شن جاري نيفيل، أسطورة مانشستر يونايتد، هجومًا شديدًا على أداء الشياطين الحمر بعد خسارته المفاجئة 0-1 أمام إيفرتون، واصفًا الأداء بأنه “غير مقبول” و”يحمل رائحة الغرور”.
ووفقاً لصحيفة “ESPN” البريطانية، بدأ مانشستر يونايتد المباراة متفوقًا عدديًا منذ الدقيقة 13 بعد طرد لاعب وسط إيفرتون إدريسا جاي بسبب صفعه لزميله مايكل كين في موقف غريب أثار الدهشة.
ورغم التفوق العددي المبكر، لم يتمكن يونايتد من استغلال الفرصة، ونجح كييرنان ديوسبري-هول في تسجيل هدف قبل نهاية الشوط الأول، ليمنح إيفرتون التقدم، وتمكن الفريق المضيف من الحفاظ على النتيجة بفضل الأداء المتواضع لليونايتد وتصديات ملهمة من حارس مرماه جوردان بيكفورد.
وكان بإمكان فريق روبن أموريم التقدم إلى المركز الرابع في حال فوزه، لكنه بقي في المركز العاشر، في ظل المنافسة الشديدة على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، مع وجود خمس نقاط فقط تفصل بين تشيلسي في المركز الثاني وليفربول في المركز الثاني عشر.
ويرى نيفيل أن احتمالية التواجد بين الأربعة الأوائل أثرت على تفكير اللاعبين قبل المباراة وانعكست على أدائهم داخل الملعب.
وقال نيفيل في بودكاست جاري نيفيل: “كأنهم تخيلوا في رؤوسهم أنهم سيحتلون مراكز دوري أبطال أوروبا، وربما فكروا في ذلك قبل المباراة. لقد شممت رائحة الغرور، لم يكونوا في مستواهم منذ البداية – هذا أمر سيئ بالنسبة لليونايتد”.
وأضاف: “أعتقد أنهم كانوا أفضل بكثير في الأسابيع القليلة الماضية، وربما يعيدنا ذلك إلى مباراة برينتفورد خارج الديار. لا يمكنك أن تنتقل من القتال الذي أظهروه في بعض المباريات إلى هذا الأداء، فهذا يضعف الثقة ويهدم الثقة. نحن نحاول بناء الثقة في المدرب، ونحاول بناء الثقة في الفريق”.
وتابع: “المشجعون أطلقوا الصافرات بشكل جماعي في النهاية، وكان ذلك صوتيًا قويًا، وكانوا على حق – هذا كان أداءً سيئًا للغاية. كأنك خطوت خطوتين أو ثلاث إلى الأمام، والجميع يشعر بتحسن قليل عن نفسه، ثم تعود إلى البداية مرة أخرى. يمكنك خسارة المباريات، لكن لا يمكنك خسارتها بهذا الشكل، هذا بعيد كل البعد عن المستوى المطلوب، وغير مقبول”.
وأُجبر يونايتد على الدفع باللاعب المنسي جوشوا زيركزي بسبب الإصابات التي لحقت ببنجامين سيسكو وماتيوس كونيا، وافتتح اللاعب الهولندي أفضل فرصه برأسية رائعة أنقذها بيكفورد ببراعة.
وأكد نيفيل أن غياب المهاجمين المفضلين للفريق ليس عذرًا معقولًا، وأشاد بعقلية إيفرتون رغم اللعب بعشرة لاعبين، قائلاً: “انسوا الإصابات التي لحقت بسيسكو وكونيا، لا توجد أعذار، لن أقبل ذلك بأي شكل من الأشكال. إيفرتون هيمن عليهم بـ11 لاعبًا ومع 10 لاعبين بطريقة مختلفة من الهيمنة، لكنهم سيطروا عليهم من خلال روحهم القتالية وعزيمتهم”.
مسيرة قائد لا يُنسى في حقبة مانشستر يونايتد الذهبية
يُصنَّف جاري نيفيل كأحد أبرز المدافعين في تاريخ مانشستر يونايتد والكرة الإنجليزية، ليس فقط بسبب مهارته في مركز الظهير الأيمن، بل أيضًا لما امتلكه من شخصية قيادية وروح قتالية جعلته رمزًا لجيلٍ ذهبي صنع أمجاد النادي تحت قيادة السير أليكس فيرجسون.
وُلد نيفيل في 18 فبراير/ شباط 1975 في مدينة بيري، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية مانشستر يونايتد وهو في سن مبكرة، قبل أن يشق طريقه تدريجيًا نحو الفريق الأول مطلع التسعينيات.
كان نيفيل واحدًا من أبناء ما يُعرف بـ”جيل 92″ الشهير، الذي ضم أيضًا ديفيد بيكهام، بول سكولز، ريان جيجز، الأخوين نيفيل، ونيكي بات. وقد شكّل هذا الجيل أحد الأعمدة الرئيسية لحقبة السيطرة المحلية والأوروبية ليونايتد، وبرز نيفيل كأحد أهم عناصر هذا الفريق، بفضل انضباطه الدفاعي وقدرته على تقديم الدعم الهجومي على الجهة اليمنى.
خاض جاري نيفيل أول مباراة رسمية مع يونايتد في عام 1992، لكن مشاركته المنتظمة بدأت فعليًا بعد موسمين، حين منحه فيرغسون الثقة ليكون الظهير الأيمن الأساسي للفريق.
ومع مرور السنوات، أثبت نيفيل نفسه كأحد أفضل المدافعين في أوروبا، بفضل تفوقه التكتيكي وقدرته على قراءة اللعب. ورغم أنه لم يكن الأسرع أو الأكثر مهارة، إلا أن ذكاءه داخل الملعب وروحه القيادية جعلاه عنصرًا لا غنى عنه في منظومة فيرجسون.
حقق نيفيل مع مانشستر يونايتد إنجازات كبرى، أبرزها الفوز بثمانية ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وثلاثة ألقاب في كأس الاتحاد الإنجليزي، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا مرتين، أهمها نسخة 1999 التاريخية التي توّج فيها الفريق بالثلاثية الشهيرة. كما حمل شارة قيادة يونايتد لسنوات، ليواصل تقليد القادة العظماء في النادي بعد روي كين.
وعلى الصعيد الدولي، مثّل نيفيل منتخب إنجلترا في 85 مباراة بين عامي 1995 و2007، وشارك في عدة بطولات كبرى مثل كأس العالم ويورو، وكان يُعد الظهير الأيمن الأول للمنتخب في معظم فترته الدولية، قبل أن تُجبره الإصابات المتكررة على الابتعاد تدريجيًا عن المشهد.
مع تقدّم العمر وتزايد الإصابات، تراجعت مشاركات نيفيل مع يونايتد، ليعلن اعتزاله رسميًا في فبراير 2011، منهياً مسيرة امتدت قرابة 20 عامًا داخل القلعة الحمراء. وبعد الاعتزال، اتجه للعمل الإعلامي والتحليل الفني، ليصبح أحد أبرز الأصوات المؤثرة في الكرة الإنجليزية عبر شبكة “سكاي سبورتس”، حيث اشتهر بآرائه الصريحة وتحليلاته العميقة للمباريات والتكتيكات.
كما خاض تجربة تدريبية قصيرة ومثيرة للجدل مع نادي فالنسيا الإسباني عام 2015، لكنها لم تُكلل بالنجاح، قبل أن يعود إلى العمل الإعلامي ويواصل دوره كشخصية مؤثرة في عالم كرة القدم.