نصف قوة ريال مدريد.. مبابي يطارد أرقام رونالدو في البرنابيو

BySayed

نوفمبر 2, 2025


يعيش النجم الفرنسي كيليان مبابي لحظات استثنائية في مسيرته مع ريال مدريد، بعدما تحوّل إلى آلة تهديف لا تعرف التوقف، وأصبح يسير بخطى ثابتة نحو معادلة الأرقام التاريخية التي حققها كريستيانو رونالدو في ملعب “البرنابيو”.

النجم الفرنسي لا يكتفي بالأداء الباهر، بل يواصل تحطيم الأرقام وتحدي نفسه يوما بعد يوم، ليصبح الواجهة الأبرز لمشروع المدرب تشابي ألونسو.

تقول صحيفة “آس” الإسبانية “يمتلك مبابي الآن أول حذاء ذهبي في مسيرته، ويبدو في طريقه لمضاعفة قيمته الكروية يوما بعد يوم، حتى يصل معدنه إلى أقصى درجات النقاء “عيار 24″، إذ يسجل هدفا تلو الآخر، ويخطو بثبات نحو المجد الذهبي في مسارٍ لم يكن محددا في خارطة طريقه سابقا، لكنه أصبح الوجهة الطبيعية له”.

وخلال اليوم الذي قدّم فيه الجائزة لجماهير “البرنابيو”، انطلق مبابي بسرعة مذهلة نحو الهدف التالي، بعد أن سجل ثنائية في مرمى فالنسيا، ليصل إلى 13 هدفا في 11 مباراة، متفوقا على هاري كين وإيرلينج هالاند، ولا يسبقه سوى اسم مفاجئ هو داركو ليمايتش!”.

في مواجهة فالنسيا، وقّع مبابي على هدفين وكان بإمكانه أن يضيف الثالث، لكنه اختار أن يكون قائدا جماعيا عندما ترك ركلة الجزاء الثانية لزميله فينيسيوس جونيور. ورغم ذلك، لا أحد يستطيع نزع لقب الهداف منه، إذ يتصدر جدول الهدافين في الدوري الإسباني برصيد 13 هدفا في 11 مباراة فقط، بفارق مريح عن أقرب ملاحقيه جوليان ألفاريز (7 أهداف).

وبلغ إجمالي رصيد مبابي هذا الموسم 18 هدفا في 14 مباراة، بمعدل مذهل يبلغ 1.29 هدف في اللقاء الواحد، وهي أرقام تذكّر بعصر رونالدو الذهبي، بل تكشف عن هوية تهديفية خاصة تحمل توقيع كيليان.

يعيش النجم الفرنسي  فترة تهديفية استثنائية، إذ سجل في 8 مباريات متتالية في الدوري، وهو رقم لا يتفوق عليه في تاريخ ريال مدريد الحديث سوى كريستيانو رونالدو، الذي هز الشباك في 10 مباريات متتالية خلال موسم 2014-2015. ويستهدف مبابي الآن معادلة ذلك الرقم أو تجاوزه في المباريات المقبلة أمام رايو فاليكانو (9 نوفمبر/تشرين الثاني)، إلتشي (23 نوفمبر بعد التوقف الدولي)، وجيرونا (30 نوفمبر).

وقد وصل الفرنسي إلى 44 هدفا في أول 45 مباراة له في الليجا، وهي أفضل بداية في تاريخ المسابقة منذ أيام الأسطورة بوشكاش (44 هدفا في 44 مباراة)، متفوقا بذلك على رونالدو الذي سجل 43 في أول 45 لقاء له. من أسطورة إلى أخرى، يكتب مبابي فصلا جديدا في تاريخ ريال مدريد.

