عامًا في إسبانيا من أجل مناقشة وضعيته وفرصه المستقبلية.
قائمة ضخمة
وقال توخيل: “أولا، من واجبي الآن التواصل مع الجميع، ومع لاعبين مثل ترينت. لدينا قائمة طويلة تضم ما بين 55 و60 لاعبًا، وسأتواصل مع كل واحد منهم. سأشرح لهم سبب عدم استدعائهم، وما الذي يجب عليهم فعله للتحسن، وأين يمكنهم التطور. هل يمكنهم فعل شيء لتغيير الوضع، أم أن القرار مجرد خيار فني؟ هذا هو عملي خلال الأسابيع والأشهر المقبلة”.
ورغم أن الحديث عن لقاء 60 لاعبا يبدو صعبا من الناحية العملية، فإن ألكسندر-أرنولد يبقى أبرز الأسماء المستبعدة من حسابات المنتخب، ما يجعل من لقاء توخيل معه مسألة واقعية ومهمة.
وعندما سُئل المدرب الألماني مباشرة عما إذا كان سيسافر إلى مدريد لزيارة نجم ليفربول السابق، أجاب قائلا: “ولم لا؟ يمكننا تنظيم زيارات جماعية أيضًا. ربما أزور جود بيلينجهام وترينت معا في مدريد”.
وأضاف: “سنزور الأندية، وسنتصل ببعض اللاعبين. لكنني أكره المكالمات الهاتفية. أفضل مكالمات الفيديو عبر فيس تايم لأنني أرى تعابير الوجه وأشعر بالشخص أكثر. وإن لم تكفِ، فسأزورهم بنفسي. سأزورهم في التدريبات وعلى أرض الملاعب. أرى أن التواصل الشخصي ضروري”.
وأوضح توخيل أن المرحلة المقبلة تتطلب شفافية كاملة مع اللاعبين، بمن فيهم أولئك الذين لم يُستدعَوا كثيرًا، قائلا: “من المهم أن أبعث برسائل صادقة لكل اللاعبين، حتى الذين لم يشاركوا بانتظام، لأخبرهم بمكانهم الحالي في الخطة ومنحهم تقييما واضحا وصريحا”.