داركو ليمايتش.. بطل مغمور

في الدوريات الكبرى، لا أحد يتفوق على مبابي حاليا، إذ يأتي بعده مباشرة هاري كين (12 هدفا) ثم هالاند (11 هدفا). لكن المفاجأة أن المتصدر المؤقت لسباق الحذاء الذهبي حاليا هو الصربي داركو ليمايتش، المهاجم العملاق البالغ طوله 199 سم، والذي يتألق مع نادي ريجا إف إس في الدوري اللاتفي، بعدما أحرز 27 هدفا في 29 مباراة، قبل جولتين فقط من نهاية الموسم هناك.

ورغم أن مبابي يتصدر فعليا من حيث المستوى الفني، فإن اختلاف معاملات احتساب النقاط في جائزة الحذاء الذهبي يجعل ليمايتش في الصدارة مؤقتا، حيث تساوي أهدافه الـ27 نقاطا أكثر من أهداف مبابي الـ13. ومع اقتراب نهاية الدوري اللاتفي، سيغادر اسمه سريعا من القمة، لكن مجرد رؤيته نفسه متقدما على عمالقة أوروبا يُعد لحظة تاريخية في مسيرته.

مطاردة أسطورية وراء أرقام كريستيانو

ورغم الصدارة المؤقتة لليمايتش، إلا أن مبابي لا ينافسه ولا ينافس كين أو هالاند، بل يطارد أسطورته الخاصة كريستيانو رونالدو. النجم الفرنسي لا يخفي إعجابه بالبرتغالي، لكنه يرفض المقارنة المباشرة، قائلا في حوار سابق مع خورخي فالدانو: “أتمنى أن يحلم الناس بي يوما كما يحلمون بكريستيانو”.

لكن أرقام مبابي الحالية تتحدى تواضعه، فبمعدل 1.29 هدف في المباراة، وإذا خاض جميع مباريات ريال مدريد الممكنة هذا الموسم (63 مباراة)، فقد ينهي الموسم بـ81 هدفا، أي بفارق كبير عن أفضل موسم لرونالدو (61 هدفا في 2014-2015). ووفقا لهذا الإيقاع، فإن كيليان يحتاج فقط إلى 48 مباراة لتجاوز هذا الرقم الأسطوري.

روح صانع الألعاب.. وأنياب الهداف

حتى الآن، خاض مبابي 14 مباراة ولم يفشل في التسجيل سوى أمام ريال مايوركا ويوفنتوس.

في بعض اللقاءات، يصنع مبابي فرصه بنفسه، وفي أخرى يكون المنفذ القاتل، خاصة عندما يكون إلى جواره زميله المفضل أردا جولر، الذي قدم جميع تمريراته الحاسمة الست هذا الموسم للنجم الفرنسي تحديدا.

من بين أهداف مبابي الـ18 هذا الموسم، جاءت 15 منها داخل منطقة الجزاء بنسبة 83.3%، وهي نسبة مقاربة جدا للموسم الماضي (81.8%)، إلا أن التحسن الكبير يظهر في دقته التهديفية، إذ كان يحتاج الموسم الماضي إلى 5.5 تسديدات لتسجيل هدف، بينما أصبح الآن يسجل من كل 4.4 تسديدات فقط، في دليل على تطوره في الحسم أمام المرمى.

نصف قوة ريال مدريد

التحسن الكبير في أداء مبابي يرتبط أيضا بعامل بدني واضح، بعدما خسر 3 كيلوجرامات من وزنه خلال الصيف بفضل خطة إعداد دقيقة جعلته أكثر رشاقة ومرونة داخل منطقة الجزاء. ومع منحه الثقة الكاملة من قبل المدرب تشابي ألونسو، أصبح مبابي القائد الأول في مشروع ريال مدريد الجديد.

من أصل 34 هدفا سجلها الفريق الملكي هذا الموسم، أحرز مبابي 18 منها، أي ما يعادل 52.9% من إجمالي أهداف ريال مدريد. إنه لا يقارن نفسه برونالدو، لكنه عمليا يسير على خطاه، بالأرقام والهيمنة والتأثير.



المصدر – كوورة

By Sayed